
أعلنت أوكرانيا الثلاثاء، أنها قصفت ليلاً تجمعاً القوات الروسية في منطقة خيرسون المحتلة (جنوب)، بينما اتهمتها روسيا باستهداف منازل بصواريخ أميركية عالية الدقة من طراز "هيمارس"، في وقت حذرت فيه الخارجية الروسية، الولايات المتحدة وحلفاءها من "مواجهة عسكرية مفتوحة محفوفة بالتصعيد النووي".
وتحتل القوات الروسية مدينة خيرسون، المتاخمة لشبه جزيرة القرم (ضمتها موسكو في عام 2014)، منذ الأيام الأولى للغزو الذي بدأ في 24 فبراير بحسب ما ذكرت "فرانس برس". ويشن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً هناك منذ عدة أسابيع، بينما ينتشر الجزء الأكبر من القوات الروسية في دونباس (شرق).
تنديد روسي
وأشار مسؤولون عسكريون أوكرانيون مشرفون على العمليات في جنوب البلاد إلى أن الضربة الصاروخية الأخيرة "أودت بحياة 52 جندياً روسياً، ودمّرت مستودعاً للذخيرة" في نوفا كاخوفكا التي تبعد نحو 70 كيلومتراً عن مدينة خيرسون البالغ عدد سكانها 290 ألف نسمة.
وندد رئيس الإدارة العسكرية المدنية التي أنشأتها القوات الروسية في هذه المنطقة فلاديمير ليونتييف عبر تليجرام بـما وصفه بـ"العمل الإرهابي" و"المأساة المروعة"، مؤكداً "عدم وجود هدف عسكري هنا".
وأضاف: "هناك 7 قتلى ونحو 60 جريحاً"، مرجحاً "ارتفاع عدد (الضحايا) لأن حجم الأضرار هائل".
وكشف أن "عشرات المنازل دُمرت، إضافة إلى مستودعات ومتاجر وصيدلية ومحطات وقود وحتى كنيسة"، مشيراً إلى أنه "من الواضح أنه هجوم متعمد عنيف تم بصواريخ عالية الدقة".
وتحدثت إيكاترينا جوباريفا، نائبة مسؤول الإدارة المحلية الموالية لروسيا في خيرسون، عن سقوط سبعة أشخاص، واتهمت القوات الأوكرانية باستخدام راجمات صواريخ
وأفاد مسؤولون في الإدارة التي عينتها موسكو في المدينة، بأن القوات الأوكرانية نفذت الضربة على خيرسون بواسطة صواريخ هيمارس التي زودتها بها الولايات المتحدة.
وقال الجيش الأوكراني في بيان نشره على حسابه في فيسبوك إن "الطائرات الهجومية الأوكرانية قصفت مستودعات ذخيرة العدو بالقرب من سنيوريفكا وليوبيميفكا بمنطقة ميكولايف ثلاث مرات"، لافتاً إلى أن "طائرات هليكوبتر أوكرانية أطلقت النار على نقطة قوة محصنة لروسيا بالقرب من مدينتي برافدين وأولكساندريفكا".
وأفاد البيان بـ"تدمير الجيش الأوكراني مدافع هاوتزر Msta-B، و7 مركبات مدرعة وسيارات، إضافة إلى مستودع ذخيرة للقوات الروسية في نوفا كاخوفكا".
محطة زابوروجيا
من جانبه، أفاد الناطق باسم الإدارة العسكرية لمدينة إنرجودار (جنوب أوكرانيا) فلاديمير روجوف، في تصريحات أوردتها وكالة "ريا نوفوستي" بأن طائرتين أوكرانيتين من دون طيار، أطلقتا قذيفتين على مبنى يقع بالقرب من محطة الطاقة النووية في زابوروجيا، ما أدى إلى تضرر السقف والزجاج من دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات".
يأتي ذلك، فيما تواصل موسكو شن ضربات جوية وصاروخية على مواقع عدة في مناطق جنوب أوكرانيا وشرقها.
"تصعيد نووي"
من جانبها، حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الثلاثاء، الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها، من "مواجهة عسكرية مفتوحة"، محفوفة بالتصعيد النووي، على خلفية "تسببهم في تفاقم الأزمة الأوكرانية".
وقالت زاخاروفا، في تصريح صحافي منشور على موقع الوزارة، "إن واشنطن وحلفاءها، وبعد أن تسببوا في تفاقم الأزمة الأوكرانية، وأطلقوا العنان لمواجهة هجينة شرسة مع روسيا، يتأرجحون اليوم بشكل خطير على حافة مواجهة عسكرية مفتوحة مع بلادنا، وهو ما يعني صراعاً مسلحاً مباشراً للقوى النووية".
وأعربت زاخاروفا عن قلقها من أن مثل هذا الصدام المحتمل "سيكون محفوفاً بالتصعيد النووي".