تزامناً مع الحوار في إيران.. "طالبان" تصعّد عسكرياً

time reading iconدقائق القراءة - 5
أفغان يتفقدون الدمار الذي لحق بالمباني بعد انفجار قنبلة في محافظة قندهار - REUTERS
أفغان يتفقدون الدمار الذي لحق بالمباني بعد انفجار قنبلة في محافظة قندهار - REUTERS
هرات، أفغانستان - أ ف ب

شنت حركة "طالبان"، الأربعاء، أول هجوم على عاصمة ولاية في شمال غربي أفغانستان، منذ بدأت هجوماً كبيراً على القوات الحكومية، وفقاً لما أعلنه مسؤولون محليون، وذلك تزامناً مع انطلاق حوار بين الحكومة والحركة في العاصمة الإيرانية طهران. 

واندلع قتال عنيف في منطقة "قلعة ناو" عاصمة ولاية بادغيس، بعدما هاجم المسلحون كل الأقاليم المحيطة بالولاية.

وقال حاكم بادغيس حسام الدين شمس للصحافيين في رسالة نصية، إن "العدو دخل المدينة، سقطت كل الأقاليم. القتال بدأ داخل المدينة". 

من جهته، أكد رئيس مجلس ولاية بادغيس عبد العزيز بك، وعضو المجلس ضياء غول حبيبي، أن القتال بين "طالبان" والقوات الحكومية اندلع داخل المدينة.

وقال بك لوكالة "فرانس برس"، إن "القتال مستمر في مختلف أنحاء المدينة الآن"، مضيفاً أن "بعض مسؤولي الأمن استسلموا لطالبان خلال الليل".

من جانبه قال حبيبي إن "طالبان" دخلت مقر الشرطة في المدينة والمكتب المحلي لوكالة الاستخبارات الأفغانية "مديرية الأمن الوطني". وأضاف أن "مسؤولي مجلس الولاية فروا إلى معسكر للجيش في المدينة، والقتال مستمر في المدينة".

حوار في إيران

وفي سياق متصل، أفادت وكالة "فارس" الإيرانية بأن مفاوضات أفغانية بحضور مندوبين من الحكومة وحركة "طالبان"، بدأت الأربعاء في العاصمة الإيرانية طهران.

وأضافت الوكالة أن المفاوضات بدأت بكلمة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي قال إنه "يتعين اليوم على الشعب الأفغاني والقادة السياسيين، اتخاذ قرارات صعبة بشأن مستقبل بلادهم".

وأعلن استعداد بلاده المساعدة في عملية الحوار بين الأجنحة السياسية الموجودة لحل النزاعات والأزمات المستمرة في ذلك البلد".

تخوف روسي

وأمام التطورات التي تشهدها البلاد، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء، إن الوضع في أفغانستان يتجه للتدهور بسرعة، وإن روسيا مستعدة للدفاع عن حلفائها بالمنطقة إذا استدعى الأمر.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد أبلغ إمام علي رحمن رئيس طاجيكستان الاثنين، بأن روسيا ستساعد دولته التي كانت واحدة من جمهوريات الاتحاد السوفيتي، في التعامل مع تداعيات انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان المجاورة لها.

وأمر رحمن بحشد 20 ألفاً من قوات الاحتياط لحماية حدود البلاد مع أفغانستان، بعد أن فر أكثر من ألف جندي أفغاني عبر الحدود إثر تقدم مقاتلي "طالبان".

وقال لافروف الأربعاء أثناء زيارة إلى لاوس، إن روسيا مستعدة لاستخدام قاعدتها العسكرية في طاجيكستان، وهي واحدة من أكبر قواعدها العسكرية بالخارج، لضمان أمن حلفائها الذين كانوا يشكلون جزءاً من الاتحاد السوفيتي، وهي منطقة تسعى روسيا للحفاظ على نفوذها فيها.

وأضاف لافروف: "نراقب عن كثب ما يحدث في أفغانستان، حيث يتجه الوضع تحو تدهور سريع، في ظل الخروج المتعجل للقوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي". وتابع: "لم تتمكن (هذه القوات) من تحقيق نتائج واضحة في ما يتعلق باستقرار الوضع خلال عقود أمضتها هناك".

وأشار لافروف إلى أن الالتزامات العسكرية التي قطعتها روسيا على نفسها في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تكتل أمني تشكل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تقوده روسيا ومن بين أعضائه قازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان، ما زالت بكامل قوتها. 

ولفت إلى أن ممثلين عن منظمة معاهدة الأمن الجماعي زاروا الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان لتقييم الوضع، حيث يقول مسؤولون روس إن هناك تقارير تشير إلى أنها أصبحت تحت سيطرة مقاتلي "طالبان" على الجانب الأفغاني. وأضاف: "سنبذل كل ما بوسعنا، بما في ذلك استخدام قدرات القاعدة العسكرية الروسية على حدود طاجيكستان مع أفغانستان لمنع أي تداعيات
عنيفة على حلفائنا".

تقدم طالبان

وتتقدم حركة "طالبان" في أفغانستان، وسيطرت على أكثر من نصف المقاطعات الـ 400 في البلاد، آخرها 6 أقاليم في ولاية بادخشان (شمال شرق) على بُعد 910 كيلومترات من الحدود المشتركة مع طاجيكستان، إثر معارك ليل الأحد الاثنين.

وتُضاعف "طالبان" هجماتها منذ بدء الانسحاب الأميركي في مطلع مايو الماضي، والذي من المقرر اكتماله بحلول 11 سبتمبر المقبل، الموعد النهائي الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن لإنهاء أطول حرب أميركية، فيما ستبقى كتيبة تضم نحو 650 جندياً لحماية الدبلوماسيين في أفغانستان، علماً بأن السفارة الأميركية في كابول ستظل مفتوحة.