الفرق بين ألم الجيوب الأنفية والصداع النصفي

time reading iconدقائق القراءة - 7
قد يشعُر المريض بضغط حول العينين والخدَّين والجبهة وخفقان في الرأس - Getty Images
قد يشعُر المريض بضغط حول العينين والخدَّين والجبهة وخفقان في الرأس - Getty Images
بالتعاون مع مايو كلينك-الشرق

يسبب صداع الجيوب الأنفية ألماً يشبه ذلك الناجم عن التهاب الجيوب الأنفية، وقد يشعُر المريض بضغط حول العينين والخدَّين والجبهة، وربما بخفقان في الرأس.

ومع ذلك، فإن الكثير من الأشخاص الذين يظنون بأن الصداع لديهم ناتج عن التهاب الجيوب الأنفية، بما في ذلك الكثيرون ممَن تلقوا مثل هذا التشخيص، هم مصابون في الواقع بالشقيقة "الصداع النصفي".

أعراض صداع الجيوب الأنفية

قد تشمل مؤشرات الصداع الناتج عن الجيوب الأنفية وأعراضه الآتي:

  • الألم والضغط والشعور بامتلاء الخدّين أو الجبين أو الجبهة.
  • ألم يتفاقم عند الانحناء إلى الأمام أو الاستلقاء.
  • انسداد الأنف.
  • الإرهاق.
  • الشعور بالألم في الأسنان العلوية.

الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية

من السهل الخلط بين الشقيقة، والصداع الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية، بسبب تداخل مؤشرات نوعي الصداع وأعراضهما.

وغالباً ما يصبح الألم أسوأ في حالتي الشقيقة، والتهاب الجيوب الأنفية، عندما ينحني المريض للأمام، وقد تُصاحب الشقيقة أيضاً مؤشرات وأعراض أنفية مختلفة، مثل الاحتقان وضغط بالوجه، وإفرازات أنفية مائية واضحة، ويكون ذلك نتيجة إصابة الجهاز العصبي المستقل بنوبة الشقيقة. 

وأظهرت الدراسات أن نحو 90% من الأشخاص الذين يزورون الطبيب لعلاج صداع الجيوب الأنفية، يشخَّصون بإصابتهم بالشقيقة بدلاً من ذلك.

ومع ذلك، لا يرتبط التهاب الجيوب الأنفية عادةً بالغثيان أو القيء أو تفاقم الألم بسبب الضوضاء أو الضوء الساطع، وهي السمات الشائعة لحالات الشقيقة.

وعادةً ما يحدث التهاب الجيوب الأنفية بعد الإصابة بالتهاب فيروسي في الجهاز التنفسي العلوي، أو الإصابة بنزلة البرد، وتتضمن الأعراض مخاطاً أنفيّاً سميكاً قد يتغير لونه، وضعفاً في حاسة الشم، وألماً في خد واحد أو في الأسنان العُلوية، ويستمر الصداع الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية لأيام أو أكثر، وتستمر الشقيقة في معظم الأحوال لساعات أو يوم أو يومين.

على المريض استشارة الطبيب في حالة:

  • حدوث أعراض صداع أكثر من 15 يوماً في الشهر، أو أخذ دواء متكرر للألم من دون وصفة طبية.
  • الشعور بصداع شديد، وعدم تخفيف المسكنات الموصوفة من دون وصفة طبية للألم.
  • التغيب عن المدرسة أو العمل بسبب الصداع المتكرر.

الأسباب

وعادة ما تصاحب حالات صداع الجيوب الأنفية، صداع نصفي، أو أشكال أخرى من حالات الصداع.

وتكون حالات صداع الجيوب الأنفية مصحوبة بألم وضغط في الوجه والجيوب الأنفية، ويمكن أن تسبب أعراضاً أنفية، ولا تنتج معظم حالات الصداع هذه عن عدوى الجيوب الأنفية، وينبغي ألا تعالج بالمضادات الحيوية.

عوامل الخطورة

يمكن أن يصيب صداع الجيوب الأنفية أي شخص، لكن قد تزداد احتمالية الإصابة به إذا كان لدى الشخص:

  • تاريخ سابق من نوبات الصداع النصفي أو الصداع.
  • تاريخ عائلي لنوبات الصداع النصفي أو الصداع.
  • تغيرات هرمونية مرتبطة بالصداع.

الوقاية

إذا كان المريض يتناول الأدوية الوقائية أو لا، فقد يستفيد من تغييرات نمط الحياة التي يمكن أن تساعد في تقليل عدد نوبات الصداع وشدته، وقد يفيد واحد أو أكثر من هذه الاقتراحات:

  • تجنب المواد المُهيجة. إذا كانت بعض الأطعمة والروائح قد تحفز نوبات الصداع، فيجب تجنبها، وقد يوصي الطبيب بتقليل تناول الكافيين والكحول وتجنب التبغ.

وبصفة عامة، لا بد من تأسيس نظام روتيني يومي مع الانتظام في تناول الوجبات وأنماط النوم، وإضافة إلى ذلك، على المريض أن يحاول التحكم في التوتر.

  • ممارسة التمارين بانتظام: تقلل ممارسة التمارين الهوائية التوتر، وقد تساعد في الوقاية من نوبات الصداع، بما في ذلك المشي، والسباحة، وركوب الدراجات.

ويُعتقد أن السمنة إحدى العوامل المؤدية لنوبات الصداع، وقد تساعد ممارسة التمارين بانتظام في الحفاظ على وزن صحي أو فقدان الوزن.

  • التقليل من تأثيرات الاستروجين: يجب تجنب أو تقليل تناول الأدوية التي تحتوي على الإستروجين، وتتضمن تلك أقراص منع الحمل والعلاج باستبدال الهرمونات.

التشخيص

قد يكون من الصعب تحديد سبب الصداع، وسيسأل الطبيب عن الصداع الذي يشعر به المريض ويفحصه بدنياً.

قد يخضعك طبيبك للفحوص التصويرية للمساعدة في تحديد سبب الصداع، مثل:

  • الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب: تَستخدم فحوص التصوير المقطعي المحوسب عبر جهاز الكمبيوتر لإنشاء صور مقطعية لدماغك ورأسك (بما في ذلك جيوبك الأنفية) من خلال دمج الصور الملتقطة بواسطة وحدة أشعة سينية تدور حول جسمك.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يٌستخدم في فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي مجال مغناطيسي وموجات راديو، لإنشاء صور مقطعية للمكونات الداخلية لدماغك.

علاج صداع الجيوب الأنفية

معظم الأشخاص الذين يُفترَض أنهم مصابون بالتهاب الجيوب الأنفية لديهم فعلياً أعراض الشقيقة أو صداع التوتر.

ويمكن أن تُعالَج الشقيقة (الصداع النصفي) والصداع المزمن، أو الصداع المتكرر من خلال الأدوية التي تُصرف بالوصفة الطبية التي يتم تناولها إما يوميّاً لتقليل أو منع الصداع، أو يتم تناولها في بداية الصداع لمنعه من الازدياد سوءاً.

ولعلاج هذه الأنواع من حالات الصداع، قد يُوصيك طبيبك بما يلي:

  • مُسكِّنات الآلام المتاحة من دون وصفة طبية: قد تُعالَج الشقيقة وغيرها من أنواع الصداع من خلال أدوية دون وصفة طبية مثل الأسِيتامينُوفين (تيلينول وأدوية أخرى)، ونابروكسين الصوديوم (أليف) والأيبوبروفين (أدفل وموترين آي بي).
  • أدوية التريبتان: يتناول العديد من الأشخاص المصابين بنوبات الشقيقة أدوية التريبتان لتخفيف الألم، وتعمل أدوية التريبتان عن طريق تعزيز انقباض الأوعية الدموية، وسَدِّ مسارات الألم في الدماغ.

وتتضمن الأدوية سوماتريبتان (إيميتركس وتوسيمرا وغيرها)، وريزاتريبتان (ماكسالت)، وألموتريبتان وناراتريبتان (أميرج)، وزولميتريبتان (زوميج)، وفروفاتريبتان (فروفا)، وإليتريبتان (ريلباكس)، وتتوفر أدوية التريبتان في صورة أقراص وبخاخات أنف وحقن.

وثبت أن الجمع بين سوماتريبتان، ونابروكسين الصوديوم (تريكسيميت) في قرصٍ واحد، أكثر فاعلية في تخفيف أعراض الشقيقة (الصداع النصفي) مقارنةً بأي من الدواءين منفرداً.

  • أدوية الإرغوت: الأدوية التي تجمع بين الإرغوتامين والكافيين (ميجيرجوت وكافيرجوت)، أقل فاعلية من أدوية التريبتان، تبدو أدوية الإرغوت أكثر فاعلية لدى الأشخاص الذين يستمر الألم لديهم أكثر من 72 ساعة.

وقد يسبب الإرغوتامين حدوث تدهوُر للغثيان وقيء مرتبط بالصداع النصفي وآثار جانبية أخرى، وقد يؤدي أيضاً إلى الصداع الناجم عن الجرعات الزائدة من الدواء.

كما يعد ثنائي هيدروإرغوتامين (D.H.E. 45، ميغرانال) دواء مُشتق من الإرغوت، أكثر فاعلية كما أن آثاره الجانبية أقل من الإرغوتامين، وهو متوفِّر على هيئة بخاخ للأنف وعلى شكل حقن، وقد يسبِّب هذا الدواء آثاراً جانبية أقل من الإرغوتامين، وتقل احتمالية أن يؤدي إلى حدوث الصداع الناجم عن الجرعات الزائدة من الدواء.

  • الأدوية المضادة للغثيان: نظراً لأنه غالباً ما تكون الشقيقة (الصداع النصفي) مصحوبة بالغثيان مع القيء أو من دونه، فإن علاج الغثيان يكون مناسباً وعادة ما يُجمَع بين أدوية الغثيان وأدوية أخرى.

وتتمثل الأدوية الموصوفة بشكل متكرر، في كلوربرومازين أو ميتوكلوبراميد (ريجلان)، أو بروكلوربيرازين (كومبازين).

  • الهرمونات القشرية السكرية (ديكساميثازون): يمكن استخدام الهرمون القشري السكري مع أدوية أخرى لتحسين تخفيف الألم. نظراً لخطورة سمية ستيرويد، يجب عدم استخدام الهرمونات القشرية السكرية بصورة متكرِّرة.

*هذا المحتوى من مايو كلينك