الهند: على أميركا ألا تُضعفنا.. والجغرافيا تحكم علاقاتنا بروسيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال اجتماع في البيت الأبيض - 24 سبتمبر 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال اجتماع في البيت الأبيض - 24 سبتمبر 2021 - REUTERS
دبي- الشرق

قالت وزيرة المال الهندية، نيرمالا سيثارامان، إن بلادها لا تريد أن تكون "صديقة ضعيفة" للغرب، مستدركة أنها تحتاج إلى مساعدة روسيا للدفاع عن حدودها، نتيجة موقعها الجغرافي "الفريد".

يأتي ذلك بعدما امتنعت نيودلهي عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، ولم تجمّد صفقات لشراء نفط وسلاح من موسكو، علماً أن الأخيرة هي حليف تقليدي للهند، منذ الحرب الباردة.

والهند عضو في مجموعة "الرباعية" (كواد)، التي تضمّ أيضاً الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، التي تسعى إلى كبح نفوذ الصين، في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. لكن موقف نيودلهي من غزو أوكرانيا لم يرُق لحلفائها، لا سيّما الولايات المتحدة، إذ أشار الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى "تردّدها" في اتباع نهج الغرب وفرض عقوبات على موسكو.

وتُعتبر الهند أبرز مشترٍ للأسلحة الروسية في العالم، وتستخدمها لردع باكستان والصين، اللتين تتعاونان منذ فترة طويلة في قطاع الدفاع. وسعت الولايات المتحدة تقليدياً إلى تحقيق توازن في علاقاتها مع الهند وباكستان، لكنها تودّدت أخيراً إلى نيودلهي، من أجل مواجهة الصين، كما أفادت "بلومبرغ".

موقف جيوسياسي "فريد"

ونقلت الوكالة عن سيثارامان قولها: "لديك جار، يتعاون مع جار آخر، وكلاهما ضدي. في سياق الحرب الروسية الأوكرانية، لا سمح الله، إذا شُكّلت تحالفات، يجب أن تكون الهند قوية بما يكفي لحماية نفسها".

وأشارت إلى أن حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أبلغت الولايات المتحدة هذا الموقف الجيوسياسي "الفريد"، علماً أن دبلوماسياً أميركياً بارزاً تعهّد بمساعدة نيودلهي على إنهاء اعتمادها على السلاح الروسي.

وقالت سيثارامان: "تريد الهند أن تكون صديقة للاتحاد الأوروبي والعالم الغربي الحرّ والليبرالي، ولكن ليس كصديق ضعيف يحتاج إلى مساعدة يائسة هنا وهناك. إن لم أكن قوياً، نظراً إلى حقيقة أنني أقع جيوسياسياً في منطقة مشابهة، كيف تتوقّع مني حتى أن أدافع عن نفسي؟". واستدركت أن على الهند ألا تكون "قوية مثل (دولة) متعجرفة أو توسّعية، ولكن قوية للدفاع عن 1.3 مليار شخص، سياسياً واستراتيجياً واقتصادياً".

وسُئلت هل لا تزال الهند تبحث عن آلية دفع بديلة لروسيا، للالتفاف على العقوبات التي حرمت روسيا من استخدام نظام "سويفت" للمدفوعات الدولية، فأجابت: "في الوقت الراهن، لا توجد صفقة بهذا المعنى".

"صديق ضعيف" لواشنطن؟

سيثارامان التي تزور واشنطن، للمشاركة في اجتماعات الربيع السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أشارت إلى "إدراك أن علاقات الهند بالولايات المتحدة باتت أكثر عمقاً"، مضيفة: "لا أحد يشكّك بذلك. ولكن هناك أيضاً إدراك، وليس مجرّد اعتماد إرث المعدات الدفاعية من روسيا... وأن لدى الهند ملفات إرث، بمقدار العلاقات، على مدى عقود... يمكنني القول ببعض الثقة إن هناك إدراكاً إيجابياً، وليس سلبياً".

وتابعت: "(في) كل تحسين للعلاقات مع الولايات المتحدة... ثمة اعتراف بوجود صديق، ولكن يجب فهم الموقع الجغرافي لذاك الصديق. ولا يمكن إضعاف الصديق لأيّ سبب. يجب أن نفهم موقعنا الجغرافي. الحدود الشمالية (مع الصين) تشهد توتراً، رغم فيروس كورونا، وثمة خلاف دائم في الحدود الغربية (مع باكستان)، وأحياناً تُحوّل معدات (عسكرية) لمواجهة ملفات الإرهاب في أفغانستان. ليس الأمر وكأن لدى الهند خياراً في نقل موقعها. لا يمكنك اختيار جارك، يمكنك اختيار صديقك".

وزادت سيثارامان: "الهند تريد بالتأكيد (علاقات) صداقة مع الولايات المتحدة. ولكن إذا كانت الولايات المتحدة تريد أيضاً صديقاً، فلن تريد صديقاً ضعيفاً، يجب الامتناع عن إضعاف الصديق. نحن نتخذ قرارات... ونتخذ موقفاً محسوباً، إذ علينا أن نكون أقوياء حيث نحن، نظراً إلى حقائق الموقع الجغرافي" للهند.

وذكّرت بأن نيودلهي تستورد مصادر الطاقة "إلى حد كبير من الشرق الأوسط، وإلى حد ما من الولايات المتحدة"، في مقابل نسبة لا تتجاوز 3 أو 4% من النفط الروسي.

الصين وديون سريلانكا

وزيرة المال الهندية لفتت إلى وجوب معاملة الصين مثل أيّ دائن آخر، بمجرد بدء محادثات لإعادة هيكلة ديون سريلانكا. وقالت: "يجب معاملة جميع الدائنين على قدم المساواة وبشفافية. أكدت هذه النقطة، بشكل عام وفي سياق سريلانكا".

وكانت سريلانكا تتطلّع إلى اقتراض مليار دولار من بكين، كي تتمكّن من سداد قروض صينية حالية مستحقة في يوليو، إضافة إلى خط ائتمان بقيمة 1.5 مليار دولار لشراء سلع. كما تسعى إلى نيل مساعدة من الهند والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، لا سيّما أنها لم تعُد تمتلك سوى كمية ضئيلة من الدولارات، لدفع ثمن وارداتها، علماً أنها تشهد صعوبات معيشية واحتجاجات تطالب الرئيس بالاستقالة، بحسب "بلومبرغ".

ومع انخفاض أرباح النقد الأجنبي، جهدت سريلانكا لإدارة ديونها الخارجية، التي نمت جزئياً بسبب قروض من الصين لتمويل مشاريع بنية تحتية. وأفاد المصرف المركزي في كولومبو، بأن سريلانكا مديونة للصين بنحو 3.5 مليار دولار، بنهاية عام 2020.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات