وجّه المحافظون الخميس سهام انتقاداتهم إلى اليسار التقدمي خلال "مؤتمر العمل السياسي المحافظ" في الولايات المتحدة، فيما يقترب الرئيس الأميركي جو بايدن من إعلان الترشح لولاية ثانية في انتخابات 2024 الرئاسية.
وأمام آلاف الناشطين الذين احتشدوا للمشاركة في "مؤتمر العمل السياسي المحافظ" CPAC الذي يستمر حتى السبت في ضواحي واشنطن، قال النائب الجمهوري عن بنسلفانيا سكوت بيري "هؤلاء اليساريون، هؤلاء الماركسيون الذين فرضوا سلطتهم على الشعب الأميركي (...) يجب أن يتم تحذيرهم".
وأضاف أمام هذا الجمهور من المحافظين المتطرفين "لا بد أن يرتجفوا خوفاً، يجب أن يشعروا بالقلق".
من جهته، استنكر النائب الجمهوري النافذ جيم جوردان منذ الدقائق الأولى من خطابه "ثقافة الإلغاء"، محذراً النشطاء المحافظين بالقول إن اليسار "سيهاجمكم" إذا اختلفتم معه.
و"الحروب الثقافية" حاضرة في هذا المؤتمر السياسي بعد أن قرر الجمهوريون جعلها أحد المواضيع الرئيسية لمهاجمة منافسيهم في إطار السباق إلى البيت الأبيض.
مواجهة بين ترمب وهايلي
وقبل أكثر من 600 يوم من الانتخابات، سيشهد مؤتمر العمل السياسي المحافظ المواجهة الأولى بين المرشحَين البارزَين الساعيين لنيل ترشيح الحزب الجمهوري، نيكي هايلي ودونالد ترمب.
وستلقي السفيرة السابقة في الأمم المتحدة كلمة بعد ظهر الجمعة.
أما ترمب فاحتفظ هذه السنة أيضاً بمكانة مرموقة إذ إنه سيلقي الخطاب الختامي، في مؤشر إلى هيمنة الرئيس الجمهوري السابق على هذا التجمع بعد أكثر من عامين على مغادرته منصبه.
غير أنه وعلى عكس المؤتمرات السابقة، سيلقي ترمب خطابه بعد ظهر السبت في غياب العديد من كوادر الحزب، بدءا بمنافسيه الرئيسيين لعام 2024.
فالنجم الصاعد لليمين المتشدد رون ديسانتيس الذي حضر المؤتمر السابق العام الماضي في أورلاندو والذي بات ترشيحه موضع ترقّب شديد في صفوف الجمهوريين، لن يحضر المؤتمر.
وقال ترمب الخميس على شبكته "تروث سوشال" إن "السبب الوحيد لعدم ذهاب بعض المرشحين إلى مؤتمر العمل السياسي المحافظ هو أن الجمهور لا يهتم بما سيقولونه".
بايدن نحو إعلان الترشح
إلى ذلك، اقترب الرئيس بايدن أكثر من أي وقت مضى الخميس من إعلان أنه سيسعى لولاية ثانية في عام 2024 لكنه لم يصل إلى حد تحديد موعد لإطلاق حملة إعادة انتخابه المتوقعة على نطاق واسع.
وعندما سئل خلال حديث مقتضب مع المراسلين متى سيعلن إعادة ترشحه، قال بايدن وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة "عندما أُعلِنُ ذلك".
وتحدث الرئيس من أروقة الكونجرس حيث كان يلتقي أعضاء في مجلس الشيوخ من حزبه الديمقراطي. وأوضح الزعيم البالغ 80 عاماً وكذلك أوساطه أنه، باستثناء أي مفاجآت كبيرة، فإن السؤال لم يعد يتعلق بما إذا كان سيترشح مرة أخرى، بل متى سيعلن ترشحه.
وقد يتم الإعلان الشهر المقبل، إذ أعلن كل من باراك أوباما وبيل كلينتون عن ترشحهما لإعادة انتخابهما في أبريل، بينما اختار جورج دبليو بوش شهر مايو.
وفي مساعيه لجذب الناخبين، سيعتمد بايدن على ما حققته إدارته من نتائج اقتصادية واجتماعية، وسيركز على التناقضات بينه وبين الرئيس السابق دونالد ترمب الذي دخل بالفعل السباق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري.
ويرجح أيضا أن يأخذ بايدن في الحسبان واقع أن معظم رؤساء الولايات المتحدة يترشحون لولاية ثانية وأنهم غالبا ما ينجحون. ومع ذلك، فإن تقدمه في السن يظل أحد الاهتمامات الرئيسية للناخبين.
اقرأ أيضاً: