"اختفاء السيد لا أحد" تحصد جائزة نجيب محفوظ للرواية

time reading iconدقائق القراءة - 5
غلاف رواية اختفاء السيد لا أحد للروائي الجزائري أحمد طيباوي الفائزة بجائزة نجيب محفوظ التي تمنحها الجامعة الأميركية بالقاهرة - 31 مارس 2021  - الشرق
غلاف رواية اختفاء السيد لا أحد للروائي الجزائري أحمد طيباوي الفائزة بجائزة نجيب محفوظ التي تمنحها الجامعة الأميركية بالقاهرة - 31 مارس 2021 - الشرق
القاهرة-محمد شعير

حصد الكاتب الجزائري، أحمد طيباوي، الأربعاء، جائزة نجيب محفوظ للرواية، والتي تمنحها الجامعة الأميركية بالقاهرة، عن روايته "اختفاء السيد لا أحد".

واكتفت الجامعة هذا العام، بإقامة احتفالية من خلال تطبيق "زووم"، في إطار التباعد الاجتماعي بسبب جائحة كورونا.

وعبّر طيباوي عن سعادته بالجائزة، وارتباط اسمه بالروائي العالمي نجيب محفوظ، الذي وصفه "بأنه عابر للأزمان".

وأضاف الروائي الجزائري: "حاولت في هذه الرواية أن أعير صوتي لمن لا صوت لهم، وأجعل من هامشهم متناً، وتخليت عن لغتي وأدواتي القديمة لأكتب عن بطل الهامش المنسي الذي كان عبئاً ثقيلاً علي". 

وتبلغ قيمة جائزة نجيب محفوظ 5 آلاف دولار، فضلاً عن ترجمة ونشر الرواية الفائزة باللغة الإنجليزية ضمن مطبوعات دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة للأدب.

270 رواية

وقالت رئيس لجنة التحكيم، شيرين أبو النجا، إن الرواية تم اختيارها من بين 270 رواية تقدمت للجائزة، مشيرة إلى رغبة اللجنة في الانفتاح على تجارب مختلفة، وتشجيع أسماء جديدة في الوطن العربي.

وأضافت أبو النجا: "لم يترك لنا القرن الحادي والعشرين أي خيار سوى الاحتفاء بالمهمشين، لنحتفي بأنفسنا، يخلع السيد لا أحد وجهه ويرحل، لتكون القضية هي اختفاء لا أحد. ثم يجيء لا أحد آخر ليحقق في الاختفاء".

وتابعت: "إنه الجحيم الذي يطل من نافذة المدينة حيث الأبوية الراسخة مقابل البحث عن أبوة ضائعة، الجنون مقابل العقل، الرغبة في التحرر مقابل الالتزام، ثروة مبنية على رأس مال رمزي منافق مقابل انعدام كفاف العيش، رجال معممون منافقون مقابل متشردين صادقين، محقق نزيه يتخذ من القضية مساراً للبحث عن ذاته مقابل مخبر هزيل يبرع في الاستغلال والابتزاز".

وزادت أبو النجا: "بالرغم من هذا التضاد الصريح الذي يسكن فضاء المدينة ويشكل هوامشها وأساليبها في التهميش تبقى جميع الشخصيات بشكل صادم لا أحد، تمر بدون أثر ولا يؤثر اختفاؤها في منظومة أبوية تستمد وجودها من علاقات قوى لا مكان لنا فيها".

وذكر الناقد والمترجم همفري ديفيذ أنه "للوهلة الأولي تشعر بأنها رواية بوليسية، إذ يختفي السيد لا أحد تاركاً وراءه العديد من المآسي والكوارث، ولكنه نوع أدبي ملائم لإلقاء الضوء على الزوايا المعتمة، وبالفعل يساهم هذا الإطار البوليسي في الكشف عن فضاء المدينة المعلن والمسكوت عنه".

وتابع: "يقدم الطيباوي شخصيةً تجمع بين كونها سيّداً و(لا أحد) في الوقت ذاته، كما تجمع بين كونها (لا أحد) وأنّها تختفي في آن معاً، معبّراً من خلالها عن عالم من المنبوذين والمسحوقين والمحرومين والمهمشين عموماً، وعن أوجه الشعب الجزائري في ماضيه وحاضره، في انكساراته وخيباته، لا سيّما بعد العشريّة السوداء".

وأضاف: "تموج الرواية بأصداء الماضي العنيف في الجزائر، من النضال ضد الاستعمار وصولاً إلى الحرب الأهلية وما تبعها".

أما الناقدة والمترجمة سماح سليم، فأشارت إلى "براعة الكاتب في ممارسة تأمل محكم للجدلية الساحقة بين الميراث والاغتراب في الجزائر المعاصرة، والتي تدور في هوامش المدينة، في عالم مظلم وقاتم".

فيما لفتت الناقدة هبة شريف إلى "اللغة الساخرة المحكمة الموجزة والشاعرية في الوقت نفسه، والبناء الفني المحبوك الذي استمد من الحبكة البوليسية تشويقاً يشد القارئ ليقرأها حتى النهاية، ليجد أن الشخصيات تكاد تكون كلها "السيد لا أحد". 

القائمة القصيرة

وكانت الجامعة الأميركية أعلنت في وقت سابق عن قائمة قصيرة للأعمال المرشحة للجامعة، تضمنت 6 روايات، هي: "اختفاء السيد لا أحد" للروائي أحمد طيباوي (الجزائر)، "في مدن الغبار" للروائية أمل رضوان (مصر)، "حصن الزيدي" للروائي الغربي عمران (اليمن)، "حي الدهشة" للروائية مها حسن (سوريا)، "حجر بيت خلَّاف" للروائي محمد علي إبراهيم (مصر)، "كحل وحبهان" للكاتب والروائي عمر طاهر (مصر). 

وضمت لجنة تحكيم الجائزة شيرين أبو النجا (رئيس اللجنة)، الناقدة الأدبية وأستاذة الأدب الإنجليزي والمقارن بجامعة القاهرة، همفري ديفيز، مترجم حاصل على جوائز في ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية، ثائر ديب، مترجم وكاتب وناقد أدبي، سماح سليم، مترجمة وأستاذة مشاركة في قسم الآداب في اللغات بجامعة روتجرز بالولايات المتحدة، هبة شريف كاتبة وناقدة أدبية متخصصة في الدراسات الثقافية.