إيران تتهم "عناصر عميلة" باغتيال قائد بالحرس الثوري

time reading iconدقائق القراءة - 9
إيرانيون يحيطون بسيارة عقيد الحرس الثوري الإيراني حسن صياد خدائي فور اغتياله في العاصمة الإيرانية طهران- 22 مايو 2022 - AFP
إيرانيون يحيطون بسيارة عقيد الحرس الثوري الإيراني حسن صياد خدائي فور اغتياله في العاصمة الإيرانية طهران- 22 مايو 2022 - AFP
دبي/ طهران-أ ف بالشرق

اتهمت إيران عناصر ترتبط بـ"الاستكبار العالمي"، وهو مصطلح تستخدمه للإشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، وفي مقدمهم إسرائيل، بالوقوف وراء اغتيال ضابط برتبة عقيد في الحرس الثوري الإيراني حسن صياد خدائي، بعد أن أطلق عليه النار مسلَّحان يستقلان دراجة نارية في شرق طهران من مسدسات كاتمة للصوت.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة قوله "إن أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الألداء أظهروا مرة أخرى طبيعتهم الشريرة باغتيال أحد كوادر حرس الثورة الاسلامية المضحين".

وأضاف: "أن هذه الجريمة اللاإنسانية التي ارتكبتها عناصر إرهابية عميلة للاستكبار العالمي تأتي، في منتهى الأسف، في ظل دعم وصمت الدول التي تدعي محاربة الإرهاب".

من جهتها، أفادت وكالة "تسنيم" أن خدائي كان "على مقربة من منزله" لدى تعرضه للاغتيال، مشيرة إلى أن "زوجته كانت أول من عثر على جثته".

 ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي يشرف على الموساد، التعليق على التقارير الواردة من طهران.

وأفادت وكالة "فارس" بأن المدعي العام في طهران تفقد مكان الهجوم، وأمر بـ "الإسراع في تحديد وتوقيف منفذّي هذا العمل الاجرامي".

ويعد هذا أبرز هجوم يستهدف شخصية إيرانية على الأراضي الإيرانية منذ نوفمبر 2020، عند اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده بإطلاق نار استهدف موكبه قرب العاصمة، في عملية اتّهمت طهران إسرائيل بتنفيذها.

 5 طلقات

ودان الحرس الثوري عملية الاغتيال، التي وصفها بـ"الارهابية"، متهماً عناصر مرتبطين بـ"الاستكبار العالمي" بالوقوف ورائها، وهي العبارة التي تستخدمها سلطات طهران للإشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، وفي مقدمهم اسرائيل.

وأكد الحرس الثوري، في بيانه، فتح تحقيق لتحديد هوية "المعتدي أو المعتدين".

ووفق وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، وقعت عملية الاغتيال قرابة الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي (11:30 ت غ) لدى عودة خدائي الى منزله.

ونشرت الوكالة صوراً تظهر شخصاً مضرّجاً بالدماء وقد انحنى رأسه إلى أسفل، وهو جالس إلى مقعد السائق في سيارة بيضاء اللون من طراز "كيا برايد"، وبدا زجاج النافذة البعيدة عن السائق محطماً، مشيرة إلى أنه أصيب بـ5 طلقات.

شبكة تجسس

وفي وقت سابق الأحد، وقبل نبأ مقتل خدائي، أعلن الحرس الثوري، في بيان، ضبط "شبكة من الفاسقين" المرتبطين بالاستخبارات الإسرائيلية.

وأوضح البيان أن أفراد الشبكة الذين لم يحدد عددهم، سعوا إلى "سرقة وتدمير ممتلكات شخصية وعامة، والخطف والحصول على اعترافات كاذبة".

وفي أبريل الماضي، قالت وزارة الاستخبارات الإيرانية إنها ألقت القبض على 3 جواسيس للموساد، وفقاً لبيان نشرته وكالة أنباء فارس شبه الرسمية.

ويعد مقتل خدائي أبرز عملية تنفّذ على الأراضي الإيرانية منذ اغتيال العالم النووي فخري زاده في 27 نوفمبر 2020.

وقُدم فخري زاده بعد وفاته على أنه نائب وزير الدفاع ورئيس إدارة منظمة الأبحاث والإبداع في الوزارة، وشارك في "الدفاع الذري" للبلاد.

وتعرض للهجوم أو الاغتيال ما لا يقل عن 6 علماء وأكاديميين إيرانيين منذ عام 2010، ونفذ بعض تلك الوقائع مهاجمون على دراجات نارية.

ويُعتقد بأن هذه العمليات تستهدف البرنامج النووي الإيراني، الذي يثير خلافات ويقول الغرب إنه يهدف إلى إنتاج قنبلة.

وتنفي إيران ذلك قائلة إن برنامجها النووي أغراضه سلمية. وتندد طهران بقتل علمائها وتصفه بأنه أعمال إرهابية من تنفيذ وكالات المخابرات الغربية والموساد الإسرائيلي، لكن إسرائيل تُحجم عن التعليق على مثل هذه الاتهامات.

خطط لعمليات ضد إسرائيل

في إسرائيل، ذكرت القناة 13 أنها "علمت" أن الضابط الإيراني القتيل كان يقف وراء العديد من عمليات استهدفت إسرائيليين في مختلف أنحاء العالم، وأنه من أرسل تاجر مخدرات إيراني يدعى منصور رسولي، لاغتيال القنصل الإسرائيلي في إسطنبول بتركيا، وجنرال أميركي بارز في ألمانيا، وصحافي في فرنسا.

وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن الموساد نجح في احتجاز منصور رسولي والتحقيق معه في منزل داخل إيران، وقالت إن الموساد قرر في النهاية إطلاق سراحه وعدم اختطافه، رغم غرابة هذا الأمر الذي اعتاد الموساد فعلياً التصرف على النقيض منه تماماً، سواء من خلال اغتيال الهدف، الذي يثبت أنه يخطط لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، أو اختطافه إذا سنحت الظروف بذلك لعناصر الموساد، إذ يمثل ذلك بطبيعة الحال كنزاً معلوماتياً للاستخبارات الإسرائيلية يمكن انتزاعه من الهدف، فضلاً عن استعراض قوة الاستخبارات الإسرائيلية بعد ذلك بتقديمه للمحاكمة أمام محاكم إسرائيلية. 

وذكرت صحيفة "معاريف" أن "التقديرات تتزايد" بأن ضابط الحرس الثوري، الذي تم اغتياله بمسدس كاتم للصوت أمام منزله، "كان متورطاً في عمليات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية في إفريقيا وأميركا الجنوبية"، لكنها لم تشر إلى أصحاب هذه "التقديرات".

ووصفت الصحيفة عملية الاغتيال بأنها "الاختراق الأمني الأكبر لمنظومة الأمن الإيراني منذ اغتيال العالم النووي الإيراني الشهير محسن فخري زاده، في نوفمبر 2020".

وعلقت هيئة البث الإسرائيلية على الحادث بالإشارة إلى أن مسؤولين كبار في إسرائيل قالوا خلال السنوات الأخيرة إن إسرائيل والولايات المتحدة فقط الوحيدتان اللتان تمتلكان "قدرات تنفيذية داخل إيران".

الاتفاق النووي

ويأتي مقتل خدائي في وقت تُبذل جهود دبلوماسية لكسر الجمود الحاصل في مباحثات إحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحادياً عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب.

وأتاح الاتفاق المبرم عام 2015 رفع عقوبات كانت مفروضة على إيران، في مقابل تقييد برنامجها النووي. إلا أن مفاعيله باتت في حكم الملغاة منذ انسحاب واشنطن منه وإعادة فرضها عقوبات قاسية على طهران، ما دفع الأخيرة للتراجع عن التزامات بموجبه.

وسعياً لإعادة تفعيل هذا الاتفاق، بدأت إيران والقوى الكبرى في أبريل 2021 مباحثات شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.

وعلّقت المباحثات رسمياً في مارس، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن مع تبقي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات