إسرائيل تطالب واشنطن بـ"التهديد العسكري" في مفاوضات النووي الإيراني

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد قبل اجتماع حكومي في القدس - 31 يوليو 2022 - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد قبل اجتماع حكومي في القدس - 31 يوليو 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد الإدارة الأميركية بوضع "التهديد العسكري" على طاولة المفاوضات النووية مع إيران، فيما يستعد مدير الموساد لزيارة واشنطن من أجل الضغط على الإدارة الأميركية في هذا الملف.

وقال لبيد، في مؤتمر صحافي، الأحد، إن "من الممكن التوصل إلى اتفاق أفضل بكثير مع إيران حول برنامجها النووي وحمل طهران على توقيعه، وذلك إذا طرح على الطاولة تهديد عسكري ذو مصداقية، يجعل الإيرانيين يدركون أن هناك احتمالاً لتعرضهم لهجوم".

 وأشار لبيد إلى إقدام الرئيس الأميركي الأسبق أوباما على نشر قدرات القنابل الخارقة للتحصينات، قبل التوقيع عل الاتفاق السابق مع طهران.

وأضاف أن "الاتفاق الجديد يجب أن يتضمن تاريخ انتهاء صلاحية وأن يخضع لإشراف أكثر إحكاماً"، وأن يساهم في "معالجة برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية وتورطها في الإرهاب في كافة أنحاء الشرق الأوسط". 

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنه "حتى إذا تم توقيع الاتفاق مع إيران، فإن إسرائيل لن تكون طرفاً فيه، ولن يقيد نشاطات الجيش وباقي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية".

ونوّه لبيد إلى أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات "تلقيا تعليمات منا للاستعداد لأي سيناريو". 

مدير الموساد يزور واشنطن

ويستعد مدير الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع لزيارة واشنطن، الأسبوع المقبل، في إطار تكثيف الضغوط على مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن، التي تقترب من التوصل لاتفاق مع إيران.

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله للصحافيين، الأحد، إن مدير الموساد سيزور واشنطن لإجراء محادثات بشأن الاتفاق الجديد للعودة إلى الاتفاق النووي.

ونفى المسؤول وجود توترات أو خلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد وبرنياع بشأن السياسة الواجب انتهاجها تجاه إيران، مشيراً إلى أنّه "كانت هناك اختلافات في الأسلوب تمت تسويتها".

وأوضح أنّ رحلة مدير الموساد، التي كانت مقررة قبل عدة أسابيع، ستكون جزءاً من حملة الضغط الإسرائيلية للتأثير على سياسة إدارة بايدن بشأن الاتفاق الإيراني المنتظر.

وخلال اجتماعات سرية مغلقة للجنتي الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين، سيطلع برنياع المشرعين على الموقف الإسرائيلي من الاتفاق النووي. كما سيلتقي مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، ومسؤولين آخرين في إدارة بايدن.

وشدد المسؤول على أن إحاطة برنياع المقررة مع المشرعين الأميركيين ليست محاولة للعمل من وراء إدارة بايدن.

أبرز معارضي الاتفاق

وبرنياع هو المسؤول الأكثر تشدداً بشأن إيران داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات. والمؤسسة التي يقودها تحظى باحترام كبير في واشنطن، وتتعاون بشكل وثيق مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، بحسب الموقع.

وفي إفادة للصحافيين الخميس الماضي، انتقد برنياع سياسة إدارة بايدن بشأن الاتفاق، وقال إنه متأكد من إبرام اتفاق نووي، وإنه سيجري التوقيع عليه في غضون أيام.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن رئيس الوزراء يائير لبيد علم أنّ برنياع كان سيتحدث مع المراسلين، لكنه فوجئ بأن خطاب مدير الموساد بشأن إدارة بايدن لم يكن متوافقاً مع رسالته. 

وأضاف المسؤولون أنّ رئيس الوزراء طلب أيضاً من برنياع إبلاغ المراسلين أن إدارة بايدن شددت موقفها في المفاوضات مع إيران بعد ضغوط إسرائيلية، لكن مدير الموساد رفض.

 وأشار المسؤولون إلى أن لبيد ومستشاريه طلبوا من برنياع في الأيام الأخيرة توضيح ملاحظاته، وطالبوه بالالتزام برسالة الحكومة وعدم مهاجمة إدارة بايدن.

واشنطن: خلافات مستمرة

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي قوله: "نحن بالتأكيد أقرب إلى التوصل إلى اتفاق مما كنا عليه قبل نحو أسبوعين، وبفضل استعداد إيران للتنازل عن مسألتين رئيسيتين".

وأضاف: "ولذا ما زلنا نمضي في طريقنا. لا تزال هناك خلافات بين جميع الأطراف هنا. لذلك لم نصل لهذه المرحلة بعد. سنواصل العمل على ذلك".

وتابع: "أرسلنا ردنا إلى الاتحاد الأوروبي، وتجري دراسته الآن من قبل الاتحاد الأوروبي وإيران. من الواضح أننا نأمل التوصل إلى نتيجة إيجابية لأنه لا توجد مشكلة في الشرق الأوسط يسهل حلها إذا كانت إيران تملك أسلحة نووية. لا يزال الرئيس يعتقد أن الدبلوماسية والعودة إلى الاتفاق هما أفضل نتيجة ممكنة، وسنواصل العمل على ذلك".

وفي مارس 2015، أثناء المفاوضات مع إيران حول الاتفاق النووي، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو خطاباً أمام جلسة مشتركة للكونجرس مع رئيس مجلس النواب آنذاك جون بينر.

ورتب هذا الخطاب من وراء البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، واعتبره الرئيس ومساعدوه آنذاك "تدخلاً" من قبل نتنياهو في السياسة الداخلية الأميركية.

تجدر الإشارة إلى أنّ الولايات المتحدة وإيران اقتربتا كثيراً من التوصل إلى اتفاق لاستعادة الاتفاق النووي المبرم عام 2015 خلال الأسابيع الأخيرة، لكن بعض المطالب الإيرانية الرئيسية لا تزال دون حل.

والأربعاء الماضي، أرسلت الولايات المتحدة ردها على تعليقات إيران بشأن مسودة اتفاق الاتحاد الأوروبي للاتفاق.

وليس من الواضح ما إذا كانت ستكون هناك جولة أخرى من المفاوضات، فيما عارضت الحكومة الإسرائيلية باستمرار جهود إدارة بايدن لإنقاذ الاتفاق.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات