تركيا تهاجم شمالي سوريا والعراق بـ"المخلب السيف"

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في مركز قيادة عمليات الجيش مع رئيس أركان الجيش وقادة سلاح الدفاع الجوي، أنقرة، - 20 نوفمبر 2022 - twitter.com/tcsavunma
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في مركز قيادة عمليات الجيش مع رئيس أركان الجيش وقادة سلاح الدفاع الجوي، أنقرة، - 20 نوفمبر 2022 - twitter.com/tcsavunma
بيروت/ إسطنبول/ دبي-الشرقأ ف برويترز

أعلن وزير دفاع تركيا خلوصي أكار الأحد، تدمير مخابئ وكهوف وأنفاق ومستودعات لمن وصفهم بـ"المسلحين" في شمال العراق وسوريا ضمن عملية أطلقت عليها أنقرة "المخلب السيف".

ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية، عن أكار قوله إن الهدف من العملية التركية في شمال العراق وسوريا هو "ضمان أمن 85 مليون مواطن والحدود، والرد على أي هجوم غادر على تركيا".

وأكد أن العملية "تستهدف الإرهابيين فقط ومخابئهم" في شمال العراق وسوريا، وتعهد بـ"مواصلة محاسبة الذين استهدفوا أمن بلادنا وأمتنا مثلما حاسبناهم من قبل".



وبدأت تركيا مساء السبت، غارات جوية على شمالي سوريا والعراق، بعد أيام من اتّهام أنقرة لحزب العمال الكردستاني بالوقوف خلف تفجير إسطنبول "بناء على أوامر صدرت من كوباني (عين العرب)"

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الأحد، تنفيذ عملية أطلقت عليها اسم "المخلب السيف" شمالي سوريا والعراق ضد مواقع قالت إن "إرهابيي (بي كي كي) و(كي جي كي) و(بي واي جي) يستخدمونها كقاعدة للهجوم على تركيا".

وأضافت في بيان، أن "العملية تهدف لاجتثاث الإرهاب من جذوره وتستند إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بحق الدفاع عن النفس".

ونشرت وزارة الدفاع التركية على تويتر مقطع فيديو يظهر فيه موقعان متجاوران يتمّ استهدافهما بصاروخين، دون تحديد مكانهما، ولم تنشر الوزارة أيّ تفاصيل عن الغارة التي بدا أنّها نفّذت ليلاً.

"مجزرة"

واتهم فرهاد شامي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تركيا بـ"ارتكاب مذبحة بحق المدنيين والصحافيين في المالكية (ديريك) بالحسكة"، مضيفاً أنه سيكشف التفاصيل في وقت لاحق.

وقال شامي إنّ "كوباني (عين العرب)، المدينة التي هزمت تنظيم داعش، تتعرّض لقصف من طائرات الاحتلال التركي".

وكان الشامي، قد أفاد على تويتر في ساعة متأخرة من مساء السبت، بوقوع ضربات تركية استهدفت قريتي البيلونية في ريف حلب الشمالي المأهولة بالنازحين قسراً من عفرين عام 2018، وظهر العرب في محافظة الحسكة (شمال شرق) التي يسكنها نازحو رأس العين، الذين نزحوا قسراً أيضاً بسبب ما سماه "الاحتلال التركي" عام 2019.

وقال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية على تويتر إن "القصف على مناطقنا الآمنة يهدد المنطقة برمتها، هذا القصف ليس لصالح أي طرف.. نبذل جهودنا كي لا تحدث فاجعة كبرى، لكن إن صارت الحرب، سيتأثر الجميع بنتائجها، فالهجمات لن تكون محدودة في مناطقنا التي تتعرض الآن لقصف عدواني همجي".

وأضاف: "ندعو أهالينا لالتزام منازلهم والالتزام بتوجيهات قوى الأمن".

جاءت الغارات بعد أيام من نفي قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل القوات الكردية عمودها الفقري وتدعمها واشنطن، أي علاقة لها بالتفجير الذي وقع في اسطنبول في 13 نوفمبر، وأودى بحياة 6 أشخاص وإصابة 81 بجروح.

وأوقفت السلطات التركية إثر الاعتداء امرأة تحمل الجنسية السورية، واتهمتها بزرع القنبلة التي انفجرت في شارع الاستقلال المزدحم وسط اسطنبول. 

وحمّل وزير الداخليّة التركي سليمان صويلو، الاثنين، حزب العمّال الكردستاني المسؤوليّة عن الاعتداء، وقالت الشرطة التركية إنّ المتّهمة اعترفت بأنّها زرعت القنبلة بناء على أوامر من حزب العمال الكردستاني، وبأنّها تلقّت تعليمات من مدينة كوباني.

وتُصنّف أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية منظمة "إرهابية" وتعدّها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض ضدّها تمرّداً مسلّحاً منذ عقود.

ونفى حزب العمال الكردستاني أيّ علاقة له بتفجير اسطنبول، متّهماً الحكومة التركية بامتلاك "خطط غامضة" وبـ"إظهار كوباني كهدف".

ساعة الحساب

في المقابل، قالت وزارة الدفاع التركية على تويتر في ساعة متأخرة من مساء السبت، إنها "تطالب بالقصاص عن الهجوم الغادر" ونشرت صورة لطائرة مقاتلة أثناء إقلاعها، وأرفقت الصورة بعبارة "حان وقت الحساب، سيدفع الأوغاد ثمن اعتداءاتهم الغادرة"، في إعلان يأتي بعيد شنّ سلاح الجو التركي أكثر من 20 غارة على مواقع للقوات الكردية في شمال سوريا.

ولمدينة كوباني رمزية هامة لدى وحدات حماية الشعب الكردية التي كانت أول من تصدّت لتنظيم داعش وخاضت ضده عام 2014 معركة للدفاع عن المدينة الحدودية مع تركيا، وتلقت دعماً عسكرياً أميركياً.

ومنذ عام 2016 شنّت تركيا 3 عمليات عسكرية في سوريا استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنّت مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على مناطق حدودية واسعة.

وفي وقت سابق من العام الجاري، هدّدت أنقرة مراراً بشن هجوم جديد ضد المقاتلين الأكراد في سوريا، إلا أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يحصل، وفق محللين، على ضوء أخضر من إيران وروسيا اللتين تملكان نفوذاً واسعا في سوريا، للقيام بذلك.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات