مصادر: هجوم إسرائيل على دمشق استهدف اجتماعاً للحرس الثوري الإيراني

time reading iconدقائق القراءة - 5
ضباط شرطة سوريون يقفون وسط أنقاض مبنى تعرض للتدمير في هجوم صاروخي على حي كفرسوسة وسط دمشق. 19 فبراير 2023 - REUTERS
ضباط شرطة سوريون يقفون وسط أنقاض مبنى تعرض للتدمير في هجوم صاروخي على حي كفرسوسة وسط دمشق. 19 فبراير 2023 - REUTERS
بيروت/عمان- رويترز

كشفت مصادر أن الهجوم الصاروخي الذي وقع في دمشق، الأحد، وحمّلت سوريا إسرائيل مسؤوليته، أصاب منشأة كان يجتمع فيها مسؤولون من إيران للعمل على برامج لتطوير قدرات الطائرات المسيرة أو الصواريخ الخاصة بحلفاء طهران في سوريا.

وعلى خلفية دعم طهران لدمشق وحزب الله اللبناني تُنفذ إسرائيل ضربات جوية بشكل دوري بهدف كبح قوة طهران العسكرية خارج الأراضي الإيرانية.

وذكر مصدر مُقرّب من الحكومة السورية مطلع على الهجوم والهدف المقصود منه أن الضربة أصابت تجمعاً لخبراء فنيين سوريين وإيرانيين معنيين بتصنيع الطائرات المسيرة، لكنه لم يسفر عن وفاة أي خبير إيراني رفيع المستوى.

وقال إن "الضربة أصابت المركز الذي كانوا يجتمعون فيه، وكذلك شقة في مبنى سكني. وقُتل مهندس سوري ومسؤول إيراني ليس رفيع المستوى".

ويعكس الهجوم الصاروخي، إلى جانب الهجمات الأخرى التي تقول إسرائيل إنها تستهدف البنية التحتية للجيش السوري وحلفائه، تصعيداً لصراع لم يكن شديد الحدة يهدف إلى إبطاء توغل إيران المتزايد في سوريا بحسب خبراء عسكريين إسرائيليين.

"مصنع صواريخ وأسلحة كيميائية"

وسائل إعلام رسمية سورية، ذكرت في ذلك الوقت أن إسرائيل نفذت هجمات جوية بعد منتصف ليل الأحد، بقليل استهدفت عدة مناطق بالعاصمة دمشق، ما أسفر عن سقوط 5 وإصابة 15 بينهم مدنيون.

ورفض مسؤول عسكري إسرائيلي تأكيد أو نفي وقوف إسرائيل وراء الهجوم، لكنه قال إن بعض الضحايا سقطوا جراء نيران سورية مضادة للطائرات.

ويتزايد قلق الولايات المتحدة وإسرائيل إزاء تصنيع إيران الطائرات المسيرة وإمكانية نقلها لهذه القدرات إلى وكلاء في المنطقة مثل جماعة حزب الله المسلحة في لبنان.

والأسبوع الماضي، أسقطت القوات الأميركية ما قالت إنها طائرة مسيرة إيرانية الصنع كانت تحلق أعلى قاعدة تستضيف أفراداً أميركيين في شمالي شرق سوريا.

وأشار مصدر آخر تحدث إلى عناصر أمنية سورية مطلعة إلى أن هناك إيرانيين كانوا يحضرون اجتماع الخبراء الفنيين في منشأة عسكرية إيرانية في قبو مبنى سكني داخل مجمع أمني.

وأضاف أن أحد الضحايا مهندس مدني بالجيش السوري كان يعمل في مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري. وتقول دول غربية إن المركز مؤسسة عسكرية تنتج صواريخ وأسلحة كيماوية، لكن دمشق تنفي ذلك.

وقال مصدر أمني إقليمي إن مهندساً في الحرس الثوري كان مشاركاً في برنامج الصواريخ الإيراني أُصيب بجراح خطيرة ونُقل إلى مستشفى في طهران، فيما نجا عضوان آخران من الحرس الثوري كانا في الاجتماع دون أذى.

وأفاد مصدر آخر، وهو مسؤول استخباراتي إقليمي مطلع بشأن الهجوم، بأن الهدف كان جزءاً من برنامج سري لإنتاج الصواريخ الموجهة يديره الحرس الثوري الإيراني.

وقال مصدر أمني إقليمي على علم أيضاً بالهجوم وهدفه إنه استهدف مسؤولين من إيران وحزب الله.

وأرسلت الجماعة اللبنانية التي خاضت حرباً مع إسرائيل استمرت 5 أسابيع في عام 2006 مسلحين لمساعدة القوات السورية في صد قوات المعارضة التي كادت أن تحاصر دمشق ذات يوم.

طهران تندد بالهجوم

وزارة الخارجية الإيرانية ندّدت، الأحد، بما وصفته بأنه هجمات استهدفت "مباني سكنية في دمشق، وأدت إلى سقوط وتشويه مواطنين سوريين أبرياء".

وانتقدت الوزارة ما وصفته بالصمت الغربي على الانتهاكات الإسرائيلية "لوحدة أراضي" سوريا.

ولم تشر الوزارة‭‭ ‬‬إلى سقوط ضحايا إيرانيين.

ولم ترد وزارة الخارجية أو الحرس الثوري على طلبات التعليق.

ويقع المبنى المستهدف في حي كفرسوسة بالعاصمة دمشق، وهو منطقة تخضع لوجود مكثف من الشرطة، ويقول السكان إنه يضم عدة أجهزة أمنية إيرانية ومركزاً ثقافياً إيرانياً.

وقال مصدران من أجهزة مخابرات غربية في أعقاب الهجوم إن الهدف كان مركزاً لوجستياً يديره الحرس الثوري.

وعلى الرغم من أنه نادراً ما تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عن عمليات محددة، إلا أنها تشن غارات جوية على عمليات نقل الأسلحة ونشر الأفراد التي يُشتبه بأنها برعاية إيران في سوريا منذ ما يقرب من 10 سنوات.

وكثفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة ضرباتها على مطارات وقواعد جوية سورية لتعطيل استخدام إيران المتزايد لخطوط الإمداد الجوية لتوصيل الأسلحة إلى حلفائها في سوريا ولبنان، بما في ذلك حزب الله.

وتُسيطر جماعات مسلحة تعمل بالوكالة عن إيران، وعلى رأسها حزب الله، على مناطق واسعة من شرق وجنوب وشمال سوريا وفي عدة مناطق حول العاصمة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات