الولايات المتحدة: "مناقشات إنسانية مثمرة" مع "طالبان" في الدوحة

time reading iconدقائق القراءة - 4
جانب من اجتماع المسؤولين من حركة "طالبان" والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في الدوحة- 12 أكتوبر 2021 - REUTERS
جانب من اجتماع المسؤولين من حركة "طالبان" والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في الدوحة- 12 أكتوبر 2021 - REUTERS
واشنطن- رويترزالشرق

قال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، الثلاثاء، إن "مناقشات مثمرة" جرت بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" حول قضية المساعدات الإنسانية لأفغانستان، خلال اجتماعات نُظمت في قطر مطلع الأسبوع، ووصف المحادثات بأنها "إيجابية إلى حد كبير". 

وأضاف برايس أن اجتماعاً آخر عُقد الثلاثاء مع ممثلين من "طالبان" شارك فيه مسؤولون من الاتحاد الأوروبي إلى جانب مسؤولين أميركيين. 

وعقدت "طالبان" السبت والأحد اجتماعات مع مسؤولين أميركيين من المخابرات والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ناقش خلالها الجانبان وصول المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان. 

وقال برايس إن المحادثات ركزت على الأمن والمخاوف المتعلقة بالإرهاب، وتوفير ممر آمن للمواطنين الأجانب والحلفاء الأفغان للولايات المتحدة لمغادرة البلاد، وكذلك حقوق الإنسان.

وأضاف برايس أن "الوفد أوضح، مثلما نفعل باستمرار، أن الحكم على طالبان في نهاية المطاف لا يعتمد على أقوالها، بل يعتمد فقط على أفعالها". 

والأحد، قالت حركة "طالبان" إن الولايات المتحدة وافقت على تقديم مساعدات إنسانية لأفغانستان التي تعيش على شفا كارثة اقتصادية، بينما ترفض الاعتراف السياسي بحكام "طالبان" الجدد في البلاد.

وكان البيان الأميركي أقل تحديداً، مكتفياً بالقول إن الجانبين "ناقشا تقديم الولايات المتحدة مساعدة إنسانية قوية ومباشرة إلى الشعب الأفغاني"، موضحاً أن المحادثات لم تكن بأي حال من الأحوال مقدمة للاعتراف بحكم "طالبان".

"ليست اعترافاً"

تأتي هذه الاجتماعات بينما تسعى حركة "طالبان" إلى كسر عزلتها الدولية، بعدما استولت على السلطة في أفغانستان إثر انسحاب القوات الأجنبية في نهاية أغسطس الماضي، بعد حرب استمرت 20 عاماً. 

وتسعى "طالبان" إلى نيل اعتراف دولي بشرعية سلطتها في أفغانستان والحصول على مساعدات لتجنيب البلاد كارثة إنسانية وتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعانيها. 

ولم تعترف أي دولة حتى الآن بشرعية حكم "طالبان"، فيما تضع بعض الدول شروطاً للاعتراف أبرزها أن تحترم الحركة حقوق المرأة. 

والاثنين، قال وزير الخارجية في حكومة "طالبان" أمير خان متقي: "نريد علاقات إيجابية مع كل العالم، ونؤمن بعلاقات دولية متوازنة. نعتقد أن العلاقات المتوازنة من الممكن أن تنقذ أفغانستان من انعدام الاستقرار". 

لكن الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي، نبيلة مصرالي، قالت إن اللقاء في الدوحة "غير رسمي وسيجري على المستوى التقني ولا يشكل اعترافاً بالحكومة الانتقالية"، في إشارة إلى حكومة "طالبان". 

تجنب الانهيار

من جهته، قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عقب محادثات مع وزراء التنمية الأوروبيين، إن التكتل يتطلع إلى تعزيز مساعداته المباشرة للشعب الأفغاني في مسعى لتجنيب البلاد "الانهيار". 

ويواجه المجتمع الدولي مهمة بالغة الدقة تكمن في توفير المساعدات الطارئة للشعب الأفغاني، من دون تقديم أي دعم لحكم "طالبان". 

وفي هذا السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الاثنين، العالم إلى ضخ السيولة في البلاد لتجنب انهيارها اقتصادياً، ولكنه قال إنه "منزعج خصوصاً بسبب عدم وفاء حركة طالبان بالوعود التي قطعتها للنساء والفتيات الأفغانيات". 

والثلاثاء، أفادت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بأن الاتحاد الأوروبي سيعلن خلال قمة مجموعة العشرين الافتراضية في روما برنامج مساعدات بقيمة مليار يورو للشعب الأفغاني ودول الجوار، لـ"تجنب انهيار إنساني"، وهو مبلغ يزيد عن الرقم المخصص مسبقاً بـ700 مليون يورو.

وقالت فون دير لاين في بيان: "علينا القيام بكل ما بوسعنا لتجنب انهيار إنساني واجتماعي-اقتصادي كبير في أفغانستان. الشعب الأفغاني يجب ألا يدفع ثمن أعمال طالبان".