تركيا.. كمال كيليجدار أوغلو زعيم معارض يسعى للخروج من ظل أردوغان

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس حزب "الشعب الجمهوري" كمال كيليجدار أوغلو يتحدث في أنقرة بعد ترشيحه لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان بانتخابات الرئاسة التركية. 7 مارس 2023 - REUTERS
رئيس حزب "الشعب الجمهوري" كمال كيليجدار أوغلو يتحدث في أنقرة بعد ترشيحه لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان بانتخابات الرئاسة التركية. 7 مارس 2023 - REUTERS
إسطنبول-رويترز

يسعى زعيم المعارضة التركية كمال كيليجدار أوغلو إلى الخروج من ظل الرئيس رجب طيب أردوغان المتواري خلفه طوال مسيرته، ويهيمن أيضاً على السياسة التركية منذ عقدين من الزمن، وذلك بعد تعرضه لهزائم انتخابية متكررة.

وكانت المعارضة التركية أعلنت، الاثنين، ترشّح رئيس حزب "الشعب الجمهوري" كيليجدار أوغلو لمنافسة رجب طيب أردوغان في انتخابات الرئاسة المقررة في 14 مايو المقبل.

وبعد جدل سياسي استمر 72 ساعة داخل تكتل المعارضة، اتفقت الأحزاب الستة على أن يكون رئيسا بلديتي إسطنبول وأنقرة نائبين له إذا تغلب على أردوغان.

وقال كيليجدار أوغلو أمام بضعة آلاف من مؤيديه: "سنحكم تركيا بالمشاورات والتوافق"، فيما يدعي منتقدو المرشح الرئاسي أنه يفتقر إلى قدرة أردوغان على حشد الجماهير، ورؤية واضحة أو مقنعة لما سيكون عليه عصر ما بعد الرئيس الحالي.

ويستمد كيليجدار أوغلو دعماً أيضاً من انتصار المعارضة في 2019، حين ألحق حزب "الشعب الجمهوري" الهزيمة بحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، الذي ينتمي إليه أردوغان، في إسطنبول ومدن كبيرة أخرى في الانتخابات المحلية، وذلك بفضل دعم أحزاب المعارضة الأخرى.

وتقلص دعم أردوغان بفعل أزمة كلفة المعيشة مع تصاعد التضخم والاضطرابات الاقتصادية على مدى سنوات، ما يمنح كيليجدار أوغلو ميزة إضافية.

منافسة محتدمة

تشير استطلاعات الرأي إلى أن التنافس سيكون محتدماً في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي ستحدد ليس فقط من يقود تركيا، وإنما كيف تُحكم، وإلى أين يتجه اقتصادها، وما الدور الذي قد تلعبه لتخفيف الصراع في أوكرانيا والشرق الأوسط.

ومع ذلك، يتساءل كثيرون عما إذا كان الموظف الحكومي السابق كيليجدار أوغلو، في بعض الأحيان، قادراً على هزيمة أردوغان، الذي ساعدته شخصيته المؤثرة وحضوره في الحملات الانتخابية في تحقيق أكثر من 12 نصراً انتخابياً على مدى عقدين من الزمن.

ويأتي ترشيح كيليجدار أوغلو بعد شهر من وقوع زلزالين كبيرين دمرا جنوب شرقي تركيا، وأطلقا موجة من الانتقادات للحكومة بسبب سوء التعامل مع الكوارث وضعف معايير البناء على مدى سنوات.

كما أشارت استطلاعات الرأي الأولية منذ وقوع الزلزالين إلى أن أردوغان قادر على الاحتفاظ بشعبيته إلى حد بعيد على الرغم من الكارثة، لكن محللين قالوا إن ظهور معارضة موحدة، حتى بعد التأخير في اختيار مرشحها، قد يمثل تحدياً لللرئيس التركي.

"ثغرة تاريخية"

وتسببت سياسات أردوغان الاقتصادية، مثل خفض أسعار الفائدة في وقت تجاوز فيه التضخم 85% العام الماضي، في إرهاق الأسر وأثارت سلسلة من الانهيارات في العملة منذ 2018.

وتمثل هذه الصعوبات "ثغرة تاريخية" قد يستغلها كيليجدار أوغلو، الاقتصادي السابق، في سباق الانتخابات للتفوق على أردوغان الذي بدأ مع تولي "العدالة والتنمية" السلطة للمرة الأولى عام 2002.

وأظهرت استطلاعات رأي أخيراً أن شعبية أردوغان ارتفعت منذ الصيف الماضي بفضل إجراءات من بينها زيادة الحد الأدنى للأجور.

من جانبه، قال الباحث نزيه أونور كورو إنه في أعقاب الزلزال، تبنى كيليجدار خطاباً هجومياً ساعده على تعزيز قاعدته، لكنه لم يبلغ به حد كسب ود الناخبين المترددين.

وأضاف: "في أوقات الأزمات، يتطلع ناخبو الوسط واليمين، الذين يشكلون أكثر من 60% من الناخبين، إلى رسائل موحدِة من الساسة.. ولم يفعل كيليجدار أوغلو ذلك". وأردف: "هذا لن يساعد المعارضة عموماً".

"غاندي كمال"

وقبل دخول عالم السياسة، عمل كيليجدار أوغلو (74 عاماً) في وزارة المالية ثم ترأس مؤسسة التأمين الاجتماعي التركية لقترة طويلة في التسعينات. وكثيراً ما انتقد أردوغان في خطاباته. 

وولد في مقاطعة تونجلي الشرقية، وهو نجل موظف حكومي وينتمي للطائفة العلوية التي تشكل 15 إلى 20% من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليون نسمة.

وأطلق عليه الإعلام التركي لقب "غاندي كمال" بسبب تشابه عابر في المظهر مع الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي، واستحوذ على مخيلة الجمهور في عام 2017، عندما أطلق "مسيرة من أجل العدالة" لمسافة 450 كلم من أنقرة إلى إسطنبول بسبب اعتقال نائب برلماني من حزب "الشعب الجمهوري".

وشكل كيليجدار أوغلو تحالفاً بين حزب "الشعب الجمهوري"، و"حزب الجيد"، وحزب "السعادة" في الانتخابات العامة 2018، مما مهد الطريق لنجاحات في الانتخابات المحلية في العام التالي.

وفي أول ضربة قوية لأردوغان كزعيم لحزب العدالة والتنمية، فاز حزب "الشعب الجمهوري" برئاسة بلديتي إسطنبول وأنقرة ومدن أخرى بفضل دعم الناخبين من حزب كبير مؤيد للأكراد.

قال إمري بيكر، مدير إدارة أوروبا في مجموعة "أوراسيا"، إن كيليجدار أوغلو قد يواجه صعوبة في تكرار فوز 2019، إذ تلوح الهزائم الانتخابية السابقة لحزب الشعب الجمهوري في الأفق. وأضاف: "أردوغان سيظهر كيليجدار أوغلو في مظهر الخاسر".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات