أرمينيا تبحث مع إيران "الالتفاف" على أذربيجان

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان يلقي خطاباً خلال تجمع حاشد لمؤيديه في "ساحة الجمهورية" وسط العاصمة الأرمينية يريفان. 1 مارس 2021  - AFP
رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان يلقي خطاباً خلال تجمع حاشد لمؤيديه في "ساحة الجمهورية" وسط العاصمة الأرمينية يريفان. 1 مارس 2021 - AFP
دبي -الشرق

سعى رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، لتطمين طهران بأن "أرمينيا لم ولن تكون جزءاً من أي مؤامرة ضد إيران"، بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأرميني، أرارات ميرزويان، إلى طهران الاثنين لإجراء محادثات مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وزيارة وفد هندسي إيراني إلى أرمينيا لبحث طريق بديل للتجارة من دون الحاجة للمرور بأذربيجان.

وقال باشينيان، خلال لقاء الأحد مع الجالية الأرمينية في ليتوانيا، إن أرمينيا "تثمّن بشدة العلاقات بين البلدين ولا تنسى المساعدات الإيرانية لها في أوائل التسعينات أثناء الحرب مع أذربيجان"، بحسب صحيفة "أرمن برس" الحكومية.

وأكد باشينيان أن أرمينيا لديها علاقات "دافئة" مع طهران، مشيراً إلى أن "الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وصل إلى سدة الحكم في أغسطس 2021 وكذلك أنا. بعد انتهاء الانتخابات تقابلنا مرتين، وهذا يظهر تقدير الجانبين الكبير للعلاقات بين البلدين".

وقال باشينيان إنه ليس بجديد أن تسعى دوائر معيّنة لنشر مواد في الصحف الإيرانية من وقت إلى آخر، تفيد بأن أرمينيا "منخرطة في مؤامرة ضد إيران".

 وكان مقال رأي نُشر مؤخراً في صحيفة "كيهان"، المرتبطة بالمرشد الإيراني علي خامنئي، حذّر من "تحالف غير مرئي" مزعوم بين الولايات المتحدة وتركيا وأذربيجان وأرمينيا وإسرائيل، قائلاً إنه يمكن أن يكون له "تأثير كبير" على إيران والثقل السياسي لروسيا في المنطقة. واعتبر الكاتب الإيراني سعد زارعي أن أرمينيا انجرفت وراء الوعود الأميركية التركية.

مضايقة الشاحنات الإيرانية

ويأتي المقال على خلفية إغلاق القوات المسلحة الآذرية محور "جوريس قابان" مع أرمينيا، ومنع مرور شاحنات النقل الثقيل الإيرانية، وفرض أذربيجان ضريبة طريق على الشاحنات الإيرانية المتجهة إلى أرمينيا، عبر إقليم ناجورنو قره باغ.

وقال وزير الخارجية الإيراني، أمير حسين عبد اللهيان، في حوار للقناة الأولى بالتلفزيون الإيراني مساء السبت، "تم خلق مشاكل لعبور شاحناتنا .. من أذربيجان إلى أرمينيا، وأُلقي القبض على اثنين من سائقي الشاحنات الإيرانيين في أذربيجان"، بحسب وكالة إرنا الإيرانية.

وأضاف أنه التقى في نيويورك وزير خارجية أذربيجان جيحون بيرموف، وأبلغه صراحةً  "قلقه بشأن هذه القضايا"، وقال: "إذا كان القرار لجباية الرسوم من السائقين، كان ينبغي لهم إبلاغنا عبر القنوات الدبلوماسية"، مشيراً إلى أن "اعتقال سائق شاحنة ترانزيت إيرانية غير مبرر في رأينا، ولا يعتبر سلوكاً إيجابياً".

طريق بديل

وفي سعيها للتعاون مع أرمينيا لإيجاد طريق بديل يلتف حول أذربيجان، توجه وفد فني هندسي إيراني إلى أرمينيا الأحد، بهدف التشاور حول مشاركة إيران بمشروع طريق " تاتيف" في الجنوب الأرميني، بحسب ما أوردت وكالة أنباء فارس.

وتستهدف زيارة الوفد بحث المشاركة في إنشاء طريق" آجواني تاتيف" الذي سيكون بديلاً عن المسار الحالي "جوريس قابان" الذي لم يتبق لاكتماله سوى نحو 15 كلم، وهذا يعني اتصال إيران بروسيا وأوروبا عبر أرمينيا، من دون المرور بأذربيجان.

وبحسب إذاعة أرمينيا، فإن الطريق سيتم افتتاحه نهاية نوفمبر المقبل، وتبلغ مسافته 43 كلم، باستثمارات قيمتها 18.5 مليون دولار تقريباً.

مناورات ومناورات مضادة

وتشهد المنطقة تصعيد التوتر من كل الأطراف إذ كشف الجيش الإيراني الأسبوع الماضي أنه يجري مناورات شمال غربي البلاد، ربطها مسؤولون إيرانيون بعلاقات أذربيجان الوثيقة مع إسرائيل، وفق زعمهم.

وهو ما ردت عليه تركيا، الأحد، بإعلان إجرائها مناورات عسكرية مشتركة مع أذربيجان هذا الأسبوع في منطقة متاخمة لإيران، بعدما انتقدت باكو طهران لإجراء مناورات عسكرية قرب حدودها، حسب وكالة "بلومبرغ".

وأعرب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عن قلقه من قيام إيران بحشد العتاد العسكري بالقرب من بلاده، لأول مرة منذ سقوط الاتحاد السوفيتي قبل ثلاثة عقود. 

وفي وقت سابق الأحد، دافع المرشد الإيراني علي خامنئي عن المناورات بالقرب من الحدود مع أذربيجان. وقال خامنئي، من دون ذكر أسماء، إن الدول في المنطقة المحيطة بشمال غربي إيران ينبغي لها ألا تسمح "لجيوش أجنبية تخدم مصالحها الوطنية" بالتدخل في شؤونها أو المشاركة في جيوشها. 

واعتبر أن وجود قوات أجنبية في الشرق الأوسط يشكل "مصدراً للتدمير"، وحض الدول المجاورة على "البقاء مستقلة" و"توحيد قواها".

مشروعات مشتركة

وأقرّ باشينيان بأن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تعرقلت بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، ولكنه أكد أن أرمينيا "ليست جزءاً من أي مؤامرة، وهذا واضح ولا حاجة للحديث عنه".

وقال إنه اقترح على الرئيس الإيراني الجديد تسريع مشروع نقل الطاقة الكهربائية بين البلدين، وأضاف أن أرمينيا تأمل تمديد عقد الغاز مقابل الكهرباء.

وأضاف أنه اقترح أيضاً العودة إلى قضية إنشاء سد ميجري الهيدروكهربائي على نهر آراس، والذي سيكون له "فوائد كبيرة ليس فقط في مجال الطاقة، ولكن في الإدارة المشتركة للموارد المائية أيضاً".