موجة عنف جديدة على حدود السودان مع إثيوبيا تُنذر بنشوب حرب

time reading iconدقائق القراءة - 7
عناصر من قوات الدعم السريع السودانية خلال دوريات على الحدود مع إثيوبيا - 2017 - AFP
عناصر من قوات الدعم السريع السودانية خلال دوريات على الحدود مع إثيوبيا - 2017 - AFP
دبي-وكالاتالشرق

أفادت تقارير سودانية بأن موجة جديدة من المعارك اندلعت بين الجيشين الإثيوبي والإريتري من جهة وجبهة تحرير تيغراي من جهة أخرى، قرب نقطة تلاقي حدود البلدين مع السودان، ما أدى إلى مخاوف من نشوب حرب في المنطقة التي تشهد تدفقاً للمهاجرين الفارين من مناطق الصراع في الإقليم الإثيوبي، منذ نوفمبر الماضي.

ووفقاً لما أورده موقع "سودان تريبون"، انخفضت أعداد اللاجئين الإثيوبيين الذين يسعون إلى دخول الأراضي السودانية إلى أدنى مستوى جراء المعارك.

ولفت الموقع إلى أن الجيشين الإثيوبي والإريتري يعززان وجودهما العسكري قرب منطقتين حدوديتين مع السودان، هما الديمة، وحمدايت التابعة لولاية كسلا السودانية.

وقالت مصاد مطلعة لـ"سودان تربيون"، إن "تمركز القوات الإثيوبية والإريترية على الحدود، ينذر بتوترات مع القوات السودانية"، مشيرة إلى أن نشر التعزيزات الإثيوبية والإريترية أدى إلى "تراجع أعداد دخول اللاجئين الفارين من إقليم تيغراي في معسكرات الاستقبال بالهشابة بولاية القضارف، وحمدايت بولاية كسلا، إلى أقل من 100 لاجئ في اليوم".

ويأتي انتشار الجيشين الإثيوبي والإريتري للتصدي لجبهة تحرير تيغراي التي بدأت تجميع صفوفها في السلاسل الجبلية شرق منطقة الحمرة الحدودية المحاذية لمدينة اللكدي السودانية، فضلاً عن منع تسلل اللاجئين نحو السودان.

مخاوف من نشوب حرب

في غضون ذلك قال مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان، توت قلواك، لـ"الشرق"، إنه سيصل إلى السودان، الثلاثاء، كمبعوث رئاسي للقاء رئيس المجلس السيادي الانتقالي، عبدالفتاح البرهان، لبحث الأزمة الحدودية بين السودان وإثيوبيا.

وكشف قلواك أن أجندة مباحثاته مع البرهان تناقش ما دار بينه وبين رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بشأن الأزمة الحدودية بين البلدين، مؤكداً قلق رئيس بلاده، سلفاكير ميارديت، إزاء تطورات الأوضاع بين البلدين وتخوفه من نشوب حرب، في ظل تزايد التعزيزات العسكرية على حدود البلدين.

محادثات تهدئة

في سياق متصل، أجرى المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي وزير الخارجية الفنلندي، بيكا هافيستو، محادثات مع المسؤولين في الحكومة السودانية من مدنيين وعسكريين بشأن الأوضاع الأمنية على الحدود الشرقية مع إثيوبيا، وكيفية إيجاد حلول سلمية للأزمة.

وشهدت الحدود السودانية الإثيوبية، الأسبوع الماضي، تجدداً للاشتباكات، وكانت مصادر دبلوماسية سودانية قالت لـ"الشرق" إن إثيوبيا أبلغت مبعوث رئيس دولة جنوب السودان للتوسط بين الخرطوم وأديس أبابا، توت قلواك، رغبتها في عقد مباحثات مع السودان بشأن الحدود، شرط سحب القوات السودانية.

بداية الأزمة

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أمر الجيش بشنّ هجوم على إقليم تيغراي، في نوفمبر الماضي، بعدما اتهم الإقليم بمحاولة السيطرة على قاعدة عسكرية تابعة للحكومة المركزية.

وأعلنت أديس أبابا سيطرتها على الإقليم، فيما أفادت معلومات بفرار قادة "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، وعلى رأسهم زعيمها ديبرتسيون جبريميكايل.

وكانت الجبهة أبرز فصيل في الحكومة الإثيوبية لنحو 3 عقود، قبل تسلّم آبي أحمد الحكم في عام 2018 وإجرائه تغييرات، اعتبرتها الجبهة محاولة لإقصائها، بما في ذلك إبرام اتفاق سلام مع إريتريا المجاورة، بعد نزاع مرير بين الجانبين.

"إبادة جماعية"

تجدر الإشارة إلى أن جبريميكايل، كان قد حضّ المجتمع الدولي على التحقيق في "إبادة جماعية" وانتهاكات أخرى، اتهم القوات الحكومية، وأخرى من إريتريا المجاورة، بارتكابها في الإقليم.

جاء ذلك بعدما أبلغت الحكومة الإثيوبية موظفين في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بعودة الحياة "إلى طبيعتها" في تيغراي، لكن وكالة "أسوشيتد برس"، أفادت بأن ثمة سكاناً مذعورين مختبئين، في منازل تحمل آثاراً لرصاص، مضيفة أن تداعيات المعارك ونقص الغذاء ليست معروفة بعد في المنطقة.

وقدّرت 3 من أحزاب المعارضة في إقليم تيغراي أن أكثر من 50 ألف مدني قُتلوا خلال النزاع المستمر منذ 3 أشهر، وحضّت المجتمع الدولي على التدخل، تحسّباً لـ"كارثة إنسانية".

"جرائم وحشية"

وفي سياق متصل، حذرت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، أليس ويريمو نديريتو، من أن "خطر ارتكاب جرائم وحشية في إثيوبيا ما زال مرتفعاً، ومن المرجح أن يتفاقم"، على خلفية الصراع في إقليم تيغراي.

ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه أديس أبابا تكثيف جهود تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في إقليم تيغراي، وإعادة الخدمات الأمنية والمجتمعية، واستئناف إعادة إعمار البنى التحتية المدمرة بالمنطقة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن بيان أصدرته نديريتو، الجمعة، أنها تلقت تقارير عن ارتكاب أطراف الصراع في إقليم تيغراي شمال إثيوبيا وحلفائها "انتهاكات وتجاوزات خطيرة لحقوق الإنسان، تشمل عمليات قتل خارج نطاق القانون، وعنفاً جنسياً، ونهباً للممتلكات، وإعدامات جماعية، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية".

وأشارت نديريتو أيضاً إلى أنها "تقارير مثيرة للقلق عن شن هجمات ضد المدنيين على أساس دينهم وعرقهم" في مناطق أخرى من البلاد.

اقرأ أيضاً: