
قالت مصادر أوروبية، الجمعة، إن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي مع إيران قد تُستأنف عقب زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المقررة إلى الشرق الأوسط في منتصف يوليو الجاري، حسبما نقلت "بلومبرغ".
وانتهت جولة مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران، بوساطة الاتحاد الأوروبي، في العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء، دون تحقيق تقدم في جهود إحياء الاتفاق النووي.
وقال مصدران أوروبيان على اطلاع بتفاصيل مفاوضات الدوحة، إنه "بينما لم يُحرز أي تقدم في المحادثات، فإن من المتوقع أن تستمر الجهود لإحياء الاتفاق في يوليو".
وقال مصدر ثالث مطلع على المحادثات لـ"بلومبرغ"، إن المفاوضات "قد تستأنف في العاصمة القطرية بعد زيارة بايدن المرتقبة للشرق الأوسط".
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وردّت إيران ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية، أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم.
وتسعى إدارة الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق، معتبرة أنّ هذا المسار هو الأفضل مع طهران، رغم إعرابها عن تشاؤم متنام في الأسابيع الأخيرة.
"مواصلة المفاوضات"
ووصفت إيران جولة المفاوضات التي جرت في الدوحة بأنها "إيجابية"، وأنحت باللوم على الولايات المتحدة لعدم تقديم ضمانات بشأن عدم التخلي مستقبلاً عن الاتفاق مثلما فعلت إدارة ترمب.
وقال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، الخميس، إن "إيران طلبت من الولايات المتحدة ضمانات موضوعية، ويمكن التحقق منها مثل ألا يتم العصف بخطة العمل الشاملة المشتركة مرة أخرى وألا تنتهك الولايات المتحدة التزاماتها مجدداً، وألا يُعاد فرض عقوبات تحت ذرائع أو مسميات أخرى".
وأعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الخميس، "تصميم" بلاده على مواصلة المفاوضات حول برنامجها النووي.
وقال أمير عبد اللهيان في بيان بعد مكالمة هاتفية مع نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: "نحن مصمّمون على مواصلة المحادثات حتى يتم التوصل إلى اتفاق واقعي".
تشاؤم أميركي
وقال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز"، الخميس، إن فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، باتت "أسوأ" بعد المفاوضات غير المباشرة التي جرت بين الولايات المتحدة وإيران في الدوحة.
وأوضح المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "احتمالات التوصل إلى اتفاق بعد (مفاوضات) الدوحة أسوأ مما كانت عليه قبلها، وستزداد سوءاً يوماً بعد يوم".
وأضاف: "يمكنك أن تصف مفاوضات الدوحة في أحسن الأحوال بأنها متعثرة وفي أسوأ الأحوال بأنها رجوع إلى الخلف، ولكن في هذه المرحلة، فإن التعثر يعني عملياً الرجوع للخلف".
ولم يخض المسؤول في تفاصيل محادثات الدوحة، التي قام فيها مسؤولو الاتحاد الأوروبي بدور الوسيط بين الجانبين، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي حد من برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وكانت الخارجية الأميركية عبرت، الأربعاء، عن "خيبة أمل" عقب انتهاء "محادثات الدوحة، "دون أن يتم تحقيق أي تقدّم".
مخاوف أوروبية
بدورها، دعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا الموقعة للاتفاق النووي الإيراني، في وقت سابق الخميس، طهران إلى وقف التصعيد، و"التعاون الكامل" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية غداة فشل محادثات الدوحة.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير لوسائل الإعلام إلى جانب ممثلي بريطانيا وألمانيا: "ندعو إيران الى وقف تصعيدها النووي والعودة الى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والموافقة على العرض المطروح على الطاولة من دون تأخير، بما يعود بالمنفعة على شعب إيران".
بدوره، قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة أولف سكوج، أمام أعضاء مجلس الأمن، إن مفاوضات فيينا فشلت لـ"غياب الثقة" بين الأطراف، موضحاً أنه في "مارس الماضي توصلنا إلى نص اتفاق يشمل توافقات تمت بشق الأنفس، وهناك القليل من المسائل العالقة".
ولفت إلى أن النص "يتحدث بالتفصيل عن الخطوات المطلوبة لكي تعود الولايات المتحدة للخطة، ويستأنف تنفيذها الكامل من قبل طهران وواشنطن، ولكن المفاوضات توقفت في 11 مارس بسبب عوامل خارجية، إضافة للسماح للجانبين بمعالجة باقي القضايا بشكل ثنائي".
ومنذ أبريل 2021، بدأت إيران والأطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا تهدف إلى إحيائه.
وحققت المباحثات تقدماً جعل المعنيين قريبين من إنجاز تفاهم، إلا أنها علقت منذ مارس الماضي، مع تبقي نقاط تباين بين طهران وواشنطن، خصوصاً في ما يتعلق بمطلب طهران رفع "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة واشنطن لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية".