هل تدعم الجزائر الدبيبة على حساب باشاغا؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يستقبل رئيس الحكومة الليبية المقالة عبد الحميد الدبيبة في الجزائر - 18 أبريل 2022 - Facebook / LibyanGovernment
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يستقبل رئيس الحكومة الليبية المقالة عبد الحميد الدبيبة في الجزائر - 18 أبريل 2022 - Facebook / LibyanGovernment
الجزائر -الشرق

بحث رئيس الحكومة الليبية المقال من البرلمان عبد الحميد الدبيبة، مع كبار المسؤولين في الجزائر مسار الانتخابات في ليبيا، وزيادة التعاون الاقتصادي في قطاع الطاقة، في أول زيارة له منذ انتخاب حكومة فتحي باشاغا من قبل مجلس النواب الليبي.

وقال الدبيبة في تصريح عقب استقباله من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن المحادثات شملت ملف الانتخابات في ليبيا.

وأضاف: "قدمنا تصورنا لإنجاز هذا المشروع والانتقال في ليبيا من الانتقالية إلى الاستقرار، واختيار الشعب الليبي، إضافة إلى الدور الجزائري المهم وضرورة إجرائها في أقرب وقت".

تعاون اقتصادي

وقال الدبيبة: "تحدثنا عن زيادة التعاون الاقتصادي، خصوصاً في قطاعي النفط والغاز والتحكم في الأسعار وتسويقها، في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية"، في إشارة انعكاسات الغزو الروسي  لأوكرانيا.

وفي فبراير الماضي، وقعت شركة الطاقة الجزائرية "سونطراك" بالعاصمة طرابلس، بروتوكول اتفاق مع المؤسسة الليبية للنفط، يقضي باستئناف الأولى نشاطها في ليبيا بعد توقفه منذ اندلاع الأزمة في 2011.

ويسمح ذلك باستكمال الالتزامات التعاقدية للشريك الجزائري في حوض غدامس للشروع في تطوير الحقول المكتشفة. 

وتشهد ليبيا إضرابات في عدد من حقول إنتاج النفط ما تتسبب بخسائر مالية كبيرة. وأوقف العاملون إنتاج وتصدير النفط من حقل "الفيل"، ومن ميناء الزويتينة بمنطقة الهلال النفطي، احتجاجاً على عدم تمكين الحكومة المكلفة من مجلس النواب تسلم السلطة في العاصمة طرابلس، وتحويل المؤسسة الوطنية للنفط عائداتها إلى حكومة الوحدة الوطنية.

دعم جزائري

وقال عبد الحميد الدبيبة في تصريحاته من العاصمة الجزائر، إنه تم التطرق إلى إمكانية عقد مؤتمر وزاري لوزراء الخارجية بشأن ليبيا، مؤكداً أن المؤتمر يغطي الخطوات المهمة التي يدعمها العالم في مسألة الانتخابات.

ووفق ما كشفت عنه حكومة الوحدة الوطنية الليبية المقالة من قبل مجلس النواب على صفحتها في "فيسبوك"، فإن الدبيبة سلّم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون "الإطار العام لخطة إجراء الانتخابات".

وبحسب المصدر، يتضمن الإطار الخطة والإجراءات التي قامت بها الحكومة المقالة لتنفيذ الانتخابات، وكذلك الرؤية العامة بهذا الشأن التي "تتطلب دعماً إقليمياً ودولياً لتنفيذها".

وأعرب الرئيس تبون عن تقديره لهذه الإجراءات، مؤكداً دعمه لهذه الخطوات والتنسيق الدولي بشأنها، والتحضير لعقد مؤتمر دولي تستضيفه الجزائر دعماً لإجراء الانتخابات في ليبيا.

وتعليقاً على هذه الزيارة، اعتبر رشيد علوش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في تصريح لـ"الشرق"، أن دعم الجزائر "يأتي في إطار دعواتها لمؤتمر يجمع كل القوى الفاعلة الليبية، إلى جانب الدول المنخرطة في الأزمة بهدف تقريب وجهات النظر بداية وتفكيك النقاط الخلافية".

وأضاف: "من شأن ذلك أن يمكّن من الاتفاق على قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات التشريعية وإنتاج شرعية جديدة تؤسس لإعادة بناء الدولة في ليبيا"، على حد تعبير علوش.

صراع الشرعية

ويثير دعم الجزائر لخطة الدبيبة لإجراء الانتخابات تساؤلات عن خلفيات وسياقات الموقف، خصوصاً في ظل تصارع حكومتين على الشرعية في ليبيا، الأولى برئاسة عبد الحميد دبيبة التي أقالها البرلمان، والثانية يرأسها فتحي باشاغا، وأقرها مجلس النواب.

وبهذا الشأن، قال محمد عمرون عضو لجنة الأمة الجزائري عن الثلث الرئاسي (الغرفة العليا بالبرلمان)، في تصريح لـ"الشرق"، إن "الجزائر ما زالت متمسكة بالتعامل مع حكومة الدبيبة حتى إجراء الانتخابات".

وأشار إلى أن الموقف الجزائري "يستند على موقف الأمم المتحدة التي تدعم عبد الحميد الدبيبة بوصفه رئيساً للوزراء في ليبيا".

ولفت عمرون إلى أن "الجزائر تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف، وأن مساعيها تهدف لمرافقة الليبيين لإجراء الانتخابات وتجنب العودة للنزاع المسلح وليس دعماً لطرف على حساب طرف آخر".

وأوضح أن المقاربة الجزائرية اتجاه القضية الليبية "تعتمد على مبادئ حلول وتسويات سياسية وسلمية"، مؤكداً أن الجانب الجزائري "يولي أهمية بالغة للملف الليبي لارتباطه بأمن الجزائر القومي والإقليمي".

بدوره، قال المحلل السياسي، الدكتور سليمان أعراج في تصريح لـ"الشرق"، إن المساعي الجزائرية تأتي تأكيداً لما اعتبره "الموقف الجزائري الثابت الداعم للاستقرار في ليبيا انطلاقاً من أهمية المسار السياسي الذي يتوج بانتخاب رئيس يمثل كل الليبيين كحل ضروري للأزمة".

وأشار أعراج إلى "تقاعس من بعض الأطراف التي تريد أن تعيد الأزمة إلى الصفر من خلال التأثير في مسعى إجراء الانتخابات في أقرب فرصة ممكنة".

هواجس أمنية

وكان إلى جانب عبد الحميد الدبيبة في زيارته إلى الجزائر عدد من الوزراء ورئيس الأركان العامة ورئيس جهاز المخابرات العامة ورئيس جهاز الأمن الداخلي.

وفي هذا الشأن أوضح رشيد علوش أن الزيارة "أخذت بعداً أمنياً في ظل التحركات العسكرية في ليبيا باتجاه طرابلس، ما دفع بالجزائر إلى تكثيف انخراطها وتعزيز الاتصالات مع كل القوى الفاعلة الليبية لتجنيبها العودة إلى مربع الاقتتال".

وتتشارك الجزائر مع ليبيا حدوداً بطول 974 كم، ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، حذرت تقارير أمنية جزائرية من تنامي تهريب الأسلحة والمواد المتفجرة التي تحولت إلى نشاط رئيس للجماعات المسلحة وشبكات الجريمة المنظمة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات