تمهيداً لانتخابات الرئاسة.. أردوغان يبرز ورقة اللاجئين السوريين لتبرير التقارب مع الأسد

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال "المؤتمر الدولي لأمناء المظالم" في العاصمة أنقرة. 11 يناير 2023 - Twitter@tcbestepe_ar
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال "المؤتمر الدولي لأمناء المظالم" في العاصمة أنقرة. 11 يناير 2023 - Twitter@tcbestepe_ar
دبي- الشرق

دافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الاتصالات التي بدأها مع سوريا عبر موسكو في الفترة الأخيرة، معتبراً أنها "الطريق إلى عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم".

وفي كلمة خلال المؤتمر الدولي لأمناء المظالم الذي عقد في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، تحت عنوان "مستقبل حقوق الإنسان في القرن21"، قال أردوغان إن عدد اللاجئين العائدين إلى سوريا سيزداد مع استمرار التواصل الدبلوماسي بين أنقرة ودمشق.

وأضاف أنه "حتى اليوم عاد نحو 500 ألف لاجئ سوري إلى الأماكن التي طهرتها تركيا من الإرهاب وحولتها إلى مناطق آمنة"، لافتاً إلى أن أعداد المهاجرين الذين تم إنقاذهم من شفا الموت بفضل العمليات في بحر إيجة بلغ 20 ألفاً خلال العام الماضي فقط.

وتابع الرئيس التركي: "بالمقابل، يحظى بالتقدير أولئك الذين يتركون المهاجرين يواجهون الموت في بحر إيجة ويقومون بضربهم وسرقتهم وسلبهم وقتلهم بإغراق قواربهم عمداً".

وبعد توتر دام أكثر من 11 عاماً دخلت العلاقات التركية السورية في مرحلة جديدة بعد لقاءات جمعت مسؤولين من البلدين برعاية روسية، بدأت على مستوى الاستخبارات ثم وزراء الدفاع، ومن المتوقع أن تشهد عملية التطبيع اختراقاً جديداً بلقاء وزيري خارجية تركيا وسوريا في وقت لاحق هذا الشهر. 

ودخل الصراع في سوريا عقده الثاني وأودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وشرد الملايين، لكن حدة القتال بدأت في الانحسار مؤخراً.

إضافة إلى الأردن ولبنان والعراق، كانت تركيا الوجهة الأبرز للسوريين الفارين من الحرب منذ 2011، حيث استقبلت أكبر عدد من اللاجئين في دول الجوار.

وبحسب أحدث إحصائية تركية رسمية نُشرت في سبتمبر الماضي، بلغ عدد السوريين من حاملي بطاقة الحماية المؤقتة 3 ملايين و604 آلاف و414 شخصاً، في حين كان العدد في العام الذي سبقه 3 ملايين و737 ألفاً و369 شخصاً.

"ورقة انتخابية"

وفي ضوء تراجع شعبية حزب "العدالة والتنمية" الحاكم ومن خلفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على خلفية التدهور الاقتصادي الذي تشهده البلاد وتراجع قيمة الليرة، إلى جانب الأزمات السياسية بين أنقرة وعدد من البلدان، دفعت المعارضة بورقة اللاجئين للضغط على الحكومة وتأليب الشارع ضدها، لا سيما أن تركيا مقبلة على استحقاق انتخابي حاسم هذا العام.

وفي ظل استياء الشارع وارتفاع حدة خطابه المعادي للاجئين، بدأت الرئيس التركي وحكومته اتخاذ إجراءات صارمة ضد اللاجئين، في مسعى لتخفيف الضغط الشعبي، تمثلت في بدء عمليات ترحيل إلى الداخل السوري، بالتوازي مع مسار إعادة العلاقات مع دمشق. 

ورغم أن تركيا استضافت أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري خلال العقد الماضي، إلا أن أغلب المساعدات التي وصلت إلى مستحقيها كانت من أموال الاتحاد الأوروبي التي منحتها بروكسل إلى تركيا ضمن خطة إغاثة اللاجئين.

وفي يونيو الماضي، قدم الاتحاد الأوروبي 50 مليون يورو لبرنامج المساعدات النقدية المخصصة لدعم السوريين في تركيا، وأوضح بيان لمفوضية الاتحاد الأوروبي أن إجمالي المساعدات المالية لتركيا وصلت إلى نحو 3.34 مليارات يورو منذ عام 2021.

ومع بدء الأزمة السورية قبل أكثر من عقد، بدأ الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدات لإعانة اللاجئين في تركيا، وفي العام 2015، أعلنت بروكسل إحداث إطار قانوني تحت مسمى آلية اللاجئين في تركيا بقيمة 3 مليارات يورو مخصصة للمساعدات الإنسانية والإنمائية وغيرها.

لقاء مرتقب

وفي وقت سابق الأربعاء، قال مسؤول تركي كبير إن تركيا وسوريا وروسيا تستعد لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية هذا الشهر، وربما قبل منتصف الأسبوع المقبل، لمناقشة قضايا سياسية، ما قد يمهد ذلك للقاء يجمع الرئيسين التركي والسوري.

وأضاف المسؤول، في تصريحات لوكالة "رويترز"، أن الاجتماع قد يُعقد "إما قبل لقاء وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بنظيره الأميركي أنتوني بلينكن، أو بعد هذا اللقاء"، المزمع عقده في الولايات المتحدة في 18 من الشهر الجاري.

ولفت إلى أن المناقشات "مستمرة"، لكن لم يتم تحديد موعد معين بعد، مشيراً إلى "عدم وجود أي مشكلات في عقد الاجتماع، إلا أنهم (وزراء الخارجية) يعكفون حالياً على تحديد موعد له"، مضيفاً أن الاجتماع سيُعقد إما في موسكو أو في مكان آخر.

وأردف المسؤول، الذي لم تذكر الوكالة اسمه، أن اجتماع وزراء الخارجية سيتناول "قضايا سياسية، بعيداً عن الوضع الأمني، وسيمهد الطريق للقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد".

من جانبه، قال مسؤول تركي كبير آخر إن أنقرة "تسعى لعودة اللاجئين السوريين لديارهم بأمان، والتعاون مع دمشق في استهداف وحدات حماية الشعب الكردية التي تمثل الهدف الرئيسي للضربات العسكرية التركية المستمرة عبر حدودها مع سوريا".

شرط التطبيع

في المقابل، قال الرئيس السوري بشار الأسد، الخميس، إن اللقاءات السورية التركية، التي تجري برعاية روسية، يجب أن تكون مبنية على "إنهاء الاحتلال حتى تكون مثمرة"، في إشارة إلى الوجود العسكري التركي في شمال سوريا، فيما رجح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن يجتمع مع نظيره السوري فيصل المقداد أوائل فبراير.

وقال الأسد، خلال لقائه المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، إنّ "هذه اللقاءات حتى تكون مثمرة فإنّها يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سوريا وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سوريا من هذه اللقاءات، انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب المبنية على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات