قالت الولايات المتحدة إن مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة تكبدت أكثر من 30 ألف قتيل منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن إنتهاء تدريب 635 جندياً أوكرانياً.
وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، للصحافيين في إفادة دورية، بأن مجموعة فاجنر تكبدت أكثر من 30 ألف قتيل مع سقوط نحو 9 آلاف منهم خلال عمليات قتالية، وأن الولايات المتحدة تقدر أن 90% ممن لقوا حتفهم في أوكرانيا منذ ديسمبر سجناء مدانون.
وقال كيربي، نقلاً عن معلومات استخباراتية، إن نصف إجمالي عدد القتلى وقع منذ منتصف ديسمبر مع زيادة حدة القتال في مدينة باخموت بشرق أوكرانيا، لكنه أكد أن مجموعة فاجنر حققت مكاسب متزايدة داخل باخموت وحولها خلال الأيام القليلة الماضية بعد عدة أشهر وجاءت "بتكلفة مدمرة لا يمكن تحملها"، على حد تعبيره.
وأضاف: "من المحتمل أن ينتهي بهم الأمر بالنجاح في باخموت، لكن ذلك سيثبت أنه ليس له قيمة حقيقية لأنه ليس له قيمة استراتيجية حقيقية"، ورجح أن تحتفظ القوات الأوكرانية بخطوط دفاعية قوية عبر منطقة دونباس.
وقال كيربي إن فاجنر ما زالت تعتمد بشكل كبير على المدانين الذين أرسلوا إلى الحرب بدون تدريب أو معدات وذلك على الرغم مما أعلنه يفجيني بريجوجين، مؤسس فاجنر، في الآونة الأخيرة عن التوقف عن تجنيد السجناء للقتال في أوكرانيا.
تدريب 635 أوكرانياً
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، الجمعة، انتهاء دورة تدريبية موسعة لمجموعة أولى تضم أكثر من 600 جندي أوكراني شملت مناورات يمكن أن تدعم العمليات الهجومية المقبلة ضد روسيا.
وقال الناطق باسم الوزارة الجنرال بات رايدر في بيان: "هذا الأسبوع أنهت أول كتيبة أوكرانية تدريباً عسكرياً مشتركاً على المركبة القتالية (أم تو برادلي) في منطقة جرافينفوير في ألمانيا".
وأضاف: "أنهى حوالى 635 أوكرانياً فترة تدريبية استمرت 5 أسابيع تقريباً شملت مهاماً أساسية للجنود"، مشيراً إلى أن كتيبة مدفعية ميدانية بدأت التدرب قبل أسبوعين ومن المقرر أن تلحق بهما كتيبتان أخريان الأسبوع المقبل.
وكانت الولايات المتحدة قد وافقت على تزويد أوكرانيا بأكثر من 100 مدرعة من طراز "برادلي" مسلحة بمدافع أوتوماتيكية وقادرة على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، حيث من المتوقع أن تشن القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً ضد القوات الروسية في الأشهر المقبلة.
ويمثل هذا البرنامج عودة إلى نوع التدريبات التي كانت تجري داخل أوكرانيا قبل أن تغزوها روسيا، إذ أعلنت الولايات المتحدة عن برنامج التدريب الموسع نهاية العام الماضي، بعد أن بدأت إعداد الجنود الأوكرانيين لاستخدام أنظمة أسلحة مختلفة وعدت تزويد كييف بها.
إنتاج القذائف
وخصص الجيش الأميركي مليار دولار لزيادة إنتاج القذائف المدفعية من عيار 155 ميلليمتراً التي يتم استخدامها بكميات كبيرة في أوكرانيا.
وقال الجيش، في بيان، إن شركتين هما "جنرال داينمكس أوردنانس أند تاكتيكال سيستمز" و"أميركان أوردنانس أل أل سي" ستتنافسان للفوز بالعقد الذي تبلغ قيمته 993.7 مليون دولار لإنتاج ما بين 12 إلى 20 ألف قذيفة إضافية شهرياً.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن منح الجيش عقداً بقيمة 522 مليون دولار لشركتين أخريين لإنتاج الذخائر نفسها في صفقة ممولة من "مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا التابعة للبنتاجون".
وفي نوفمبر الماضي، قال مسؤول أميركي إن القوات الروسية تطلق نحو 20 ألف قذيفة مدفعية في اليوم الواحد، أما معدل أوكرانيا فكان يراوح ما بين 4 إلى 7 آلاف قذيفة يومياً، أي أكثر من قدرة التحالف الغربي على الانتاج للمحافظة على هذه الوتيرة. وتراجعت القوة النارية لدى الطرفين في وقت لاحق مع حلول الشتاء ومواجهتهما، نقصاً في الذخائر وميلهما للمحافظة على مخزونهما.
عقوبات
على صعيد آخر، قال نائب وزير الخزانة الأميركي والي أدييمو، الجمعة، إن الولايات المتحدة ستحذر الشركات بشكل مباشر من التهرب من العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا لغزوها أوكرانيا، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى زيادة الضغط على الاقتصاد الروسي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن أدييمو قوله، قبل الذكرى السنوية الأولى للغزو في 24 فبراير الجاري، إن هناك "مخاوف محددة بشأن تهرب دول مثل إيران وتركيا ودول قريبة من روسيا من العقوبات"، قائلاً: "سنتوجه مباشرة إلى شركاتهم ونوضح لها أن لديهم خياراً".
وأضاف: "يمكنكم مواصلة القيام بأشياء تفيد روسيا وتزودها بالدعم المادي، لكنكم بعد ذلك تتحملون خطر فقدان الوصول إلى الاقتصاد الأوروبي والأميركي والبريطاني.. هذا خياركم. نحن على استعداد لاتخاذ هذه الإجراءات".
وتابع أن الحملة على التهرب من العقوبات باستخدام قيود التصدير وأدوات أخرى "ستركز بشكل كبير على السلع المصنعة والبناء والمواد ذات الاستخدام المزدوج التي لها تطبيقات تجارية وعسكرية"، مضيفاً أنه "خيار سهل للغاية بالنسبة لمعظم هذه الشركات وبالنسبة لمعظم هؤلاء الأفراد".
وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، عقوبات على روسيا في أعقاب غزو أوكرانيا واستمرت في زيادة الضغط منذ ذلك الحين، وكان من بين أهداف العقوبات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقطاع المالي ورجال الأعمال الداعمين للنظام بموسكو.
اقرأ أيضاً: