بالسلاح والطاقة.. تركيا وإيران تطمحان لرفع التبادل التجاري إلى 30 مليار دولار

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عند استقباله من نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران - 19 يوليو 2022 - AFP
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عند استقباله من نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران - 19 يوليو 2022 - AFP
دبي -الشرق

أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في مؤتمر مشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، في طهران، الاتفاق على زيادة التعاون الدفاعي وفي مجال الطاقة لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى 30 مليار دولار.

جاء ذلك في ختام مباحثات ثنائية بين الطرفين، أعقبت اجتماعاً رفيع المستوى في وقت سابق، الثلاثاء، لمجلس التعاون التركي الإيراني.

واعتبر الرئيس الإيراني أن زيارة أردوغان إلى طهران، "منعطف في مسار تطوير العلاقات بين البلدين"، مضيفاً أن اجتماعات الثلاثاء، اتسمت بـ"إرادة جدية من قبل البلدان للرقي بمستوى العلاقات التجارية والاقتصادية".

وفي السياق، قال رئيسي إن مستوى التبادل التجاري بين البلدين أقل بكثير من إمكانات البلدين، لافتاً إلى إمكانية رفع قيمة التبادل التجاري مع تركيا "ليصل إلى 30 مليار دولار".

وأضاف أنه تم الاتفاق كذلك على إنشاء مصانع صناعية وإنتاجية مشتركة، إضافةً إلى تأسيس شركات تقنية مشتركة، بالإضافة إلى تنمية الاستثمار بين البلدين.

وفي هذا الصدد، قال رئيسي "اتفقنا على توسيع نشاط الشركات الإيرانية والتركية في البلدين وزيادة الاستثمارات من أجل تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين".

الصناعات الدفاعية مقابل الطاقة

الرئيس التركي أكد بدوره خلال المؤتمر، الاتفاق مع نظيره الإيراني على رفع مستوى التبادل التجاري، قائلاً إنه "لدينا هدف للوصول إلى تبادل تجاري بحجم 30 مليار دولار".

وفي السياق، قال أردوغان "هناك خطوات سنتخذها في الصناعات الدفاعية، ويمكن استغلالها من أجل رفع حجم التبادل التجاري. وهناك أيضاً قطاعات البترول والغاز الطبيعي يمكن من خلالها تسريع رفع حجم التبادل التجاري".

وتابع: "في تركيا، هناك تطور كبير في الصناعات الدفاعية. وهناك تضامن في هذا المجال بين البلدين، ونحن نهتم بهذا التضامن كثيراً".

في المقابل، أعلن الرئيس الإيراني، أنه تم الاتفاق على تمديد العقد الموقع بين طهران وأنقرة لإمداد تركيا بالغاز لمدة 25 عاماً. 

التعاون الأمني

الرئيس الإيراني أكد في المؤتمر أن "التعاون الأمني حظي بأهمية خاصة في اجتماعات الثلاثاء"، مضيفاً أن "أمن الحدود من القضايا التي أكد عليها البلدان".

وقال رئيسي إن "الجهات الأمنية والاستخباراتية في إيران وتركيا تحتاج إلى تنمية التعاون من أجل ترسيخ الأمن أكثر فأكثر على الحدود بين البلدين".

وأضاف: "أكدنا كذلك على أهمية التعاون في مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة وتهريب المخدرات".

وأنهت تركيا في وقت سابق من العام الجاري من تشييد جدار أمني بطول 191 كيلومتراً فضلاً عن تركيب إنارة وكاميرات وأجهزة استشعار حرارية على الحدود الإيرانية، فيما يرتقب أن تنتهي من بناء ما يقرب من 145 كيلومتراً من الجدار الأمني على الحدود التركية مع إيران في ولايتي "وان" و"آغري قبل نهاية العام الجاري.

وتقول تركيا إنها تهدف من خلال هذا الجدار إلى تحقيق أقصى قدر من الأمن على حدودها ومكافحة الهجرة غير النظامية والتهريب، بالتزامن مع التطورات الجارية في كل من سوريا وأفغانستان.

سوريا ومكافحة الإرهاب

وفي الشأن السوري، قال الرئيس الإيراني إنه تم التأكيد خلال لقائه مع نظيره التركي على "وحدة الأراضي السورية".

وقال رئيسي إن "العلاقات الجدية بين تركيا وإيران بإمكانها أن تؤدي إلى تعاون أوسع على المستوى الإقليمي والدولي، لأن البلدين قويان ويمكنهما لعب دور في أمن المنطقة. أنا أعتقد أن المحادثات والقضايا التي التطرق إليها تصب في هذا الاتجاه".

ويلوّح الرئيس التركي منذ شهرين بشنّ عملية عسكرية ضد مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، إذ تنطلق من الحدود التركية وتمتد إلى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب شمال البلاد. وتسيطر تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 2016 على مناطق حدودية متاخمة في الشمال.

لكن أنقرة تخشى وجوداً قوياً لأكراد سوريا عند حدودها، ما قد يعزّز موقع حزب العمال الكردستاني المتمرد داخلها والذي تصنفه "منظمة إرهابية".

وفي السياق، قال رئيسي إن "الإرهاب ربما يحمل أسماء مختلفة، لكن الإرهاب الذي يهدد الإنسان وأمن الحدود يجب محاربته"، مضيفاً أن "الغرب يتعامل مع الإرهاب بازدواجية، بينما نحن نرفض النظرة الازدواجية وندين ونحارب الإرهاب تحت أي مسمى كان".

من جانبه، قال أردغان "نحن نولي أهمية كبيرة لمحاربة الإرهاب، تماماً مثل إيران. فالتنظيمات الإرهابية تمثل بلاءً كبيراً على تركيا وإيران على حد سواء. لذلك، فالتضامن في مكافحة الجماعات الإرهابية أمر مهم بالنسبة إلينا".

ومن المقرر أن يعقد أرودغان ورئيسي قمة في وقت لاحق، الثلاثاء، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران، لبحث الملف السوري في إطار عملية "أستانة" الرامية لإنهاء النزاع الدائر منذ عام 2011.

وفي السياق، قال أردوغان "سنعيد تقييم مسار أستانة (بخصوص سوريا) من جديد وتفعيله".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات