تقرير: مشكلات نفسية تلاحق الشباب الأميركي بسبب كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 5
عودة النشاطات الرياضية في المدارس الأميركية - 22 يناير 2021 - USA TODAY Sports
عودة النشاطات الرياضية في المدارس الأميركية - 22 يناير 2021 - USA TODAY Sports
نيويورك-أ ف ب

تسبب تفشي فيروس كورونا في مشكلات نفسية كبيرة للشباب الأميركي، وارتفاع في نسب الاكتئاب والقلق وحتى الانتحار، ما دفع الأطباء والمعلمين والعائلات الأميركية إلى دق ناقوس الخطر، وفق تقرير لوكالة فرانس برس.

ويضطر ملايين الطلاب والتلاميذ، الذين باتوا يدرسون من منازلهم عن بعد منذ مارس 2020، إلى البقاء لساعات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر، ما يؤدي لغياب التفاعل الشخصي وممارسة التمارين الرياضية والفنية أو الموسيقية.

وقالت سارة فرانك (18 عاماً) من تامبا في فلوريدا للوكالة إن "هناك أياماً أشعر فيها بحزن كبير ويأس.. كأنه كابوس لا ينتهي". ولازمت سارة منزلها منذ مارس 2020، لأن أفراد أسرتها يعانون مشكلات صحية، وبالتالي فهم معرضون للإصابة أكثر من غيرهم.

من جهتها أكدت ديانا كابوتا الطبيبة النفسية، وهي أم لولدين يتابعان الحصص الدراسية، عبر تقنية الفيديو في فيرجينيا، أنها "لاحظت علامات متزايدة تدل على الاكتئاب، لدى ابنها البالغ 10 سنوات".

وأضافت أنه "كان يستيقظ صباحاً ويعود لينام حتى الظهر. وكان يردد إنني لست ذكياً، وإنني فاشل" وتابعت: "كان يتأخر في واجباته المدرسية، ويبكي كل الوقت، ويقول لي كل يوم اشتقت لأصدقائي".

وقالت أيضاً: "بالنسبة لبعض الأولاد، أصبح الأمر سيئاً للغاية، أسمع الآن عن أولاد يتناولون أدوية"، مشيرة إلى أنها "لم تتمكن من إيجاد طبيب لمعالجة ابنها في أرلينغتون، بسبب الطلب الكبير".

الانتحار

ليست هناك أي إحصاءات وطنية لعام 2020 عن ظاهرة انتحار المراهقين، التي زادت في الولايات المتحدة منذ 10 سنوات، لكن بعض الحالات المحلية تبدو صادمة.

في لوس أنجلوس أقدم 19 تلميذاً على الانتحار منذ مارس الماضي، وهي نسبة أكثر بمرتين من عام 2019. وإن لم يكن من الممكن إرجاع ذلك مباشرة إلى جائحة كورونا، فقد أعلنت السلطات التي باتت تحت ضغط كبير، إعادة فتح المدارس قريباً.

وقالت سوزان دافي، الأستاذة في طب الأطفال والطوارئ في جامعة براون: "إذا كان وباء كورونا بالنسبة إلى الراشدين أزمة صحية، فإنه بالنسبة إلى الأولاد أزمة صحة نفسية".

ووفقاً لـ"مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها" في الولايات المتحدة، فإن زيارات التلاميذ في الفئة العمرية بين 12 و17، لوحدات الطوارئ المخصصة للأمراض النفسية، زادت بنسبة 31% بين مارس وأكتوبر 2020، مقارنة مع الفترة نفسها في عام 2019، فيما زادت في الفئة العمرية من 5 إلى 11 عاماً بنسبة 24%.

واختبرت سوزان دافي ذلك بشكل مباشر في مستشفى ولاية رود إيلاند، حيث تعمل، وقالت إنها "تلاحظ زيادة في محاولات الانتحار، كالكثير من زميلاتها". وأضافت: "نرى عدداً أكبر من الأولاد الذين يريدون إيذاء أنفسهم، فيما يعتبر محاولات انتحار مبطنة، وهذا أمر مقلق للغاية". 

جدل

وأمام كل هذه البيانات المقلقة، لا تزال معركة إعادة فتح المدارس على أشدها. وقالت سوزان دافي إن التلاميذ "يعانون غياب المدرسين أو الراشدين الحريصين عليهم خارج دائرة الأسرة، والذين غالباً ما يكتشفون علامات خفية، لوجود أزمة أو الاكتئاب أو القلق".

وفي الولايات المتحدة، يتوقف قرار فتح المدارس على كل منطقة، وحالياً تعرض 38% فقط من المدارس الأميركية التدريس عن بعد، مقابل 62% في سبتمبر الماضي، وفقاً لموقع "بوربيو" المتابع للملف.

وفي نهاية يناير، شجع تقرير لـ"مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها"، على إعادة فتح المدارس، مشيراً إلى أن المدارس التي تلتزم التباعد الاجتماعي، ووضع الكمامات والتدابير الصحية الأخرى، لم تسجل تفشياً سريعاً للفيروس.

لكن نقابات الأساتذة القلقة من العدوى، تقاوم ذلك. ففي شيكاغو يدور اختبار قوة بين البلدية والنقابات مع تهديد بالإضراب، وفي لوس أنجلوس تطالب النقابات بتطعيم كل الأساتذة، قبل إعادة فتح أبوابها.

وباتت إعادة فتح المدارس أكثر إلحاحاً، إذ أدى التوتر الناجم عن الجائحة، وزيادة البطالة والأوضاع الصعبة، إلى زيادة حالات سوء المعاملة ضمن الأسرة الواحدة، وفقاً لـ"مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها".