أميركا ودول مستهلكة للنفط تفرج عن جزء من احتياطاتها الاستراتيجية

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من الاحتياطات النفطية الاستراتيجية الأميركية - Reuters
جانب من الاحتياطات النفطية الاستراتيجية الأميركية - Reuters
دبي - وكالات

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سمح بالسحب من الاحتياطي الاستراتيجي ضمن مسعى لخفض أسعار النفط، بالتنسيق مع دول مستهلكة أخرى، وهو أمر تبعته في القيام به دول أخرى. 

وأفاد بيان صادر عن البيت الأبيض، بأن بايدن أعلن السماح بالسحب من الاحتياطي الاستراتيجي، ضمن الجهود المستمرة لخفض أسعار النفط، ومعالجة نقص المعروض حول العالم. 

وأضاف أن السحب منسق مع عدة دول مستهلكة للنفط، من بينها الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا. 

وبموجب هذا القرار، ستتمكن وزارة الطاقة من "تحرير 50 مليون برميل من النفط من الاحتياطي الاستراتيجي، بهدف خفض الأسعار على الأميركيين، ومواجهة الخلل ما بين العرض والطلب".

وأشار البيان إلى أن بايدن عمل مع عدة دول لمواجهة نقص المعروض، مشيراً إلى أنه تم التنسيق مع دول مستهلكة في هذا السياق. 

ورحب زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، بالخطوة إلا أنه قال إن الإفراج عن جزء من الاحتياطي الاستراتيجي سيوفر "حلاً مؤقتاً" لأزمة أسعار الغاز المرتفعة ولكن "الأمة بحاجة لخلق اقتصاد طاقة خضراء قوي".

وتعد احتياطات النفط الأميركية، الموضوعة داخل مخازن تحت الأرض في تكساس ولويزيانا، أكبر إمدادات نفطية في العالم مخصصة للطوارئ.

وأفاد مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية بأن الإفراج عنها سيبدأ من منتصف حتى أواخر ديسمبر، مشيراً إلى أن واشنطن على استعداد لخطوات إضافية لإعادة الاستقرار للأسواق، "استجابة لوباء (يعصف بالعالم) مرة في القرن".

وذكر المسؤول "كما قال الرئيس، سيواجه المستهلكون مشاكل في الوقود حالياً". وتابع أن "الرئيس على استعداد للقيام بتحرّك إضافي إذا لزم الأمر، وهو مستعد لاستخدام كامل سلطاته والعمل بالتعاون مع باقي العالم للمحافظة على الإمدادات الكافية في وقت بدأنا نخرج من (أزمة) الوباء".

ومع رفع الإنتاج، انخفضت أسعار النفط بنسبة 10 في المئة في الأسابيع الأخيرة. لكن مسؤولين أكدوا بأنه على الرغم من تراجع أسعار الخام، إلا أن أسعار الوقود ارتفعت بالنسبة للسائقين. وأثّر ذلك سلباً على المواطنين الأميركيين وسدد ضربة لمعدلات التأييد لبايدن.

وقال المسؤول الرفيع الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن "هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن التراجع في أسعار النفط وتكاليف المدخلات الأخرى في البنزين لا تترجم بأسعار أقل في محطات الوقود".

وأشار إلى أن الحكومة تنظر في "ممارسات ضد التنافسية" و"ستدرس مسألة إن كان أي سلوك غير قانوني يكلف العائلات في محطات الوقود".  

الهند تسحب 5 مليون برميل

وفي الإطار، أعلنت الهند أيضاً السماح بالسحب من الاحتياطي الاستراتيجي، بالتنسيق مع دول أخرى مستهلكة، مشيرة إلى أنها ستسمح بسحب 5 ملايين برميل.

وأثارت الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم ، مخاوف بشأن ارتفاع أسعار النفط وتريد من "أوبك+" تسريع وتيرة زيادة الإنتاج.

وقال بيان الحكومة إن "الهند أبدت مراراً قلقها من قيام الدول المنتجة للنفط بتعديل المعروض من النفط بشكل مصطنع دون مستويات الطلب مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وعواقب سلبية مصاحبة لذلك".

وعلى الفور، انخفض خام غرب تكساس الأميركي 1.38 دولار أو بنسبة 1.8% إلى 75.37 دولار للبرميل.

رسالة تحذير

وقالت وكالة رويترز إن الخطوة غير المسبوقة التي اتخذتها واشنطن مع مستهلكين كبار في آسيا لخفض أسعار الطاقة توجه رسالة تحذير لأوبك ومصدري النفط الكبار بأنهم يجب أن يتعاملوا مع المخاوف من الأسعار المرتفعة للخام، والذي زاد بأكثر من 50% هذا العام.

ونقلت رويترز عن مصدر بتحالف أوبك+ قوله إن استخدام المخزون الاستراتيجي يعقد الأمور للمجموعة، إذ أنها تراقب سوق النفط على أساس شهري.

تهديد المنتجين

ويرى تحالف أوبك+ أن حدوث تنسيق بين كبار المستهلكين للإفراج عن حصة من الاحتياطي الاستراتيجي يمثل تهديداً للأسواق باعتباره مساهمة غير مطلوبة في زيادة المعروض من النفط، وهو ما يهدد توازن السوق الذي تسعى لتحقيقه منذ انهيار الأسعار في أبريل 2020.

وفي أحدث تصريحات لشريك رئيسي في التحالف، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي في تصريحات نشرتها رويترز الثلاثاء، إنه لا حاجة لزيادة إنتاج "أوبك+" من النفط بوتيرة أسرع مما هي عليه حالياً.

وقال مندوبون في تحالف أوبك+ إن المجموعة التي تضم دول أوبك ودولاً من خارجها، على رأسها روسيا، قد تتراجع عن سياسة زيادة إنتاج النفط حال حدوث تنسيق بين كبرى الدول المستهلكة للنفط لاستخدام الاحتياطي الاستراتيجي لديها لزيادة المعروض النفطي، بحسب بلومبرغ.

إلى ذلك، أشار "منتدى الطاقة الدولي"، ومقره العاصمة السعودية الرياض، في بيان نشرته بلومبرغ الاثنين، إلى أن أوبك+ قد تغير خطتها لزيادة إنتاج النفط إذا سعت الدول المستهلكة إلى زيادة المعروض عبر احتياطاتها من النفط، أو في حال تفاقم جائحة كورونا.