روسيا تمنع أطباء نافالني من زيارته وسط قلق متزايد على صحته

time reading iconدقائق القراءة - 5
رجل يمر عبر السياج الشائك لمنشأة IK-3 العقابية شرق العاصمة موسكو، حيث أعلن عن احتجاز أليكسي نافالني داخلها - AFP
رجل يمر عبر السياج الشائك لمنشأة IK-3 العقابية شرق العاصمة موسكو، حيث أعلن عن احتجاز أليكسي نافالني داخلها - AFP
فلاديمير (روسيا) - أ ف ب

تتصاعد قضية المعارض الروسي أليكسي نافالني بسرعة، الثلاثاء، إثر تهديدات غربية لموسكو خشية وفاته في ظروف غامضة، وتصريحات أطبائه ومحاميه التي تفيد بتدهور حالته الصحية، رغم وجوده في منشأة طبية خاصة بالسجن شرق العاصمة الروسية موسكو.

وبينما مُنع أطباء أليكسي نافالني مجدداً من الوصول، الثلاثاء، إلى المعارض للكرملين المضرب عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع، أعلن محاموه أن الرجل "ضعيف جداً" ولا يتلقى "رعاية طبية"، بعدما زاروه مساءً في مستشفى معتقله.

وقالت محاميته أولغا ميخايلوفا للصحافيين: "إنه ضعيف جداً، ويجد صعوبة في الجلوس والكلام"، وأكدت أنه "لا يتلقى رعاية طبية" مناسبة في المستشفى الخاص بالسجناء المصابين بالسل، مطالبة بـ"نقله إلى مستشفى مدني" في موسكو.

ويحاول فريق من الأطباء منذ مطلع الشهر، معاينة المعارض الأبرز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والبالغ 44 عاماً، بعدما بدأ إضراباً عن الطعام في 31 مارس في السجن، للمطالبة بالحصول على علاج طبي مناسب لعدة مشاكل صحية يعاني منها.

الموت في أي لحظة

وبعد نحو ثلاثة أسابيع من الإضراب عن الطعام، حذّر أطباء نافالني خلال عطلة نهاية الأسبوع، من أن صحته تتدهور بشكل سريع للغاية، وقد يموت في "أي لحظة"، بينما هددت واشنطن روسيا بـ"عواقب" حال وفاته.

وأفادت إدارة السجون الروسية، التي منعت أطباء نافالني مراراً من زيارته، الاثنين، بأنه نُقل من المعتقل، حيث يتم احتجازه في منطقة فلاديمير على مسافة نحو 100 كلم شرق موسكو، إلى منشأة طبية في معتقل آخر في المنطقة ذاتها.

وتوّجه فريق من الأطباء بينهم طبيبة نافالي الخاصة أناستازيا فاسيليفا صباح الثلاثاء، إلى المعتقل الجديد، لكنهم منعوا مجدداً من رؤيته، وقيل لهم أن يحاولوا مرة جديدة في وقت لاحق من اليوم.

وقالت فاسيليفا لوكالة الأنباء الفرنسية، خارج المعتقل: "هذا أمر ينم عن قلة احترام تام لأشخاص قدموا للقيام بمهمتّهم الإنسانية - مهمة طبية تتثمل بمساعدة مريض". وأضافت "نتحدث الآن عن الصحة والحياة فقط".

كما وصل محامو نافالني إلى المعتقل الثلاثاء، وسمح لهم بالدخول، بحسب ما أفاد مراسل "وكالة الأنباء الفرنسية" في المكان. لكن مساعد نافالني المقرب، ليونيد فولكوف قال في تغريدة، إنه طُلب من المحامين الانتظار، متوقعاً ألا يتمكنوا من لقاء موكلهم. 

لا معاملة خاصة

ويطالب محاموه وحلفاؤه بأن يتم نقله إلى مستشفى عادي، لكن الكرملين شدد على أنه لا يحق لنافالني الحصول على معاملة خاصة.

في الأثناء، تصاعد القلق في الغرب خلال الأيام الأخيرة حيال وضعه. وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء: "نشعر بقلق بالغ حيال وضع أليكسي نافالني وتعمل الحكومة الألمانية مع أطراف أخرى لضمان حصوله على الرعاية الصحية المناسبة".

وأضافت "نحن قلقون للغاية ونحاول استخدام نفوذنا... لدينا العديد من النزاعات مع روسيا، ما يجعل علاقتنا صعبة للأسف لكنني أؤيد دائماً مواصلة الحوار".

وطالبت بريطانيا أيضاً بإطلاق سراحه. لكن الكرملين تجاهل النداءات قائلاً إن لا علاقة للغرب بالمدانين في روسيا. 

ضغط متزايد

اعتقل نافالني فور عودته إلى روسيا في يناير قادماً من ألمانيا، حيث قضى شهوراً يتعافى إثر تعرضه لعملية تسميم بمادة "نوفيتشوك" التي تؤثر على الأعصاب. وحمّل بوتين مسؤولية الاعتداء، وهو أمر نفاه الكرملين مراراً.

وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على روسيا على خلفية عملية التسميم وهددا موسكو، الاثنين، بمزيد من العقوبات حال وفاة نافالني.

وبدأ نافالني إضرابه عن الطعام مطالباً بالحصول على علاج صحي مناسب جرّاء معاناته من ألم شديد في الظهر وتخدّر في أطرافه.

وأفاد فريقه في عطلة نهاية الأسبوع، بأن تحليلاً للدم أجري له، كشف عن وجود نسب مرتفعة من البوتاسيوم والكرياتينين، ما يشير إلى أن نافالني قد يكون يعاني من عدم انتظام في وظائف الكلى ويواجه خطر التعرّض لذبحة قلبية.

وضعه "مرضٍ"

وأصرّت إدارة السجون الروسية بدورها على أن وضعه "مرضٍ" رغم نقله إلى منشأة طبية، وقالت إنه يتناول فيتامينات كجزء من علاجه. ودعا فريق نافالني أنصاره إلى التظاهر في أنحاء البلاد الأربعاء، بالتزامن مع خطاب بوتين السنوي.