السودان.. الجيش والحكومة يتبادلان الاتهامات بعد محاولة الانقلاب

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان يتحدث مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في العاصمة الخرطوم - 8 أكتوبر 2020  - AFP
رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان يتحدث مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في العاصمة الخرطوم - 8 أكتوبر 2020 - AFP
الخرطوم/ دبي -رويترزالشرق

قال قادة الجيش السوداني، الأربعاء، إن السياسيين المدنيين، الذين يقاسمونهم السلطة، فتحوا الباب أمام محاولة الانقلاب، بتجاهل مصلحة الشعب وانغماسهم في صراعات داخلية، بينما أكد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك أنه لا مبرر للانقلابات سوى الرغبة في السلطة، واصفاً حديث قادة الجيش بـ"المثير للدهشة".

وقالت السلطات العسكرية، الاثنين، إنها اعتقلت 21 من ضباط الجيش، حاولوا الاستيلاء على السلطة في الساعات الأولى من نفس اليوم. وأدى هذا على ما يبدو إلى تصاعد التوتر بين شركاء الحكم المدنيين والعسكريين، ضمن "مجلس السيادة"، الذي يحكم السودان بموجب اتفاق لتقاسم السلطة بين الجيش والمدنيين، منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.

وخلال حفل تخرج للقوات الخاصة في مدينة أم درمان المتاخمة للعاصمة الخرطوم، اتهم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، السياسيين المدنيين بالسعي وراء مكاسب شخصية ونسيان أهداف الثورة.

وانتقد دقلو السياسيين "الذين أعطوا الفرصة لقيام الانقلابات، لأنهم أهملوا المواطن ومعاشه وخدماته الأساسية، وانشغلوا بالصراع على الكراسي وتقسيم المناصب"، في انتقاد قوي غير معتاد للمدنيين المشاركين في السلطة.

وبعد محاولة الانقلاب، جدد حمدوك الدعوة إلى إعادة هيكلة الجيش وإخضاع مصالحه التجارية للإشراف المدني، وهو مصدر رئيسي للخلاف، في كلمة لم يؤكد فيها على الوحدة بين الجيش والمدنيين مثلما كان يفعل من قبل.

ودعت الأحزاب السياسية، المواطنين إلى رفض الحكم العسكري وحماية الثورة. في حين وصف البرهان مثل هذه البيانات بأنها غير مقبولة، وقال إن الجيش هو من يحمي الثورة ممن يريدون سرقتها.

وأضاف البرهان، أن الجيش هو أكثر جهة مهتمة بالانتقال الديمقراطي والانتخابات المقرر عقدها في مطلع 2024.

وتابع أن "السياسيين المدنيين، مشغولون بالتناحر والصياح، ويوجهون كافة سهامهم نحو الجيش"، في حين أشار البرهان ونائبه دقلو، إلى أنهما "لا يشعران بأن قواتهما تلقى التقدير الملائم".

وقال دقلو "لم نجد من الذين يصفون أنفسهم بالشركاء إلا الإهانة والشتم ليل نهار لجميع القوات النظامية، فكيف لا تحدث الانقلابات والقوات النظامية لا تجد الاحترام والتقدير".

حمدوك يرد          

ورد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، على تصريحات البرهان وحميدتي، من خلال حديث لصحيفة "السوداني"، مساء الأربعاء.

وقال إنه لا تضارب بين حديثه في خطابه عقب محاولة الانقلاب، حول ضلوع "فلول النظام السابق" في محاولة الانقلاب، وإعلان البرهان عدم معرفة الجهة التي تقف وراء الانقلاب، مضيفاً: "بأبسط متابعة للشأن العام يمكن أن تصل لهذه النتيجة التي توصلنا لها. وبالنسبة لنا الفلول هم من يرغبون في الردة". 

وتابع: "الجيش السوداني الذي حمى الثوار أمام القيادة، لا ينقلب. من ينقلبون ويدعون للانقلاب هم ضد الانتقال المدني، وهم بالضرورة فلول".

وبشأن تحميل قادة الجيش، للسياسيين ، مسؤولية التسبب في الانقلاب، قال حمدوك: "الانقلاب أو محاولة تقويض الانتقال بأي شكل ليس له سبب إلا الاستيلاء على السلطة، وأي ادعاء غير ذلك هو غير صحيح".

ووصف حديث حميدتي بشأن شعور الناس بعدم الرضا بأنه "يدعو للدهشة"، مضيفاً: "لا مبرر للانقلاب من أي جهة، والمواطنون إن لم يرضوا فلن يرضيهم الانقلاب". وأكد أن الحكومة تعلم أن هناك معاناة للمواطنين ولديها معلومات عنها، ولا تتنصل من مسؤولياتها تجاه الأوضاع الراهنة.

اعتراف بالإخفاق

واعترف حمدوك بالإخفاق في بعض الملفات، لكن تم إنجاز ملفات أخرى، مؤكداً أن "عدداً من الملفات كان المكون العسكري طرفاً فيها بحكم الوضع القائم. ليس الشأن الأمني والعسكري فحسب الذي يقع ضمن مسؤوليته المباشرة".

ونفى حمدوك ما ذكره البرهان ودقلو بشأن إقصاء المكون العسكري من مبادرته لتجاوز الاحتقان السياسي، لافتاً إلى عقد اجتماعات مع جهات عديدة، من بينها رئيس مجلس السيادة والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة.

وأوضح حمدوك، أن "أي تراجع عن متطلبات الانتقال سيكون ثمنه فادحاً ليس على المستوى السياسي فحسب، بل أيضاً على المستويين الأمني والقانوني، وهذه الصورة يجب أن تكون واضحة للجميع".

ودعا رئيس الوزراء السوداني إلى "التمسك بتحقيق أهداف الانتقال وعدم الالتفاف على المواثيق والعهود من جميع الأطراف"، للخروج من حالة الاحتقان الحالية، مضيفاً: "هو مخرجٌ فتحته الثورة السودانية التي أتت، لأن البلاد كانت في حالة احتقان أصلاً".

خريطة طريق

وأشار رئيس الوزراء السوداني، إلى أن مبادرته "الطريق إلى الأمام" سعت لإيجاد خريطة طريق للوصول بالانتقال إلى أهدافه.

وتابع: "الشعب الذي يعمل فيه موظفون في التلفزيون بالمساهمة في منع انقلاب عسكري ويمتنعون عن معاونة الانقلابيبن، يجب أن نعمل كلنا لإخراجه من حالة الاحتقان بجدية". ودعا إلى "مراجعة تجربة العامين الماضيين بكل شفافية ووضوح على جميع المناحي".

ووصف خالد عمر يوسف، وزير شؤون مجلس الوزراء، تعليقات قادة الجيش في تصريحات تليفزيونية بأنها مثيرة للدهشة.

واعتبر أن ما ورد من تصريحات للعسكريين، يهدد التحول الديمقراطي"، مضيفاً "بعض الجنرالات يقرأون من الكتاب القديم"، في إشارة إلى تاريخ الانقلابات العسكرية في السودان، والذي قال إن المواطنين لن يقبلوه.

وندد تجمع "أصدقاء السودان" الذي يضم دولاً غربية عدة والسعودية والإمارات، بمحاولة الانقلاب في بيان دعم فيه "عملية انتقالية يقودها مدنيون".

اقرأ أيضاً: