أستراليا ترفض مقترح إدراج الحيد المرجاني كـ"موقع مهدد"

time reading iconدقائق القراءة - 5
مجموعة أسماك في الحاجز المرجاني العظيم قبالة ساحل كيرنز بأستراليا، 25 أكتوبر 2019 - REUTERS
مجموعة أسماك في الحاجز المرجاني العظيم قبالة ساحل كيرنز بأستراليا، 25 أكتوبر 2019 - REUTERS
بريزبن-أ ف ب

تعتزم أستراليا تقديم احتجاج على مقترح "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (اليونسكو) لإدراج الحيد المرجاني العظيم على قائمة مواقع التراث العالمي "المهددة"، بسبب تضرره جراء التغيّر المناخي، على ما أعلنت الحكومة.

ونشرت "اليونسكو" الاثنين تقريراً أولياً أوصى بخفض تصنيف الحيد المرجاني العظيم قرب ولاية كوينزلاند بشمال أستراليا، والذي يمتد مسافة 2300 كيلومتر، وهو أحد مواقع التراث العالمي منذ عام 1981، نظراً لتدهوره إلى حد كبير بسبب تكرار نوبات تبييض المرجان، وهي نتيجة للاضطرابات المناخية.

واعتبرت المنظمات البيئية أن هذه التوصية تعكس عدم وجود إرادة من جانب الحكومة لتقليل انبعاثات الكربون.

"إشارة سيئة"

وقالت وزيرة البيئة الأسترالية سوزان ليه: "أوافق على أن تغير المناخ العالمي يشكل أكبر تهديد للشعب المرجانية، لكن من الخطأ في رأينا اختيار الشعب المرجانية التي تتمتع بأفضل إدارة في العالم، لإدراجها ضمن قائمة (المواقع) المعرضة للخطر".

وتستعد أستراليا للطعن في هذا المشروع الذي يشكّل "تحولاً"، بعد "تطمينات سابقة من مسؤولي الأمم المتحدة" على ما قالت ليه في بيان، قبل شهر من الجلسة التالية للجنة التراث العالمي لليونسكو، المقرر عقدها في يوليو من الصين.

واعتبرت الوزيرة أن "قرار "اليونسكو" لا يأخذ في الاعتبار أن مليارات الدولارات أنفقت لمحاولة حماية الحيد الواقع في شمال شرق أستراليا". ورأت أن ذلك "يرسل إشارة سيئة إلى الدول التي لا تستثمر في حماية الشعب المرجانية بقدر ما تفعل أستراليا". 

خيبة أمل كبيرة

وأبرز التقرير الأولي جهود أستراليا لتحسين جودة الشعب المرجانية، لا سيما من الناحية المالية، لكنه أسف لـ"كون الآفاق الطويلة المدى للنظام البيئي للحاجز المرجاني تدهورت أكثر، حيث انتقلت من المتوسط إلى المتوسط للغاية".

وقالت ليه إنها التقت مساء الاثنين المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، وأبلغتها "خيبة أمل (أستراليا) الكبيرة".

ولا يُعتبر الإدراج ضمن قائمة المواقع المهددة بالانقراض بمثابة عقوبة تفرضها "اليونسكو"، بل إن بعض الدول تعتبره وسيلة لإثارة اهتمام المجتمع الدولي، وللمساعدة في الحفاظ على تراث البلد المعني. ولم تحدد أستراليا هدفاً يتعلق بتحقيق الحياد الكربوني بحلول سنة 2050.

وكان رئيس الوزراء المحافظ سكوت موريسون، أكد أن استراليا تأمل تحقيق ذلك "في أقرب وقت ممكن"، من دون تعريض الوظائف والشركات للخطر، علماً أن أستراليا واحدة من أكبر مستوردي الفحم والغاز الطبيعي في العالم.

قيمة لا تقدر بثمن

إلى جانب قيمتها الطبيعية أو العلمية التي لا تقدر بثمن، تشير التقديرات إلى أن الشعب المرجانية، تدر على قطاع السياحة الأسترالي عائدات بقيمة 4.8 مليار دولار أميركي.

في ديسمبر، اعتبر الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، أن تغير المناخ أكبر تهديد للعجائب الطبيعية، وأن الحيد العظيم انضم إلى قائمة المواقع المصنفة على أنها في وضع "حرج".

وسبق للحاجز العظيم أن شهد ثلاث نوبات ابيضاض خلال خمس سنوات، بينما اختفى نصف الشعب المرجانية منذ عام 1995 بسبب ارتفاع درجة حرارة الماء.

والتبييض ظاهرة تؤدي إلى تغيّر اللون، وهو ناتج عن ارتفاع درجة حرارة الماء، ما يؤدي إلى طرد الطحالب التكافلية التي تمنح المرجان لونه الزاهي.