كاتب أميركي يحذر من القوة البحرية للصين: الأكبر في العالم

time reading iconدقائق القراءة - 6
غواصة من طراز 094A تعمل بالطاقة النووية تابعة للجيش الصيني أثناء عرض عسكري في بحر الصين الجنوبي. 12 إبريل 2018 - REUTERS
غواصة من طراز 094A تعمل بالطاقة النووية تابعة للجيش الصيني أثناء عرض عسكري في بحر الصين الجنوبي. 12 إبريل 2018 - REUTERS
دبي-الشرق

في يوم من شهر أبريل عام 2018، ارتدى الرئيس الصيني شي جين بينغ، زياً عسكرياً واستقل مدمرة تابعة لبحرية جيش التحرير الشعبي في بحر الصين الجنوبي، وكان أمامه في ذلك اليوم أكبر أسطول بحري تابع للحكم الشيوعي في الصين على الإطلاق، إذ ضم 48 سفينة، وعشرات الطائرات المقاتلة، وأكثر من 10 آلاف فرد عسكري، حينها قال بينغ إن "مهمة بناء بحرية قوية لم تكن أبداً مُلّحة كما هي اليوم"، بحسب الكاتب الأميركي براد ليندون.

وقال ليندون، في تحليل نشره الموقع الإلكتروني لشبكة "سي إن إن" الأميركية، السبت، إن بينغ بدأ في عام 2015، مشروعاً ضخماً لتحويل جيش التحرير الشعبي الصيني، إلى قوة قتالية عالمية المستوى، إذ أمر بالاستثمار في شراء أحواض بناء السفن، وفي التكنولوجيا، وهو الأمر الذي لا يزال مستمراً حتى اليوم.

ورأى ليندون، أن خطة بينغ نجحت بالفعل، بالنظر لمعيار واحد على الأقل، موضحاً أنه في الفترة منذ 2015 وحتى الآن، استطاعت الصين جمع أكبر أسطول بحري في العالم، كما أنها الآن تعمل على استخدامه بعيداً عن شواطئها.

ونقل ليندون، عن مكتب المخابرات البحرية الأميركية، تأكيده أنه "في عام 2015، كان لدى البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني 255 سفينة قتالية في أسطولها، وفي نهاية عام 2020، أصبح لديها 360، أي أكثر من البحرية الأميركية بـ60 سفينة"، وتوقع المكتب أنه "بعد 4 سنوات من الآن، سيكون لديها 400 سفينة قتالية".

وتابع: "تعمل جمهورية الصين الشعبية، التي تقود بالفعل أكبر قوة بحرية في العالم، على بناء مقاتلات سطحية حديثة، وغواصات، وحاملات طائرات، وطائرات مقاتلة، وسفن هجومية برمائية، وغواصات للصواريخ النووية البالستية، وكاسحات جليد قطبية بسرعة تنذر بالخطر، وسيكون بعض هؤلاء مساوياً أو أفضل من أي شيء يمكن أن تضعه الولايات المتحدة أو القوات البحرية الأخرى في الماء".

ونقل ليندون، عن الأستاذ في معهد الدراسات البحرية الصيني التابع للكلية البحرية الأميركية، أندرو إريكسون، قوله: "لا تتلقى البحرية الصينية سفناً عادية من صناعة بناء السفن هناك، بل تتلقى سفناً متطورة لديها قدرات عالية على نحو متزايد".

وأشار ليندون إلى أن تلك السفن تشمل سفناً مثل المدمرة "055" التي يقول بعض المحللين إنها أفضل من السفينة الأميركية من فئة "Ticonderoga"، فضلاً عن سفن هجومية برمائية يمكن أن تضع الآلاف من القوات الصينية بالقرب من الشواطئ الأجنبية.

أين تقف واشنطن؟

على الرغم من أنه من المتوقع أن يحتوي الأسطول الصيني على 400 سفينة بحلول عام 2025، فإن الهدف من خطة بناء السفن الحالية للبحرية الأميركية، وهو هدف ليس له تاريخ محدد، هو أن يضم الأسطول 355 سفينة، وهو ما يعد رقماً معيباً بشكل كبير، بحسب ليندون.

وتابع: "لكن هذا لا يعني أن زمن أميركا باعتبارها القوة القتالية الأولى في العالم قد ولى، إذ إنه عند إحصاء القوات، سنجد أن البحرية الأميركية تعد أكبر حجماً، لأنها تضم أكثر من 330 ألف فرد في الخدمة الفعلية مقابل 250 ألفاً في الصين، كما يشير المحللون إلى عدة عوامل أخرى لصالح واشنطن".

ورأى ليندون، أن البحرية الأميركية لا تزال تمتلك حمولة أكبر، إذ تضم سفناً مسلحة، مثل مدمرات الصواريخ الموجهة، أكبر وأثقل مما تمتلكه البحرية الصينية، ما يمنح الولايات المتحدة ميزة كبيرة في القدرة على إطلاق صواريخ "كروز".

وفي الوقت نفسه، فإن أسطول الغواصات الهجومية الأميركية المكون من 50 قارباً يعمل بالطاقة النووية بالكامل، ما يمنحه مزايا كبيرة على الأسطول الصيني الذي يضم 7 غواصات فقط تعمل بالطاقة النووية في أسطوله المكون من 62 قارباً.

ولكن هناك علامات مقلقة بالنسبة لواشنطن في الوقت الذي تكافح فيه لحل المشاكل المتعلقة بالميزانية وبجائحة كورونا، والتي تعد أكبر بكثير من الصين، كما يشعر المحللون بالقلق من أن الاتجاهات تسير في صالح بكين، بالنظر لإعلان الصين، الجمعة، أنها ستزيد ميزانيتها الدفاعية السنوية بنسبة 6.8%.

كما أنه لا أحد يستطيع أن يضاهي بناء السفن في الصين، فلا يمكن لأي دولة امتلاك أكبر بحرية في العالم إذا لم تتمكن من بناء الكثير من السفن، وتمنح الصين نفسها هذه القدرة من خلال كونها أكبر شركة بناء سفن تجارية في العالم، وفقاً لليندون.

"حماية البحار البعيدة"

ويتزامن التعزيز البحري الهائل للصين مع تعزيز مطالبها في بحر الصين الجنوبي، الذي يبلغ حجمه نحو 3.3 مليون كيلومتر مربع، من خلال بناء الشعاب المرجانية والحواجز الرملية في جزر صناعية محصنة بشدة بالصواريخ والأنظمة المسلحة.

ومن أجل استخدام القوة العسكرية الصينية للتأثير في مصالحها العالمية، بدأت الصين تنفيذ خطة "حماية البحار البعيدة" أيضاً، وهي الخطة التي تعكس اتجاه بكين للتحول إلى العالمية، وهي جزء من سياسة أكبر لتشجيع التوسع الاقتصادي والثقافي.

ويشير بعض المحللين العسكريين الصينيين إلى أنه من الضروري أن يعمل جيش التحرير الشعبي على حماية مصالح بكين في الخارج، وهو أمر ضروري لترسيخ صورة البلاد باعتبارها قوة عظمى.

وعلى الرغم من أن البحرية الصينية ستكون خصماً هائلاً لأي عدو، فإن قدراتها العملية لا تتوافق مع تطلعاتها.

أما بالنسبة لمشكلة تايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تقول السلطات في بكين إنها جزء تاريخي غير قابل للتصرف من أراضيها، فإنها ستظل محور الاهتمام الصيني على المدى القريب.