دي ميستورا في المغرب.. متغيرات جديدة ومساع ٍ لإحياء "حوار الصحراء"

time reading iconدقائق القراءة - 5
مبعوث الأمم المتحدة للصحراء ستيفان دي ميستورا يلتقي مسؤولي جبهة البوليساريو أثناء زيارته مخيم السمارة للاجئين في تندوف -  الجزائر - 15 يناير 2022 - REUTERS
مبعوث الأمم المتحدة للصحراء ستيفان دي ميستورا يلتقي مسؤولي جبهة البوليساريو أثناء زيارته مخيم السمارة للاجئين في تندوف - الجزائر - 15 يناير 2022 - REUTERS
دبي-أ ف بالشرق

يبدأ المبعوث الأممي للصحراء ستيفان دي ميستورا زيارة إلى المغرب، السبت، لبحث قضية الصحراء بعد نحو 6 أشهر على زيارته الأولى للمنطقة في يناير الماضي، وسط تغيّر كبير في معطيات الأزمة إثر تحوّل موقف إسبانيا نحو دعم مقترح المغرب باعتباره "الأكثر واقعية ومصداقية لحل النزاع"، ما أشعل فتيل أزمة بين الجزائر ومدريد.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المبعوث الأممي للصحراء ستيفان دي ميستورا سيزور المغرب، السبت، للقاء مسؤولين. وأضاف أنه يعتزم مقابلة "جميع أصحاب المصلحة بالمنطقة في الأيام المقبلة" من أجل "دفع الحوار قدماً".

وأشار دوجاريك إلى أن دي ميستورا "ينوي زيارة الصحراء أيضاً" خلال هذه الرحلة، مؤكداً أن المبعوث "يعتزم البقاء مسترشداً بالسوابق الواضحة التي أرساها أسلافه".

ويقترح المغرب الذي يسيطر على نحو 80% من المنطقة منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته. في المقابل، تدعو جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير تحت رعاية الأمم المتحدة نصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991.

ولم يدل ِ دوجاريك بإجابة واضحة على سؤال عن نية دي ميستورا إعادة إطلاق طاولات مستديرة مماثلة لتلك التي نظمها المبعوث الألماني السابق هورست كولر عام 2019 قبل استقالته، واكتفى بالقول إن "ما يبحث عنه هو كيف يمكننا دفع الحوار قدماً في سياق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

في حين تؤيد الرباط استئناف اللقاءات بصيغة الطاولات المستديرة، فإن الجزائر تعارضها وتدعو لإجراء مفاوضات ثنائية بين جبهة البوليساريو والمغرب.

ولدى سؤاله عن سبب عدم ذكر الجزائر أو موريتانيا في إعلان المبعوث عن الرحلة الجديدة، أجاب ستيفان دوجاريك أنه سيعلن عن معلومات أخرى إذا توفرت مع تقدم الرحلة.

وقام ستيفان دي ميستورا بعد تعيينه في نوفمبر بأول جولة له في المنطقة، يناير الماضي، قادته إلى الرباط وموريتانيا والجزائر ومخيمات تندوف في الجزائر للقاء ممثلي جبهة البوليساريو.

تغيّر موقف إسبانيا

في 18 مارس الماضي، قال الديوان الملكي المغربي إن رئيس الحكومة الإسبانية أكد في رسالة للملك محمد السادس أن مدريد تعتبر "مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب عام 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف"، الأمر الذي أثار غضب الجزائر.

وفي 7 أبريل، وصل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى الرباط، حيث جدد تأكيد  الموقف بخصوص ملف الصحراء، معتبراً أن "المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية" من أجل تسوية الخلاف. 

وجاءت زيارة رئيس الوزراء الإسباني إلى الرباط بعد أزمة دبلوماسية بين البلدين دامت قرابة العام عقب استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج، قبل أن ينهيها إعلان إسبانيا تأييد الخطة المغربية لحل النزاع في الصحراء، والتي تقضي بمنح أقاليم المنطقة حكماً ذاتياً تحت السيادة المغربية. 

وفي أعقاب ذلك، نشبت أزمة دبلوماسية بين مدريد والجزائر، بدأت باستدعاء الأخيرة سفيرها في إسبانيا، وصولاً إلى قرارها مطلع يونيو "التعليق الفوري" لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين البلدين، وحظر جميع الواردات من مدريد.

نزاع ممتد

ويخوض المغرب منذ عقود نزاعاً مع جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر، حول مصير منطقة الصحراء، وهي مستعمرة إسبانية سابقة تعتبرها الأمم المتحدة من "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".

وفشلت خطة إجراء الاستفتاء لتقرير المصير المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار عام 1991 إثر خلاف بشأن من يحق لهم التصويت، لتدخل القضية حالة من الجمود تخللتها مفاوضات تقودها الأمم المتحدة، وباءت كل محاولات حل النزاع حول الصحراء بالفشل حتى الآن.

ومنذ استقالة هورست كوهلر، آخر مبعوث للأمم المتحدة، في عام 2019 توقفت المفاوضات الرباعية التي تضم المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا.

وفي ديسمبر من عام 2020، وقع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قراراً تعترف بموجبه الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، وأعلن البيت الأبيض دعمه لمقترح المغرب للحكم الذاتي.

ووصفت الإدارة الأميركية المقترح المغربي بـ"الجدي والواقعي"، وقالت إن الولايات المتحدة تعتبره "الأساس الوحيد العادل والدائم لحل النزاع حول الصحراء الغربية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات