بومبيو: مختبر ووهان تورّط في نشاط عسكري إلى جانب أبحاثه المدنية

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو - REUTERS
وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو - REUTERS
دبي -الشرق

اتهم وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو معهدَ ووهان لعلم الفيروسات، في الصين، بالتورط في نشاط عسكري إلى جانب أبحاثه المدنية، وذلك في أعقاب تجدد طرح فرضية نشأة فيروس كورونا المستجد داخل هذا المختبر.

وأضاف بومبيو، في مقابلة على قناة "فوكس نيوز"، الأميركية، السبت: "ما يمكنني قوله على وجه اليقين هو أننا نعلم أنهم قد شاركوا في جهود مرتبطة بجيش التحرير الشعبي الصيني داخل هذا المختبر، ولذلك فإنه كان يتم تنفيذ هذا النشاط العسكري بجانب ما زعموا أنه مجرد بحث مدني".

وتابع: "إنهم يرفضون إخبارنا ماذا كان هذا النشاط، ويرفضون وصف طبيعته، كما رفضوا السماح لمنظمة الصحة العالمية بدخول المختبر عندما حاولت ذلك".

وأشار بومبيو إلى أنه من المهم أن تواصل إدارة الرئيس جو بايدن التحقيق في منشأ هذا الوباء، وما الذي كان يجري في معهد ووهان، وقال: "لقد علمت منذ ربيع 2020، عندما تحدثت لأول مرة عن هذا الفيروس، أن هناك أدلة هائلة على أنه قد تسرّب من ذلك المختبر في ووهان".

وأضاف: "نعلم أن أشخاصاً هناك قد أصيبوا بالمرض، وكذلك علماء، ونعلم أيضاً أنهم كانوا يعملون على جعل الفيروسات أكثر عدوى، وربما أكثر فتكاً، ولذا فإنه يجب على هذه الإدارة متابعة هذا الأمر".

وقال مجتمع الاستخبارات الأميركي، هذا الأسبوع، إنه يعمل "بقوة" للتحقيق في منشأ الفيروس، ومن المقرر أن يتم تقديم تقرير إلى بايدن في غضون 90 يوماً، حسب "فوكس نيوز".

ووافق مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع على تعديل يمنع "معهد ووهان" لعلم الفيروسات الصيني، من الاستفادة من الأموال الأميركية.

فرضية التسرُّب

وعادت للظهور مجدداً نظرية تسرب فيروس كورونا من مختبر مدينة ووهان الصينية بقوة، إلى صلب النقاشات في الولايات المتحدة، بعد أن استبعدها خبراء منظمة الصحة العالمية.

وكانت مصادر مطلعة ومسؤولون بالإدارة الأميركية كشفوا أن رفض الحكومة الصينية المشاركة في تحقيق بشأن أصل فيروس كورونا، فضلاً عن وجود "أدلة جديدة" بناءً على معلومات استخبارية، دفعت الرئيس جو بايدن إلى إصدار أمر لأجهزة الاستخبارات بـ"تكثيف جهودها" لتوضيح منشأ الفيروس.

وقال مصدر مطلع لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، الجمعة، إن طلب بايدن يعود لأسابيع، بعد أن تلقى معلومات سبق أن طلبها في مارس الماضي، ووردت في الإيجاز اليومي للرئيس، وهو موجز سري للغاية تعده أجهزة الاستخبارات.

إصابة باحثين

وكانت تقارير صحفية تحدثت عن إصابة ثلاثة باحثين من معهد ووهان لعلم الفيروسات، في الصين، في نوفمبر 2019، بأعراض مرضية جعلتهم بحاجة للحصول على رعاية في المستشفى، وذلك حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن تقرير استخباراتي أميركي، قالت إنه لم يتم الكشف عنه من قبل.

ورأت الصحيفة، في تقرير مطول نشرته على موقعها الإلكتروني، الأحد الماضي، أن التقرير الأميركي الجديد يدعم الدعوات المتزايدة لإجراء تحقيق شامل فيما إذا كان فيروس كورونا المستجد قد تسرب من معمل صيني.

وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن تفاصيل التقرير تتجاوز صحيفة الوقائع التي أصدرتها وزارة الخارجية الأميركية، خلال الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي قالت إن العديد من الباحثين في هذا المختبر الصيني، وهو مركز لدراسة فيروسات كورونا ومسببات الأمراض الأخرى، قد أصيبوا بالمرض في خريف 2019، وأن الأعراض التي أصيبوا بها "تتماشى مع كل من كوفيد-19 والأمراض الموسمية الشائعة".

وكان مجموعة من العلماء البارزين انتقدوا تقرير منظمة الصحة العالمية الذي استبعد فرضية المختبر، بسبب "عدم أخذه نظرية التسرب من المختبر على محمل الجد بما فيه الكفاية".

وطالب العلماء في بيان نشرته مجلة "ساينس" بأخذ الفرضيات المتعلقة بالتداعيات الطبيعية والمخبرية على محمل الجد حتى نحصل على بيانات كافية.

فرضية السلاح

وإلى جانب فرضية التسرب، أثارت تقارير غربية أخرى اتهامات حول مساعٍ صينية لاستخدام الفيروس كسلاح.  

وقالت قناة "سكاي نيوز" البريطانية، إنها اطلعت على وثيقة "مخيفة" أعدها علماء صينيون عسكريون، ناقشوا فيها استخدام فيروسات كورونا (سارس) كسلاح بيولوجي، قبل 5 سنوات من ظهور وباء "كوفيد-19".

وأضافت القناة أن الوثيقة عبارة عن كتاب ألفه علماء جيش التحرير الشعبي الصيني وكبار مسؤولي الصحة العامة الصينيين في 2015، من بينهم نائب المدير العام للمكتب الصيني لمكافحة الأوبئة لي فين، ورئيس مجموعة الخبراء لتحليل وباء "سارس" بوزارة الصحة الصينية جو ديجونغ.

وحملت الوثيقة المكتوبة باللغة الصينية عنوان "الأصل غير الطبيعي لفيروس (سارس) والأنواع الجديدة من الفيروسات المصنعة بشرياً كأسلحة جينية بيولوجية".

وتصف الوثيقة فيروسات كورونا كمبشِّر بـ"حقبة جديدة من الأسلحة الجينية"، وتقول، بحسب القناة، إن هذه الفيروسات يمكن "التلاعب بها اصطناعياً لتصبح مرضاً فيروسياً إنسانياً، ثم تحويلها إلى سلاح، واستخدامها على نحو لم يسبق له مثيل من قبل".

نفي صيني

وقالت سفارة الصين في الولايات المتحدة إن تسييس منشأ كورونا سيعرقل التحقيقات، بعدما أمر الرئيس بايدن أجهزة المخابرات بمراجعة منشأ الفيروس.

وقالت السفارة في واشنطن في بيان على موقعها على الإنترنت، الأربعاء الماضي: "ركزت بعض القوى السياسية على التلاعب السياسي ولعبة إلقاء اللوم".

وفي حين تستعد منظمة الصحة العالمية لبدء مرحلة ثانية من الدراسات حول منشأ فيروس كورونا، تعرضت الصين لضغوط للسماح للمحققين بمزيد من الوصول لبعض المواقع وسط مزاعم بأن الفيروس تسرب من مختبر يعمل في أبحاث فيروس كورونا بمدينة ووهان.

ونفت الصين مراراً مسؤولية المختبر، وقالت إن الولايات المتحدة ودولاً أخرى تحاول صرف الانتباه عن إخفاقاتها في احتواء الفيروس.