تقنية واعدة تعتمد فحص الدم لاكتشاف السرطان وعلاجه

time reading iconدقائق القراءة - 4
تفحص عينات من الدم في أحد مختبرات ألمانيا. 5 سبتمبر 2016 - REUTERS
تفحص عينات من الدم في أحد مختبرات ألمانيا. 5 سبتمبر 2016 - REUTERS
باريس-أ ف ب

تجرى عشرات الدراسات حالياً لإثبات فائدة استخدام "الخزعة السائلة" لتتبع حالة المرضى الذين يتلقون علاجاً للسرطان، فهل يلجأ الأطباء قريباً إلى فحص دم لتقييم فاعلية علاج أو رصد ورم ما في وقت مبكر؟

بتعريف بسيط، إن الخزعة السائلة هي عبارة عن فحص دم يهدف إلى رصد شظايا من الحمض النووي للورم السرطاني أو للخلايا السرطانية في دم المريض، وهي تقنية لها فوائد هائلة. ويعتبر عدد من المراقبين أن اكتشافها يستحق "جائزة نوبل للطب"ـ خصوصاً أنّها أقلّ توغلاً بكثير من الخزعة التقليدية.

وتنطوي هذه التقنية على معلومات بالغة الدقة عن السرطان الذي يعانيه المريض تحديداً.

وأوضح آلان تييري، مدير الأبحاث في "معهد علوم السرطان" في مونبلييه (جنوب فرنسا) أن "أخذ عينة مما يسمى الحمض النووي الدوراني، يهدف إلى رصد التحولات لبعض أنواع السرطان وبذلك تكييف العلاجات لتتلاءم معه"، لافتاً إلى أن "تحليل دم المرضى قد يسمح قريباً أيضاً بمراقبة كيفية تجاوب السرطان مع العلاجات".

وأضاف تييري: "عملياً، بعد إزالة الورم جراحياً، غالباً ما نصف علاجاً كيميائياً في حين أننا نجهل إن كان المريض بحاجة إليه فعلياً. ثمة احتمال مذهل هو رصد السرطان بصورة مبكرة".

وسيسمح تحليل الدم في الكثير من الحالات مستقبلاً بوصف علاجات أقل وطأة أو أقصر مدّة للمريض، وكذلك رصد أي إصابة جديدة محتملة.

في بعض أمراض السرطان مثل الرئة، حيث يصعب الوصول إلى الورم، ستشكل هذه التقنية تقدماً حقيقياً، لكن لا تزال الخزعة السائلة تنطوي على إمكانات أخرى، لم تتضح بعد.

تكلفة باهظة  

وأعطت دراسة أجرتها أخيراً شركة "جرايل" الأميركية للتكنولوجيا الحيوية نتائج ملفتة، إذ أتاح فحص دم خلال التجارب رصد إصابات بالسرطان لدى أفراد في الـ 50 من العمر وما فوق، وفي حالة صحية جيدة ظاهرياً. 

وخضع أكثر من 6600 شخص للفحص، فعكست النتائج شبهات بإصابة 92 منهم بالسرطان، وفي نهاية المطاف، أصيب 35 فعلياً بسرطان مؤكد خلال السنة، ما يعني أن 57 شخصاً اعتقدوا خطأ أنّهم مصابون.

غير أن التجربة سمحت برصد 9 إصابات بالسرطان ما كانت لتظهرها وسائل الكشف المبكر التقليدية، ورغم ذلك، تبقى الحصيلة متباينة للغاية وسيستغرق الأمر حتماً سنوات قبل أن يتم تعزيز موثوقية هذه الاختبارات التي باتت تسوّق في الولايات المتحدة.

وتعمل فرق وشركات تكنولوجيا حيوية كثيرة عبر العالم على هذا الاحتمال، والهدف هو رصد ورم سرطاني لدى شخص من خلال عينة من دمه قبل أن تظهر الأعراض أو قبل أن يصبح بالإمكان رصدها على صورة بالأشعة السينية.

وقال فرنسوا كليمان بيدار، طبيب الأورام السرطانية في معهد "كوري" في باريس، ومسؤول مختبر الواسمات الحيوية السرطانية الدورانية: "على الصعيد التكنولوجي، الأمر أكثر تعقيداً بكثير من تتبّع السرطان، لأنّه يتطلب إجراء تحليل واسع النطاق للتحولات الطفرية في الحمض النووي على نطاق واسع".

وحذر من أنه حتى إذا ثبتت موثوقيتها، "فستبقى هذه الاختبارات تطرح بعض المسائل، في مقدمتها التكلفة، إذ إن هذا النوع من سَلسَلة الحمض النووي باهظ التكلفة للغاية. وثمة مسألة أخرى هي احتمال فرط التشخيص الناتج عن هذه الاختبارات، لأن عدداً من أمراض السرطان التي يتم رصدها تتبع في الواقع تطوراً في غاية البطء ولا تستدعي بالضرورة علاجاً".

من جانبه، ذكر البروفسور فابريس بارليسي المدير العام لـمركز جوستاف لمكافحة السرطان" في منطقة باريس: "لدينا اليوم رغم كل شيء استراتيجية متطورة لكشف الإصابة بالسرطان، لكن نسبة المشاركة لا تتعدى 40% في أفضل الحالات في اختبارات كشف الإصابة هذه التي يعرضها التأمين الصحي"، إلا أنّه لم يستبعد أن تُعتمد هذه الاختبارات مستقبلاً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات