تعرف إلى أبرز المرشحين لانتخابات الرئاسة في ليبيا

time reading iconدقائق القراءة - 10
مكتب الإدارة الانتخابية الليبية في العاصمة طرابلس - 8 نوفمبر 2021 - facebook/HNEC.LY
مكتب الإدارة الانتخابية الليبية في العاصمة طرابلس - 8 نوفمبر 2021 - facebook/HNEC.LY
دبي-الشرق

جاء إعلان المفوضية الليبية للانتخابات بدء تلقي أوراق المرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر، بمثابة إيذان باحتدام السباق الرئاسي الذي أعلنت أسماء بارزة في المشهد الليبي نيتها خوضه، وأسماء أخرى دارت تكهنات حولها، وأخرى لا تزال تحيط بها معضلات قانونية قد تعوق ترشحها من الأساس.

وتضم قائمة المرشحين المتنافسين على مقعد الرئاسة شخصيات ربطتها في السابق الأحلاف والخصومات على حد سواء، لتجمع الانتخابات شركاء وفرقاء الحكم في الشرق والغرب خلال السنوات الأخيرة دون أن يغيب صوت نظام القذافي السابق الذي حضر مع ترشح نجله سيف الإسلام.

خليفة حفتر

تقدم المشير خليفة حفتر، الثلاثاء، بأوراق ترشحه للرئاسة بعد أن علق مهامه في قيادة الجيش خلال سبتمبر الماضي، بشكل مؤقت، للتكيف مع المتطلبات القانونية لقانون الانتخابات والذي يفرض عليه ترك منصبه قبل 3 أشهر من الانتخابات.

وخدم حفتر في الجيش الليبي تحت قيادة معمر القذافي، وكان ضمن مجموعة الضباط التي قادها الأخير للإطاحة بالملك إدريس السنوسي في انقلاب 1969، بعد 3 أعوام فقط من تخرجه في أكاديمية جامعة بنغازي العسكرية في 1966.

وتلقى تدريباً عسكرياً في الاتحاد السوفييتي عام 1979 بعد عقد من الانقلاب، وعينه القذافي قائداً للعمليات العسكرية ضد تشاد، في الصراع التشادي الليبي (يناير 1978 - سبتمبر 1987) لولائه.

ولكنه تلقى هزيمة كبيرة، ووقع في الأسر عام 1987، وأطلق سراحه بعد ذلك بصفقة مع واشنطن، وانشق عن نظام القذافي بعد إنكار الرئيس الليبي وقتها لوجود قوات تابعة له في تشاد وتوجه للعيش في الولايات المتحدة.

في عام 2011 شارك حفتر في محاولات الإطاحة بالقذافي وتولى قيادة بعض القوات التي أطاحت به.

وفي 2014 أطلق ما يسمى بعملية الكرامة في بنغازي شرقي ليبيا ضد جماعات إسلاموية وإخوانية، وقال إن هدفه "إنهاء سيطرة الإسلامويين على الدولة". واحتفى حفتر في مايو الماضي بالذكرى السابعة للعملية بعرض عسكري لقواته في قاعدة بنينا الجوية.

وفي عام 2015 عينه البرلمان قائداً للجيش الوطني بعد نحو عام من طرد الفصائل المسلحة من معظم أنحاء بنغازي.

وأثار حفتر الجدل حين قال في مطلع أغسطس الجاري، إن الجيش الليبي "لن يخضع لأي سلطة" كانت.

عبد الحميد الدبيبة

ينوي رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية حسبما أكدت مصادر مقربة منه لـ"الشرق"، رغم العقبات القانونية التي يفرضها منصبه، إذ تفرض المادة 12 من قانون الانتخابات على المرشحين الاستقالة من مناصبهم قبل 3 أشهر من الانتخابات.

وينحدر رجل الأعمال والمهندس عبد الحميد الدبيبة، 62 عاماً، من أسرة ثرية من مدينة مصراتة الساحلية، وهو مهندس متخصص بتقنيات البناء، ولد عام 1959 ودرس بجامعة تورونتو بكندا.

وتولى الدبيبة، عدداً من الأعمال إبان عهد نظام العقيد معمر القذافي، ما جعل من انتخابه في فبراير 2021 رئيساً لحكومة الوحدة الليبية أمراً مفاجئاً، إذ استفاد الدبيبة وأسرته من الازدهار الصناعي والاقتصادي بمصراتة جراء الثروة النفطية التي تمتلكها المدينة بحسب "فرانس برس" أيضاً.

ومن بين المناصب التي تولاها خلال فترة القذافي، إدارة الشركة الليبية للتنمية والاستثمار الحكومية، كما أشرف على مشاريع بناء، بينها ألف مسكن في مدينة سرت مسقط رأس القذافي، ومجمّع إداري في منطقة الجفرة بحسب "فرانس برس".

كما ترأس الدبيبة جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية، وهي هيئة استثمار عامة ضخمة مكلفة بتحديث البنى التحتية الليبية، وكانت تحت إدارة ابن عمه، علي دبيبة، بين 1989 و2011. 

وبعد الإطاحة بنظام القذافي، قرر الدبيبة خوض غمار السياسية فأسس ما يعرف بحركة "ليبيا المستقبل" التي لم تحظَ بحضور في الشارع.

وانتخب الدبيبة في فبراير 2021 رئيساً لحكومة الوحدة الليبية لمدة 10 أشهر لحين إجراء الانتخابات. وقدم برنامجاً حكومياً ضخماً أثار توتراً بينه وبين البرلمان الذي اتهمه بانتهاك التفويض المحدود الممنوح له وتقديم ميزانية حكومية ضخمة تصل لـ97 مليار دينار ليبي، رفض تخفيضها، وانتهى التوتر إلى سحب البرلمان الثقة من حكومته في نهاية سبتمبر الماضي.

سيف الإسلام القذافي

أنهى نجل العقيد معمر القذافي الأحد، التكهنات بشأن ترشحه للرئاسة حين تقدم بأوراقه إلى مفوضية الانتخابات الأحد، معلناً ترشحه رسمياً مرتدياً زي والده.

وهي خطوة أثارت تساؤلات عدة بشأن قانونيتها، إذ إن إحدى محاكم طرابلس، سبق أن أصدرت حكماً غيابياً، عام 2015، يقضي بإعدامه رمياً بالرصاص، في تهمة "قتل محتجين خلال الثورة الليبية". إضافة إلى وجود مذكرة توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية صادرة منذ عام 2011.

ودارت تكهنات بشأن ترشحه للرئاسة منذ ظهوره العلني بحوار مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، يوليو الماضي، والذي أعلن فيه نيته السعي إلى حكم البلاد.

وسيف الإسلام، هو الابن الثاني للقذافي، ولد عام 1972، وعرف بأفكار إصلاحية مخالفة لأفكار والده.

درس سيف الإسلام، بالخارج في واحدة من أعرق كليات الاقتصاد في العالم، جامعة لندن للاقتصاد، ويعرف بطلاقته في اللغة الإنجليزية.

وفي عام 2006 دعا لدستور ثابت في ليبيا، لكن هذه الواجهة سرعان ما اختفت مع انضمامه لحملة والده لقمع التظاهرات بالشارع في مارس 2011 والقوى المعارضة.

ووقع سيف الإسلام في الأسر في نوفمبر 2011 بعد اغتيال القذافي و3 من أبنائه في أكتوبر من العام نفسه، وأصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة توقيف بحقه.

وفي يونيو 2017 أطلق سراح سيف الإسلام بعفو عام بعد 6 سنوات في الأسر، اختفى بعدها حتى ظهر في يوليو 2021 بحوار مع صحيفة "نيويورك تايمز".

عقيلة صالح

أعلن المستشار عقيلة صالح العبيدي، رئيس مجلس النواب الليبي، نيته الترشح للانتخابات الرئاسية عبر  المستشار الإعلامي لمجلس النواب، فتحي المريمي، الذي قال لـ"الشرق" الاثنين، إن صالح، سيُقدم "خلال اليومين المقبلين"، أوراق ترشحه.

وصالح المنحدر من قبيلة العبيدات بشرق ليبيا، هو أول رئيس لمجلس نواب في تاريخ البلاد. ولد في 11 يناير 1944 وحصل على درجته في القانون من جامعة بنغازي عام 1970 والتحق بعدها بالسلك القضائي.

وتولى في 1974 منصب رئيس نيابة قبل أن ينتقل لمحكمة استئناف الجبل الأخضر بعدها بعامين. لكن النقلة الكبرى في حياته المهنية كانت في عام 1999 حين تولى رئاسة إدارة التفتيش القضائي في محكمة استئناف درنة.

بعد الإطاحة بالقذافي، عين صالح عضواً في اللجنة القضائية للتحقيق في قضايا فساد عهد القذافي، وفي 2014 ترشح لأول مجلس نواب ليبي عن مدينة القبة، وانتخب في أغسطس من العام ذاته للمجلس الذي أصبح رئيسه بأصوات 170 نائباً من أصل 200.

وفي أبريل من عام 2020 أطلق صالح مبادرة لإنهاء الأزمة في البلاد من 8 بنود لإنهاء الانقسام بين الشرق والغرب، واعتبر أن حل الأزمة الليبية هو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وصالح من مؤيدي المشير خليفة حفتر، إلا أن أنباء وتقارير تواردت عن خلافات بينهما سارع كل منهما إلى نفي كونها خلافات شخصية، ولكن خلافات في الرأي، وعقدت مصر جلسات لتقريب وجهات النظر بينهما، تلتها عدة جلسات مصالحة كان أبرزها في يوليو 2021 في لقاء وصف بأنه "لقاء مصالحة مفاجئ".

فتحي باشا آغا

أعلن وزير الداخلية السابق فتحي باشا آغا، استعداده لتقديم أوراقه للمنافسة على منصب رئيس ليبيا.

وذكرت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، أن باشا آغا، وهو شخصية قيادية ومؤثرة في غرب ليبيا سياسياً وعسكرياً، يجهز لترتيبات مع محمد بويصير لجعله نائباً للرئيس أو رئيساً للحكومة، في حال الفوز بالانتخابات الرئاسية.

وكالدبيبة ينحدر باشا آغا من مدينة مصراتة، التي ولد فيها عام 1962، وكان منافساً للدبيبة في انتخابات ملتقى الحوار السياسي في فبراير الماضي.

والتحق باشا آغا، بالكلية الجوية، ثم عين مدرب طيار بعد التخرج مباشرة من 1984 إلى 1993 حين قرر أن يستقيل للعمل في التجارة، وأسس أيضاً شركات تجارية منها، الشركة العالمية للتجارة وشركة زاد الركب.

ومع اندلاع الثورة انضم باشا آغا للجماعات المسلحة في مدينة مصراتة، و بحكم خبرته وعمله السابق كطيار، انضم إلى اللجنة العسكرية التي تأسست في الأيام الأولى مع نخبة من القيادات العسكرية في المدينة، بحسب "بوابة إفريقيا" الإخبارية.

وانتخب باشا آغا نائباً في البرلمان عام 2014، وعين وزيراً للداخلية بحكومة فايز السراج في 2018، لضمان ولاء جماعات مصراتة بحسب البوابة.

وتعرض باشا آغا لمحاولة اغتيال نجا منها في فبراير 2021، حين تعرض موكبه لإطلاق نار جنوبي العاصمة الليبية طرابلس دون أن يصاب بأذى. وأشار أحد التقارير إلى أن اثنين من المهاجمين اعتقلا بينما أدخل ثالث إلى المستشفى.

وخلال توليه منصبه تعرض باشا آغا للإيقاف من قبل المجلس الرئاسي في طرابلس، في أغسطس 2020، وأحيل للتحقيق بشأن التجاوزات بحق متظاهرين في العاصمة طرابلس حينها.

عارف علي النايض

أعلن عارف النايض، سفير ليبيا السابق لدى الإمارات، عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية في مقطع مصور على صفحته على فيسبوك في أكتوبر الماضي.

وشغل النايض منصب سفير ليبيا بالإمارات لفترة طويلة بعد الثورة امتدت بين 2011 إلى 2016، وهو من مؤيدي المشير خليفة حفتر وهو أيضاً رئيس تكتل إحياء ليبيا.

النايض من مواليد بنغازي عام 1962، وهو رئيس مجلس إدارة مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، والذي يعرف نفسه بأنه أول مجمع خاص للتعلم في ليبيا تأسس عام 2012.

وقام النايض بدراسات عليا موازية في الفلسفة الإسلامية، والعقيدة، ومقارنة الأديان، بجامعة جريجوريانا بروما وكذا جامعة تورنتو، بكندا.

وشغل منصب أستاذ في المعهد البابوي للدّراسات العربية والإسلامية بروما من بين مناصب أكاديمية عدة، كما شغل منصب مستشار برنامج حوار الأديان في جامعة كامبريدج  المملكة المتحدة، وله عدة كتب ومؤلفات.

اقرأ أيضاً: