ترمب "القوة المهيمنة" على مؤتمر المحافظين الأميركيين

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يلقي خطاباً خلال مؤتمر العمال السياسي المحافظ في واشنطن - 29 فبراير 2020 - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يلقي خطاباً خلال مؤتمر العمال السياسي المحافظ في واشنطن - 29 فبراير 2020 - REUTERS
واشنطن- الشرقأ ب

تحول "مؤتمر العمل السياسي المحافظ" في الولايات المتحدة من بحث مستقبل الحركة المحافظة إلى الإشادة بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إذ أعلن المتحدثون ولاءهم له، ووقف بعضهم لالتقاط صور سيلفي مع تمثال ذهبي يشبهه.

والمؤتمر الذي ينعقد هذا العام في مدينة أورلاندو لتجاوز قيود كورونا، يأتي في وقت يواجه فيه الحزب الجمهوري انقسامات عميقة بشأن دعم ترمب من عدمه، بعد خسارة الحزب للبيت الأبيض ومجلسي الكونغرس.

وأوضح أعضاء الحزب المجتمعون، الجمعة، أنهم ليسوا مستعدين لنقل النقاش إلى موضوع آخر غير الرئيس السابق، أو اتهاماته بأن انتخابات نوفمبر قد تم التلاعب بها ضده.

إشادة بترمب

وقال السناتور عن ولاية تكساس تيد كروز، أحد المتنافسين الرئاسيين المحتملين في الانتخابات الرئاسية المقبلة لعام 2024، إن "دونالد ترمب لن يذهب إلى أي مكان".

وواصل المتحدثون في المؤتمر إثارة "نظريات المؤامرة" حول انتخابات 2020، والتأكيد على وقوع تزوير جماعي للأصوات، وهو أمر تم رفضه من قبل المحاكم ومسؤولي الانتخابات، ومن قبل أعضاء في إدارة ترمب نفسها.

ولاقى السناتور جوش هاولي، وهو جمهوري من ولاية ميزوري ومرشح آخر محتمل في عام 2024، استحساناً عندما تفاخر برفضه المصادقة على نتائج الانتخابات في السادس من يناير، على الرغم من اقتحام مبنى الكابيتول من قبل أنصار ترمب الذين حاولوا وقف العملية. وقال هاولي: "اعتقدت أنه كان موقفاً مهماً وجب اتخاذه".

وجادل آخرون بالقول إن الحزب سيخسر إذا أدار ظهره لترمب، وأبعد ناخبي الطبقة العاملة الذين انجذبوا إلى رسالته التي توصف بـ"الشعبوية" في أوساط الديمقراطيين.

خطاب مرتقب

ومن المقرر أن يظهر ترمب الأحد لأول مرة بعد الرئاسة في المؤتمر، ويقول مساعدون إنه سيستخدم الخطاب لإعادة تأكيد سلطته.

وقال موقع أكسيوس إن دونالد ترمب يعتزم الإعلان أنه "المرشح المفترض للجمهوريين في عام 2024"، خلال الخطاب المرتقب، وإنه "يحكم قبضته على قاعدة الحزب".

وقال مستشار لترمب عمل معه منذ فترة طويلة إن خطابه سيكون "استعراضاً للقوة"، وإن الرسالة ستكون "ربما لا أمتلك حساباً على تويتر أو المكتب البيضاوي، لكنني ما زلت مسيطراً"، لافتاً إلى أن "الانتقام هو هوسه الرئيسي".

ووفقاً للموقع، يقول مستشارون لترمب إن سلطته داخل الحزب الجمهوري "تتعمق، ويتسع نطاقها أكثر من أي وقت مضى، وإنه لا توجد قوة يمكن أن توقفه".

من جهته، قال جيسون ميللر، كبير مستشاري الرئيس السابق إن "ترمب هو الحزب الجمهوري فعلياً. والفجوة الوحيدة هي بين المقربين في الحكومة والجمهوريين على مستوى القاعدة في جميع أنحاء البلاد. فعندما تهاجم الرئيس ترمب، فأنت تهاجم القواعد الشعبية للجمهوريين".

انقسام جمهوري

وسلط برنامج العمل السياسي المحافظ الضوء على الانقسام المحتدم داخل الحزب الجمهوري، حيث رأى كثيرون في الحزب أنه يجب عليه الانتقال من مرحلة ترمب لاستعادة ناخبي الضواحي الذين تخلوا عنهم في نوفمبر، ما أهل الرئيس جو بايدن للفوز بالبيت الأبيض.

ويخشى زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وآخرون أن يقوض ترمب المستقبل السياسي للحزب إذا استمر هو ونظريات المؤامرة الخاصة به في الهيمنة على سياسة الحزب الجمهوري.

وأكدت محطة "فوكس نيوز" الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة أن نائب الرئيس في الإدارة السابقة مايك بنس رفض دعوة لإلقاء خطاب في المؤتمر إلى جانب ترمب.

ويأتي ذلك وسط أنباء عن استمرار توتر العلاقات بين ترمب وبنس، إثر اقتحام أنصار الرئيس السابق مقر الكونغرس، في السادس من يناير الماضي، لمنع المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية.

وقال مصدر لـ"فوكس نيوز" إنه تمت دعوة بنس للمشاركة بخطاب في المؤتمر، الأحد، والذي يعد أكبر تجمّع سنوي للمحافظين الأميركيين، لكنه اعتذر عن ذلك.

وأكد أعضاء في فريق بنس أنه ما زال يشعر بـ"المرارة" تجاه ترمب، بسبب أحداث السادس من يناير الماضي، حين اقتحم أنصار الرئيس السابق مبنى الكابيتول، بينما كان أعضاء الكونغرس يصادقون على فوز جو بايدن بالرئاسة.