
قالت السلطات في أوكرانيا، الخميس، إنها اضطرت للتنازل عن بعض الأراضي في شرق البلاد خلال هجوم روسي، فيما صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولنبرج، أنه يجب عدم السماح لموسكو بالانتصار في الحرب.
وأضاف الجنرال في الجيش الأوكراني أوليكسي جروموف في مؤتمر صحافي، أن القوات استعادت قريتين حول مدينة سلوفيانسك شرق البلاد، لكنها تراجعت إلى ضواحي بلدة أفدييفكا بعدما أُجبرت على التخلي عن منجم فحم يعتبر موقعاً دفاعياً رئيسياً.
وأفاد الجنرال بأن روسيا قد تشن هجوماً في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا في محاولة لاستعادة الزخم في الحرب بعد تعزيز قواتها هناك.
وقالت أوكرانيا، إن الهجوم الروسي في الشرق بدا وكأنه محاولة لإجبارها على تحويل تركيز القوات من الجنوب، حيث تحاول القوات الأوكرانية استعادة أراض وتدمير خطوط الإمداد الروسية تمهيداً لهجوم مضاد أوسع.
وقال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش في مقابلة عبر "يوتيوب": "الفكرة هي ممارسة ضغوط عسكرية علينا في خاركوف ودونيتسك ولوغانسك خلال الأسابيع المقبلة.. ما يحدث في الشرق ليس ما سيحدد نتيجة الحرب".
تحذير شديد اللجهة
بدوره، قال الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرج، إن الحرب أخطر لحظة بالنسبة لأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وإنه يجب ألا يُسمح لروسيا بالانتصار فيها.
وأضاف أنه في سبيل منع موسكو من تحقيق النصر، قد يتعين على الحلف والدول الأعضاء فيه دعم أوكرانيا بالأسلحة والمساعدات الأخرى لفترة طويلة.
وأوضح ستولتنبرج في كلمة ألقاها في أوسلو: "من مصلحتنا ألا ينجح هذا النوع من السياسة العدوانية".
ووسط مخاوف بين بعض الساسة في الغرب من أن طموحات روسيا قد تمتد إلى ما وراء أوكرانيا، حذر ستولتنبرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الرد على مثل هذه الخطوة من قبل التحالف العسكري الغربي سيكون ساحقاً.
وقال ستولتنبرج: "إذا فكر بوتين.. مجرد التفكير في فعل شيء مماثل بدولة عضو في الحلف، مثلما فعل في جورجيا ومولدوفا وأوكرانيا، فسيتدخل الحلف على الفور".
"جحيم"
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هذا الأسبوع الضغط الذي تتعرض له قواته المسلحة في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، بأنه "جحيم". وتحدث عن قتال شرس حول بلدة أفدييفكا وقرية بيسكي المحصنة، إذ اعترفت كييف "بالنجاح الجزئي" للقوات الروسية في الآونة الأخيرة.
وقال الجيش الأوكراني، إن القوات الروسية شنت هجومين على الأقل على بيسكي، لكن قواته تمكنت من صدهما.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية هجومها. وقالت إن قواتها ألحقت خسائر فادحة بالقوات الأوكرانية حول أفدييفكا وموقعين آخرين في مقاطعة دونيتسك، مما أجبر وحدات المشاة الميكانيكية في كييف على الانسحاب.
وأظهرت لقطات مصورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية قاذفات صواريخ روسية أثناء القتال ودبابات تتقدم وتطلق القذائف بوتيرة سريعة. ولم يتضح مكان التصوير.
ضحايا في دونيتسك
وتشير بعض التقارير، التي لم يتم التحقق منها، إلى أن القوات المدعومة من روسيا وصلت إلى ضواحي بيسكي.
وتهاجم أوكرانيا التي زودها الغرب بأسلحة متطورة، القوات المدعومة من روسيا في المنطقة أيضاً.
وقال مسؤولون في جمهورية دونيتسك الشعبية المدعومة من روسيا، الخميس، إن القصف الأوكراني أسفر عن سقوط 5 أشخاص على الأقل وإصابة 6 في مدينة دونيتسك.
وقال بافلو كيريلينكو، الحاكم الأوكراني لدونيتسك، عبر "تيليجرام"، إن 3 مدنيين سقطوا في قصف روسي لباخموت ومارينكا وشيفتشينكو، وأصيب 5 في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضاف أن 8 أشخاص سقطوا وأصيب 4 في قصف مدفعي روسي على بلدة توريتسك في دونيتسك.
وقالت روسيا، التي تنفي تعمد مهاجمة المدنيين، إنها تخطط للسيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك الأوسع، وهي واحدة من اثنتين تشكلان إقليم دونباس الصناعي، وذلك في إطار ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" لحماية أمنها مما تقول إنه توسع غير مبرر لحلف شمال الأطلسي.
وتقول أوكرانيا والغرب، اللذان يصفان تصرفات روسيا بأنها حرب عدوانية غير مبررة، إن القوات الروسية يجب أن تنسحب إلى مواقعها قبل 24 فبراير تاريخ الغزو الروسي.
ويبدو أنه من غير المرجح أن توافق موسكو، التي تتحدث بانتظام عن ضرورة توغل قواتها في عمق أوكرانيا، على القيام بذلك طوعاً.
ودفعت الحرب فنلندا والسويد في وقت سابق إلى السعي للانضمام للحلف. ونال البلدان حتى الآن موافقة 23 من أصل 30 دولة عضو، بما في ذلك الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: