مكاسب روسية بشرق أوكرانيا.. والبنتاجون يستبعد السيطرة على دونباس

time reading iconدقائق القراءة - 8
أدخنة متصاعدة نتيجة القصف المدفعي المتبادل بين القوات الروسية والأوكرانية في دونيتسك - 18 يونيو 2022 - REUTERS
أدخنة متصاعدة نتيجة القصف المدفعي المتبادل بين القوات الروسية والأوكرانية في دونيتسك - 18 يونيو 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

توقع مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، فشل القوات الروسية في السيطرة بشكل كامل على إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، في حال وصول قاذفات صواريخ متنقلة أميركية لكييف، حسبما نقلت "نيويورك تايمز". 

وركزت روسيا جهودها العسكرية منذ أبريل الماضي على منطقتي لوغانسك ودونيتسك اللتين تشكلان معاً منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، بعدما فشل هجومها في السيطرة على العاصمة كييف في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.

وبعد مرور نحو 6 أسابيع على بدء "معركة الشرق"، يرجح مسؤولو البنتاجون أن تسيطر القوات الروسية على مزيد من الأراضي شرق أوكرانيا، لكنهم يستبعدون نجاح القوات الروسية في السيطرة على إقليم دونباس بشكل كامل.

"مكاسب صغيرة"

ونقلت الصحيفة الأميركية عن المسؤولين، قولهم، إن روسيا قد تستطيع تحقيق "مكاسب صغيرة" في دونيتسك، دون النجاح في السيطرة على المنطقة بشكل كامل.

في المقابل، يقول المسؤولون، بحسب الصحيفة، إنهم يتوقعون أن تسقط منطقة لوغانسك بشكل كامل تحت السيطرة الروسية.

وقال أحد المسؤولين إنه يتوقع سقوط مدينتي سيفيرودونتسك وليسيتشانسك في غضون أيام، حيث قصفت القوات الروسية المنطقة بالمدفعية الثقيلة و "القنابل الغبية"، وهي قنابل غير موجهة تعرف أيضاً بـ "قنابل السقوط الحر".

وكانت أوكرانيا أعلنت، الاثنين، فقد السيطرة على بلدة ميتولكينو المجاورة لمدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية والتي تحاول روسيا السيطرة عليها بالكامل منذ أسابيع، في أحدث تقدم روسي في  شرق أوكرانيا حيث واجه الجيش الروسي مقاومة أوكرانية قوية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن القوات البرية الروسية تقدمت ببطء، وفي بعض الحالات استغرقت أسابيع لتحرك ميل أو ميلين. وأرجع المسؤولون هذا البطء إلى نقص في جنود المشاة أو ربما الحذر المتزايد من قبل موسكو، بعد أن عانت قواتها من مشاكل في خطوط الإمداد في الأسابيع الأولى من الحرب.

مع ذلك، تفيد الصحيفة بأن المحللين العسكريين يؤكدون أن روسيا في ذروة فعاليتها القتالية في الشرق، ما دام أن أنظمة الصواريخ بعيدة المدى التي وعدت دول الناتو بتقديمها، لم تصل إلى القوات الأوكرانية.

في انتظار "هيمارس"

وتدرس الولايات المتحدة إرسال 4 قاذفات صواريخ عالية الحركة من طراز "هيمارس" إلى كييف، إلا أن القرار "ليس نهائياً"، خوفاً من أن يشكل استفزازاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسبما نقلت مجلة "بوليتيكو" الأميركية. 

إلى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي، الأسبوع الماضي، إنه "تم تدريب 60 أوكرانياً على استخدام (هيمارس)، وسيتم تسليم الأنظمة التي تم اعتمادها بالفعل إلى القوات في الخطوط الأمامية نهاية الشهر الجاري".

ولفت ميلي إلى أنه "في حال استخدام (هيمارس) بشكل مناسب وعملي، سكون لها تأثير كبير جيد جداً في ساحة القتال".

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية، القول، إن تصريحات ميلي تعني أن القوات الروسية لن تستطيع تحقيق مكاسب في دونيتسك مثل تلك التي حققتها في لوغانسك، في حال وصول قاذفات الصواريخ المتنقلة الأميركية لكييف.

وأفادت تقارير بأن  الولايات المتحدة وافقت على إرسال 4 أنظمة "هيمارس"، وهي قاذفة صواريخ متنقلة، إلى جانب ذخائر دقيقة يمكنها ضرب أهداف على بُعد 48 ميلاً، فيما ترسل بريطانيا 3 وحدات من سلاح مشابه، وهو نظام إطلاق صاروخي متعدد من طراز "إم 270" الأميركي الصنع، والذي يصل مداه 50 ميلاً، كما أعلنت ألمانيا الأسبوع الجاري، إرسال 3 صواريخ "إم 270" أيضاً إلى كييف.

ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن "البنتاجون لا يزال يدرس جميع الخيارات المتاحة"، وأن "قرار إرسال 4 أنظمة هيمارس ليس نهائياً"، مؤكداً أن "مساهمات الولايات المتحدة في جهود أوكرانيا تتم بالتشاور مع الحلفاء والشركاء". وتابع: "سيتم اتخاذ القرار بناءً على الاحتياجات الأوكرانية العاجلة".

أوكرانيا تقر بالصعوبات

وأقرت أوكرانيا بالصعوبات في القتال الذي تواجهه في مناطقها الشرقية، حيث استولت القوات الروسية على أراض على امتداد نهر على خط المواجهة.

وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرجي جايداي، التي شهدت أعنف الهجمات الروسية في الأسابيع القليلة الماضية، إن الوضع كان "صعبا للغاية" على طول خط المواجهة بأكمله حتى مساء الاثنين، وإن الجيش الروسي حشد قوات احتياط كافية لبدء هجوم واسع النطاق.

وأضاف أن القوات الروسية شنت هجوماً كبيراً وسيطرت على بعض الأراضي الاثنين، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هدوءاً نسبياً ساد أثناء الليل. لكنه قال إنه "هدوء يسبق العاصفة".

وتوقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تصعد موسكو هجماتها قبل قمة الاتحاد الأوروبي يومي الخميس والجمعة. وفي خطابه الليلي المعتاد للأمة، أبان عن تحد بينما أشار أيضا إلى القتال "الصعب" في لوغانسك للسيطرة على سيفيرودونيتسك ومدينتها التوأم ليسيتشانسك.

وقال "ندافع عن ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك، هذه المنطقة بأكملها.. نواجه أشرس قتال هناك.. لكن لدينا رجالنا وفتياتنا الأقوياء هناك".

وقال روديون ميروشنيك سفير جمهورية لوغانسك الشعبية لدى روسيا، إن قواتها "تتحرك من الجنوب نحو ليسيتشانسك" مع اندلاع معارك في عدد من البلدات المجاورة. وأضاف على تطبيق تيليجرام "الساعات المقبلة يجب أن تُحدث تغييرات كبيرة في ميزان القوى في المنطقة".

وستكون موافقة زعماء الاتحاد الأوروبي على أن تصبح أوكرانيا مرشحاً رسمياً للانضمام إلى التكتل بمثابة انتصار في كييف.

وتقدمت أوكرانيا بطلب للحصول على العضوية بعد أربعة أيام فقط من الغزو الروسي في 24 فبراير. وسيستغرق تحقيق ذلك سنوات، لكن وصول الاتحاد الأوروبي إلى عمق الاتحاد السوفيتي السابق سيؤدي إلى أحد أكبر التحولات الاقتصادية والاجتماعية في أوروبا منذ الحرب الباردة.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن للصحفيين، الاثنين، عندما سئل عما إذا كان يشعر بأن أوكرانيا ستصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي "أعتقد أن ذلك سيحدث على الأرجح".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات