
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل جروسي لصحيفة "إل باييس" الإسبانية في مقابلة نشرت الجمعة إن برنامج إيران النووي "يتقدم بسرعة" وإن رصد الوكالة لما يجري هناك محدود للغاية، حسبما أفادت وكالة "رويترز".
وبدأت إيران خلال يونيو في إزالة كل معدات المراقبة وكاميرات الوكالة التي وضعت بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى العالمية. وقال جروسي وقتها إن الأمر قد يشكل "ضربة قاتلة" لفرص إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة منه عام 2018.
وقال جروسي للصحيفة: "الخلاصة هي أنه على مدى ما يقرب من خمسة أسابيع كان لديّ رؤية محدودة للغاية مع برنامج نووي يتقدم بسرعة. لذلك إذا تم التوصل لاتفاق سيكون صعب للغاية بالنسبة لي أن أعيد بناء الأحجية بوجود كل تلك الفترة من العمى الإجباري".
وتحذر قوى غربية من أن إيران تقترب من التمكن من الإسراع صوب صنع قنبلة نووية بينما تنفي إيران رغبتها في ذلك من الأساس.
وقال جروسي الذي يزور مدريد في مقابلته مع الصحيفة إن إعادة بناء هذه الأحجية بالأجزاء المفقودة والناقصة بسبب غياب المراقبة من الوكالة "ليس مستحيلاً.. لكنه سيتطلب مهمة بالغة التعقيد وربما
بعض الاتفاقات المحددة".
وقال جروسي: "تحتاج الوكالة لإعادة بناء قاعدة بيانات بدونها سيتأسس أي اتفاق على أساس هش للغاية لأننا إذا لم نعرف ما الذي هناك، كيف يمكننا أن نحدد كمية المواد التي نصدرها وعدد أجهزة الطرد المركزي التي سنتركها دون استخدام؟".
ولدى سؤاله عن تقرير نشرته "رويترز" عن تصعيد إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم أكثر باستعمال معدات متقدمة في منشأة فوردو تحت الأرض، قال جروسي: "التقدم الفني للبرنامج الإيراني مستقر".
"سياستنا ليست مرهونة بالاتفاق"
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الجمعة، إن سياسات إيران مع دول الجوار لن تكون مرهونة بالاتفاق النووي ولا بإذن من الولايات المتحدة.
يأتي ذلك بعد تصريحات الخارجية الأميركية بأن طهران تخاطر بأن تصبح في "نوع من التبعية" لروسيا، وذلك غداة زيارة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران.
وكتب كنعاني على تويتر: "الثنائية الزائفة بين الاتفاق النووي (الذي لا تزال إيران عضواً فيه على عكس أميركا) والعلاقات الجيدة بين إيران وجيرانها، ومن بينهم روسيا، لا تخفي حقيقة أن التردد الأميركي هو أهم عقبة أمام التوصل إلى اتفاق (نووي)".
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "سياسة الجوار الخاصة بنا لا تتوقف على الاتفاق النووي أو إذن الولايات المتحدة".
تحذير أميركي
وكانت الولايات المتحدة حذرت إيران، الأربعاء، من أنها تخاطر بأن تصبح في نوع من "التبعية" لروسيا، وذلك غداة زيارة قام بها الرئيس بوتين إلى طهران، حيث شارك في قمة "روسية - إيرانية - تركية"، معتبرة أن "الحل الأسلم" يكمن في العودة للاتفاق النووي.
وقال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن "إيران وحّدت الآن مصيرها مع عدد صغير من الدول التي تدعم في نهاية المطاف الرئيس بوتين في حربه ضد أوكرانيا والشعب الأوكراني".
وأضاف أن مثل هذا السلوك، يمكن أن يجعل طهران في "تبعية نسبية لدولة مثل روسيا".
ونشرت الولايات المتحدة مؤخراً معلومات استخبارية مفادها أن مسؤولين روساً زاروا إيران مرتين على الأقل هذا الصيف لتفقد طائرات مسيرة قتالية تعتزم طهران تزويد الجيش الروسي بها لتمكينه من التصدي للعتاد الغربي الذي يتدفق على أوكرانيا.
واعتبر برايس أن "الحل الأسلم لإيران يكمن في عودتها إلى الاتفاق النووي".
"التخلي عن الجشع"
وفي مكالمة هاتفية، بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخميس، طالب الوزير الإيراني الولايات المتحدة بـ"انتهاج الواقعية" والتخلي عما وصفه بـ"الشجع"، للوصول إلى اتفاق لرفع الحظر المفروض على بلاده، حسبما ذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية.
وجدد عبد اللهيان موقف بلاده الساعي إلى "اتفاق نووي جيد ومستدام وموثوق"، وقال إن ذلك يتطلب "التخلي عن الجشع وانتهاج الواقعية من جانب أميركا".
وشكك رئيس الاستخبارات البريطانية، الخميس، في رغبة المرشد الإيراني علي خامنئي بإحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى.
وقال ريتشارد مور رئيس جهاز الاستخبارات المعروف باسم "MI6" أمام منتدى "آسبن" الأمني في كولورادو: "لا أعتقد أن الإيرانيين يريدون ذلك".
وعلى الرغم من تشكيكه في رغبة الإيرانيين في إتمام الاتفاق، فإن مور اعتبر أن "الصفقة لا تزال مطروحة على الطاولة".