مفاجأة عربية في"مهرجان كان"

time reading iconدقائق القراءة - 4
مشهد من الفيلم الفرنسي "الأسوأ من بين الصبية" للمخرجتين ليز آكوكا ورومان جيريت. - الشرق
مشهد من الفيلم الفرنسي "الأسوأ من بين الصبية" للمخرجتين ليز آكوكا ورومان جيريت. - الشرق
كان (فرنسا) -عرفان رشيد

أدهشت لجنة التحكيم الدولية لمسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي الدولي، الجميع حين أعلنت أن الفائز بجائزة أفضل فيلم هو الفيلم الفرنسي "الأسوأ من بين الصبية" للمخرجتين ليز آكوكا ورومان جيريت.

مبعث المفاجأة أن الجميع كان يترقب أو يتوقع أن تميل النجمة والمخرجة الإيطالية فاليريا جولينو، رئيس اللجنة، إلى الفيلم الأوكراني لافت  الجمال "رؤى الفراشة" للمخرج ماكسيم نكونشني.

"الأسوأ من بين الصبية" عبارة عن فيلم داخل فيلم، إذ تدور أحداثه عن مخرج يرغب في إنجاز عمل عن عصابات المراهقين من عالم الإجرام الصغير في الأحياء الباريسية القصيّة، ويقرر اختيار من يعتبرهم أبناء الحي الذي يعيشون فيه، النماذج "الأسوأ" على الإطلاق، ومن هنا يأتي عنوان الفيلم.

إشادة

أشادت فاليريا جولينو باختيارات المدير الفني للمهرجان تييري فريمو، وأكدّت أنها ولجنتها قرأت الأفلام وشاهدتها "ليس بالذهن، لكن بالقلب أيضاً"، ومنحت الجوائز وفق اعتبارات إبداعية في الأساس.

وذهبت جائزة أفضل إخراج إلى الروماني آليكساندرو بيلك عن فيلمه "Metronom" الذي يروي قصة حب بين شاب وشابة في زمن الديكتاتور نيكولاي تشاوتشيسكو.

ونالت المخرجة الفلسطينية المتميّزة مها حاج جائزة أفضل سيناريو، عن فيلمها "حمّى البحر المتوسّط"، وهي جائزةٌ مُستحقّةٌ بالكامل، لأنّ مها كتبت نصّاً لافتاً وبارعاً أبقت به نظر وعقل المشاهد ملتصقين بالشاشة على مدى نحو ساعتين، في تبادل حاذقٍ وذكي بين الحالات والانقلابات المتواصلة لمواقف الشخصيّتين الرئيستين في الفيلم وليد (عامر حليحل) وجلال (أشرف فرح)، واللذين كان أداؤهما اللافت يستحق، هو الآخر، جائرة التمثيل التي ذهبت (وباستحقاقٍ) إلى الممثل التونسي الشاب آدم بيسا عن دوره في فيلم "حرقة" للمخرج المصري لطفي ناثان، مناصفةً مع فيكي كريبيس عن دورها في فيلم "كورساج" لماري كرويتزر، وبالإمكان اعتبار كل من آدم بيسّا وفيكي كريبيس بمنزلة اكتشافين حقيقيّين لمهرجان كان.

براعة أداء 

ممثلٌ، أو بالأحرى نجمٌ آخر، كان يستحق جائزة التمثيل عن جدارة هو صالح بكري الذي أدى بطولة فيلم "القفطان الأزرق" للمخرجة المغربية مريم توزاني، إذ كعادته أدهش الجميع، ليس بتجسيده الشخصية فحسب، بل ببراعته في تشرّب اللغة المغربية وأدائها "بشكل مكتملٍ ورائع" برأي المخرجة مريم توزاني نفسها.

جائزة التمثيل لآدم بيسّا، والأداء اللافت للمرشحين الآخرين صالح بكري وعامر خليل وأشرف فرح، يدلّلان على مُعطى مهم للغاية، وهو أنّ العديد من الممثلين والممثلات العرب صاروا يحتلون مواقع المقدّمة في المشهد التمثيلي السينمائي العالمي، ويتنافسون عن جدارةٍ، استحقاقٍ وبراعةِ أداء.

جائزة لباكستان

جائزة لجنة التحكيم  الكبرى ذهبت إلى المشاركة الأولى للمخرج الباكستاني صيام صادق عن فيلمه "جويلاند"، وهي أيضاً المشاركة الأولى لبلده، في محفلٍ سينمائي كبير كمهرجان كان، وقد تكون مؤشراً لميلاد أعمال سينمائية أخرى في ذاك البلد.

وكما ابتدع المدير الفني للمهرجان تييري فريمو، العام الماضي، جائزة خاصة منحها عنوان "جائزة الجرأة"، فقد منح تلك الجائزة هذا العام عنوان "ضربة في القلب"، وقد مُنحت هذه السنة إلى فيلم "Rodeo " للمخرجة الفرنسية لولا كويڤيرون.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات