ترمب يأمر بسحب القوات الأميركية من الصومال

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - AFP
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - AFP
دبي - الشرق

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسحب "غالبية" القوات الأميركية من الصومال "بحلول أوائل عام 2021"، أي قبل رحيله عن السلطة مباشرة، بحسب ما أعلنت الجمعة وزارة الدفاع (البنتاغون)، في خطوة أثارت المخاوف من استفادة "حركة الشباب" من هذا الإجراء.

وقالت الوزارة في بيان: "قد تتم إعادة نشر جزء من القوات خارج شرق إفريقيا"، مضيفة أن "بقية القوات ستُنقل من الصومال إلى الدول المجاورة، بهدف السماح بإجراء عمليات عبر الحدود من قبل الولايات المتحدة والقوات الشريكة لإبقاء الضغط على المنظمات العنيفة".

وشدد البنتاغون على أن "الولايات المتحدة لا تنسحب أو تتخلى عن إفريقيا". وقال: "سنواصل إضعاف المنظمات المتطرفة العنيفة التي يحتمل أن تهدد أراضينا"، متعهداً بـ"الحفاظ على قدرة شنّ عمليات موجهة لمكافحة الإرهاب في الصومال".

ويعد هذا القرار آخر قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب لخفض مشاركة القوات الأميركية في الحروب النائية.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن القوات المتمركزة في الصومال ستنقل إلى كينيا وجيبوتي، وستدخل الصومال فقط لتنفيذ مهمات قصيرة لمكافحة الإرهاب ضد "حركة الشباب" ومقاتلي تنظيم "داعش".

تدريب وضربات جوية

وتأتي هذه الخطوة المدعومة من وزير الدفاع المكلف كريس ميلر، لتعكس المسار الذي أرساه وزير الدفاع السابق مارك إسبر الذي كان يفضل، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع، سحب القوات الأميركية من منطقة الساحل الإفريقي المضطربة، مع الحفاظ على الوجود الأميركي في الصومال.

المهمة الرئيسة للقوات الأميركية التي يبلغ عددها تقريباً 700 جندي، هي تدريب الجنود الصوماليين، خصوصاً وحدة الكوماندوز، لمواجهة تنظيم "حركة الشباب".

وتنفذ القوات الأميركية أيضاً ضربات جوية ضد قيادات الجماعات المسلحة، ونفذت آخر ضربة من هذا النوع في 25 أغسطس الماضي، وفقاً للقيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا المسؤولة عن العمليات في الصومال.

قلق صومالي

وكانت الحكومة الصومالية عبّرت عن قلقها من القرار الأميركي منذ بدء الحديث عن توجه ترمب للانسحاب من الصومال.

وفي أكتوبر الماضي، حذر الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو في تغريدات على "تويتر" من العواقب المحتملة للانسحاب الأميركي.

وقال "إن الدعم العسكري الأميركي للصومال مكننا من مواجهة حركة الشباب على نحو فعال، وتأمين القرن الإفريقي".

وأكد فرماجو أن الانتصار على الحركات المسلحة "يمكن أن يتحقق فقط عبر شراكة أمنية مستمرة، ودعم أميركي لبناء القدرات".

وقال قائد وحدة الكوماندوز الصومالية السابق العقيد عبدالله شيخ للصحيفة الأميركية، إن "انسحاباً أميركياً سيكون نكسة للجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في البلاد".

وأضاف: "إنه سيؤثر حتماً في الوضع الأمني على عدة جبهات، فحركة الشباب ستعلن الانسحاب كانتصار لها، والادعاء بأنها استطاعت التخلص من أقوى خصومها". 

وأشار إلى أن الضربات الجوية الأميركية تصد الحركات المقاتلة، وتمنح القوات الصومالية مساحة ضرورية لالتقاط أنفاسها وتعزيز قدراتها العسكرية.

ولفت إلى أنه حتى في حال استمرار القوات الأميركية في تنفيذ ضرباتها الجوية من الدول المجاورة، فإنها ستجد صعوبة في جمع المعلومات الاستخباراتية والتخطيط لتصفية قيادات الحركة المسلحة.

وأكد الخبير في "ويست إكسيس" للدراسات الاستراتيجية، والمستشار السابق في السياسات الإفريقية كولين توماس جينسون، للصحيفة أنه "إذا سحبت الولايات المتحدة قواتها، فإن الحكومة الهشة أصلاً سيتم إضعافها إلى حد كبير"، مشيراً إلى أن "حركة الشباب ستسعى للاستفادة من الانسحاب". 

تحقيق الوعد

 على الرغم من اعتماد الحكومة الصومالية على الوجود الأميركي، إلا أن سحب القوات قد يسمح للرئيس ترمب بالقول إنه وفى بوعوده التي قطعها في انتخابات 2016 لإنهاء المهمات القتالية في الخارج وإعادة الجنود إلى الوطن.

 فيما يرى بعض القادة العسكريين الأميركيين أن "حركة الشباب" تمثل تهديداً للمصالح الأميركية في منطقة شرق إفريقيا، كما أنها تتطلع إلى مهاجمة الولايات المتحدة في عقر دارها، يرى آخرون أن مواجهة هذا النوع من المخاطر والتهديدات لا يتطلب تمركزاً للقوات الأميركية في الصومال.

وأقر رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي، الأربعاء، بأن "حركة الشباب" ما زالت تشكل "تهديداً" يجب "مراقبته".

وبحسب "وكالة "فرانس برس"، أشار إلى أن الولايات المتحدة تبحث عن أفضل توازن لتقليل المخاطر من الناحيتين البشرية والمالية، وتنفيذ "عمليات فعّالة لمكافحة الإرهاب" في الوقت عينه. 

لكن مساعي الرئيس ترمب لسحب القوات قد تتعثر مع صدور مشروع قانون الدفاع الوطني في الولايات المتحدة للسنة المالية 2021، الذي يضع قيوداً على تخفيض عدد القوات الأميركية في عدد من الدول.

ونشرت الولايات المتحدة قواتها في الصومال للمرة الأولى مطلع التسعينات، وذلك لمساعدة البلاد على مواجهة المجاعة، ولكنها انسحبت عام 1994 بعد سقوط عدد من الأميركيين في معركة مقديشو الشهيرة.

في عام 2007 عادت الولايات المتحدة مرة أخرى إلى البلاد في ظل عمليات القرصنة التي اجتاحت خليج عدن، وانتشار "حركة الشباب". وفي منتصف عام 2017، بدأ ترمب إرسال قوات أميركية إلى الصومال، كجزء من جهود مكافحة الإرهاب.