100 يوم على الحرب.. روسيا تحتل 20% من أوكرانيا ومواجهات في دونباس

time reading iconدقائق القراءة - 8
قنبلة غير منفجرة أمام مبنى مدمّر في مدينة ماريوبل جنوب شرقي أوكرانيا - 2 يونيو 2022 - AFP
قنبلة غير منفجرة أمام مبنى مدمّر في مدينة ماريوبل جنوب شرقي أوكرانيا - 2 يونيو 2022 - AFP
كييف - أ ف ب

دخل الغزو الروسي لأوكرانيا يومه الـ100، الجمعة، في حين تتركز المعارك الآن في إقليم دونباس شرقاً ومدينته الاستراتيجية سيفيرودونيتسك، بعدما سيطرت موسكو على 20% من أراضي البلاد.

وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرجي جوداي: "اليوم نقاتل ونسيطر على كل متر من منطقة لوغانسك. رغم كل تصريحات الروس، (ما زالت) تحت العلم الأوكراني".

وأضاف أن القوات الروسية "تدمر منذ 100 يوم كل شيء يميّز منطقة لوغانسك"، مشيراً إلى تدمير أكثر من 400 كيلومتر من "الطرق المبنية وفق المعايير الأوروبية"، و33 مستشفى و237 عيادة ريفية ونحو 70 مدرسة و50 دار للحضانة. وتابع أن سيفيرودونيتسك، العاصمة الإدارية للمنطقة، "محتلة بنسبة 80%" من القوات الروسية، فيما أن المعارك محتدمة في الشوارع، حسبما أفادت وكالة "فرانس برس". 

وضع "صعب جداً"

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أشار، مساء الخميس، إلى "تحقيق بعض النجاح في معركة سيفيرودونتسك"، مستدركاً: "الأمر ما زال مبكراً جداً. هذه أصعب منطقة في الوقت الحالي". وتحدث عن وضع مماثل في المنطقة المحيطة، لا سيّما في ليسيتشانسك وبخموت.

وذكر أن الوضع "لم يتغيّر كثيراً خلال النهار" حول إقليم دونباس بأكمله، بعدما تحدث عن وضع "صعب جداً" في الشرق، موضحاً: "نخسر بين 60 و100 جندي يومياً يُقتلون في المعارك وحوالى 500 جريح".

ولفت زيلينسكي إلى أن القوات الروسية باتت تسيطر على نحو خُمس أراضي بلاده، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والأراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو منذ عام 2014. وأضاف متحدثاً أمام برلمان لوكسمبورج: "نحو 20% من أراضينا تحت سيطرة المحتلّين، (أيّ) نحو 125 ألف كيلومتر مربع، وهي أكثر بكثير من كل أراضي كل دول بينيلوكس"، في إشارة إلى بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج. وذكّر بأن القوات الروسية كانت تسيطر على "أكثر من 43 ألف كيلومتر مربع" من أوكرانيا، قبل غزوها في 24 فبراير.

وأعرب زيلينسكي عن امتنانه للرئيس (الأميركي جو) بايدن و"جميع أصدقائنا الأميركيين وشعب الولايات المتحدة لدعمهم" بلاده، بعدما أعلنت واشنطن، الخميس، فرض عقوبات جديدة تستهدف أثرياء مقرّبين من الكرملين أو أفراداً من "النخبة" في موسكو، بينهم الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا.

"ماريوبل جديدة" في سيفيرودونتيك؟

وبعد فشل هجوم خاطف لإسقاط النظام في كييف، يركّز الجيش الروسي جهوده للسيطرة على دونباس، التي تشهد حرب استنزاف، بحسب "فرانس برس".

وقال قائد القوات الأوكرانية فاليري زالوجني: "يُسجّل الوضع الأصعب في منطقة لوغانسك، حيث يحاول العدو السيطرة على مواقع قواتنا". وأضاف خلال اتصال هاتفي مع رئيس هيئة الأركان الفرنسي الجنرال تييري بورخارد: "يتمتع العدوّ بتفوق عملاني على صعيد القصف المدفعي".

وأشارت كييف إلى أن القوات الأوكرانية تحصّنت خصوصاً في منطقة صناعية تتعرّض لقصف روسي، كما حصل في نهاية حصار طويل لمدينة ماريوبل الاستراتيجية، جنوب شرقي البلاد، التي دُمّر الجزء الأكبر منها وسيطر عليها الروس أواخر أبريل الماضي. واتهم القادة الأوكرانيون في الأيام الأخيرة، موسكو بأنها تعتزم جعل سيفيرودونتيك "ماريوبل جديدة".

ودمّر القصف الروسي جزءاً كبيراً من ميناء ماريوبل الاستراتيجي، الواقع على بحر آزوف واحتلته القوات الروسية منذ منتصف مايو، بعد استسلام أكثر من ألفي مقاتل أوكراني تحصّنوا في مجمّع صناعة الصلب في "آزوف ستال"، بحسب "فرانس برس".

وما زال الضغط الروسي كبيراً أيضاً على دونيتسك وسلوفيانسك، المنطقة الأخرى في دونباس التي تبعد نحو 80 كيلومتراً غرب سيفيرودونيتسك، ويعاني سكانها نقصاً في الغاز والمياه والكهرباء.

في الجنوب، يشعر الأوكرانيون بقلق من احتمال ضمّ المناطق التي احتلتها القوات الروسية، إذ تحدثت موسكو عن تنظيم استفتاءات بدءاً من يوليو المقبل لضمّها. 

في السياق ذاته، أعلنت الإدارة الموالية لروسيا في الأراضي التي تحتلها بمنطقة زابوروجيا، جنوب شرقي أوكرانيا، أنها استولت على أملاك تابعة للدولة الأوكرانية. 

أسلحة ثقيلة

وذكرت القيادة الأوكرانية للمنطقة الجنوبية، مساء الخميس، أن القصف الروسي في ميكولايف قرب أوديسا، أدى إلى مصرع شخص وجرح مدنيين.

وتتواصل المعارك والقصف، لا سيّما في منطقة خيرسون التي سيطر الروس على جزء منها، وحيث يعاني السكان نقصاً في الأدوية ويحتاجون مساعدة إنسانية، بحسب كييف.

وتنتظر أوكرانيا الحصول على راجمات صواريخ متطوّرة، وعد بها بايدن ومن شأنها تغيير موازين القوى على الأرض، علماً أن القوات الروسية قصفت ليل الأربعاء الخميس، خطوطاً للسكك الحديد في لفيف البلاد، وهي منطقة تصل إليها أسلحة تُسلّمها دول غربية لكييف، بحسب "فرانس برس".

وأكدت موسكو، الخميس، أنها أوقفت تدفق "مرتزقة" أجانب يريدون القتال إلى جانب الجيش الأوكراني، بعدما ألحقت بهم خسائر فادحة في الأسابيع الأخيرة. وأشارت إلى أن عددهم في أوكرانيا "تراجع إلى النصف تقريباً"، من 6600 إلى 3500، مضيفة أن "عدداً كبيراً منهم يفضّل مغادرة أوكرانيا في أسرع وقت".

أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية

وتحاول الدول الغربية تشغيل الموانئ الأوكرانية المطلّة على البحر الأسود، لا سيّما مرفأ أوديسا، أبرز منفذ لتصدير الإنتاج الزراعي الأوكراني، من أجل تنشيط صادرات الحبوب التي تُعتبر أوكرانيا أحد المنتجين الأساسيين لها في العالم.

ويتعذر تصدير ما لا يقلّ عن 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية، بسبب حصار روسي، ممّا يفاقم احتمال حصول أزمة غذائية عالمية.

وسيلتقي الرئيس السنغالي، ماكي سال، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، الجمعة. وأوضح مكتبه أن هذه الزيارة "تندرج في إطار الجهود التي تبذلها رئاسة الاتحاد، للمساهمة في تهدئة الحرب في أوكرانيا وفتح الطريق أمام مخزونات الحبوب والأسمدة التي تؤثر عرقلة مرورها في الدول الإفريقية خصوصاً".

"حرب استنزاف طويلة"

وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرج، الخميس، من أنه على الغرب الاستعداد لـ"حرب استنزاف طويلة" في أوكرانيا، بعد لقائه بايدن في واشنطن. وكرّر أن الناتو لا يريد خوض مواجهة مباشرة مع روسيا، مشيراً في الوقت ذاته إلى "مسؤولية" الحلف في دعم كييف.

أما وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، فرأى أن الحرب في أوكرانيا ستستمر "أشهراً".

وأقرّ الاتحاد الأوروبي الخميس، حزمة عقوبات سادسة على موسكو، تشمل حظراً نفطياً مع استثناءات، لكنه تراجع عن إدراج اسم رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل على اللائحة السوداء، بضغط من المجر.

ويُفترض أن يحصل نصّ الاتفاق على موافقة مكتوبة من كل الدول الأعضاء، لنشره الجمعة في الجريدة الرسمية للاتحاد من أجل تطبيقه، كما ذكرت الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي.

وحذر نائب رئيس الوزراء الروسي لشؤون الطاقة، ألكسندر نوفاك، من أن المستهلكين الأوروبيين سيكونون أول من "يعاني" تداعيات الحظر على النفط الروسي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات