
دعت الولايات المتّحدة الثلاثاء روسيا إلى أن تسحب "بسرعة" القوات التي أرسلتها إلى كازاخستان لمساعدة الدولة الواقعة في آسيا الوسطى على إعادة بسط الأمن، بعد أعمال الشغب العنيفة التي شهدتها، ودفعت برئيسها قاسم جومارت توكاييف لطلب هذه المؤازرة العسكرية.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين، إنّ الولايات المتّحدة ترحّب بعودة الهدوء إلى كازاخستان بعد أعمال العنف التي شهدتها الأسبوع الماضي، والتي لم يسبق للجمهورية السوفييتية السابقة أن رأت مثيلاً لها منذ استقلالها في 1991.
وأضاف: "نرحّب أيضاً بالإعلان الذي أدلى به الرئيس توكاييف الذي قال إنّ قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي أنجزت مهمّتها".
وكانت هذه المنظمة التي تقودها موسكو أرسلت إلى كازاخستان قوة حفظ سلام متعدّدة الجنسيات قوامها 2000 عنصر، أغلبيتهم روس، لمساعدة القوات الحكومية على إعادة بسط الأمن في البلاد.
وشدّد برايس على أنّه "طالما أنّ قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي لم تنسحب، فسنستمرّ في دعوتها (...) لاحترام حقوق الإنسان واحترام التزامها الانسحاب سريعاً من كازاخستان تلبية لطلب الحكومة الكازاخية".
وكان رئيس كازاخستان أعلن الثلاثاء، أنّ انسحاب قوة حفظ السلام سيبدأ في غضون يومين، وسيتمّ "تدريجياً"، وسيُنجز في غضون عشرة أيام على الأكثر.
لكنّ وزير الدفاع الروسي سيرجي تشويجو، أعلن أنّ انسحاب هذه القوة سيتمّ بمجرّد أن "يستقرّ الوضع تماماً"، و"بناء على قرار" السلطات الكازاخية.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أثار غضب موسكو الأسبوع الماضي بقوله إنّه "بمجرد أن يصبح الروس لديكم، يكون من الصعب أحياناً إقناعهم بالمغادرة".
واعتبرت السلطات الكازاخية أنّ الاضطرابات التي اندلعت الأسبوع الماضي عقب تظاهرة سلمية احتجاجاً على رفع أسعار الغاز في غرب البلاد "محاولة انقلابية" يقف وراءها "إرهابيون" أجانب.
وسقط خلال أعمال العنف هذه العشرات وأصيب مئات آخرون بجروح، في حين اعتقلت السلطات نحو 10 آلاف شخص.
انتقاد لـ"قائد الأمة"
والثلاثاء، هاجم رئيس كازاخستان سلفه نور سلطان نزارباييف، وحمّله مسؤولية ظهور "طبقة أثرياء" تهيمن على الدولة، في انتقاد غير مسبوق للأخير الذي يحمل لقب "قائد الأمة" الفخري، وكان ولا يزال يتمتع بشعبية كبيرة.
وقال الرئيس الكازاخي إنه "بسبب الرئيس الأول (قائد الأمة) ظهرت طبقة من الأثرياء في البلاد. أعتقد أن الوقت قد حان للتعويض على الشعب"، ولفت إلى أنه يريد من النخب التي تملك "في الظل أموالاً هائلة"، أن تسهم كما الشركات الكبرى، في صندوق يستفيد منه الشعب.
وأول خطوة في هذا الاتجاه هو إعلان توكاييف، الثلاثاء، أنه ينوي وضع حد لاحتكار خاص لإعادة تدوير النفايات هو موضع انتقاد، ومرتبط بابنة نزارباييف الصغرى علياء (41 عاماً). وتسيطر ابنته الأخرى دينارا وزوجها تيمور كوليباييف، وهما من أغنى الأشخاص في كازاخستان، على بنك "Halyk" الكبير، ولهما تأثير كبير في قطاع النفط الرئيسي.
واعتقل كريم ماسيموف، أحد حلفاء نزارباييف، السبت، بتهمة الخيانة العظمى، بعد إقالته من منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات.
وأوضح رئيس كازاخستان، الاثنين، أن من قاموا بأعمال الشغب "استغلوا استياء الشعب من الأوضاع في البلاد"، ووصفت السلطات أعمال الشغب التي اندلعت بعد تظاهرات احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات، على خلفية تدهور مستوى المعيشة والفساد المستشري في هذه الجمهورية السوفييتية السابقة، بأنها عدوان "إرهابي" أجنبي.