دليل جديد يؤكد محاولات ترمب ترويج مزاعم "سرقة انتخابات 2020"

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث خلال فعالية لحملته الانتخابية في ولاية ساوث كارولينا. 28 يناير 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث خلال فعالية لحملته الانتخابية في ولاية ساوث كارولينا. 28 يناير 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

أظهر تسجيل صوتي نُشر أخيراً، أن أعضاء فريق حملة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في ولاية أميركية تعتبر حاسمة ومحورية، حاولوا نشر ادعاءات بلا أدلة بشأن "سرقة الانتخابات"، على الرغم من إدراكهم أن الديمقراطيين تغلّبوا عليهم في انتخابات رئاسة الولايات المتحدة عام 2020.

ويقدم التسجيل الذي حصلت عليه وكالة "أسوشيتدبرس" الأميركية، نظرة عن قرب لما كان يجري خلف الكواليس في جلسات فريق حملة الرئيس السابق. وأنهم (أعضاء الحملة) حتى مع اعترافهم بالهزيمة، ركزوا اهتمامهم على مزاعم حدوث "تزوير واسع النطاق"، كشف زيفها في نهاية المطاف على نحو متكرر مسؤولو الانتخابات والمحاكم.

ويعود تاريخ التسجيل الصوتي إلى 5 نوفمبر 2020، بعد يومين من الانتخابات. ويأتي الكشف عنه في وقت يسعى ترمب مجدداً لخوض السباق إلى البيت الأبيض، بينما يواصل التشكيك في شرعية النتيجة، وفوز منافسه الديمقراطي جو بايدن.

وأشارت الوكالة إلى أن الناشطين السياسيين في ولاية ويسكونسن أشادوا خلال الجلسة الاستراتيجية بجهود الديمقراطيين لزيادة الإقبال على التصويت في أكبر مقاطعات الولاية، وبدا أنهم يمزحون بشأن جهودهم لإشراك الناخبين من أصل إفريقي، وفقاً للتسجيل الذي يركز على صوت أندرو إيفرسون، الذي كان رئيس حملة ترمب في الولاية.

"النفخ في اللهب"

وقال إيفرسون: "إليكم كيف ستسير الأمور... سنواصل النفخ في اللهب، ونشر الأخبار عن الديمقراطيين الذين يحاولون سرقة هذه الانتخابات. سنفعل كل ما يحتاجون إليه (غير مسموع) من المساعدة. فقط ابقوا متأهبين في حال وجود أي مخاطرات نحتاج إلى وقفها".

ويشغل إيفرسون حالياً منصب المدير الإقليمي للغرب الأوسط للجنة الوطنية للحزب الجمهوري.

وأحال الأسئلة بشأن الاجتماع إلى اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، التي رفض المتحدث باسمها، كيث شيبر، التعليق لأنه لم يسمع التسجيل.

وكان مسؤول الحملة السابق والناشط الجمهوري الذي قدم نسخة من التسجيل إلى وكالة "أسوشيتدبرس" حاضراً في الاجتماع وقام بتسجيله، لكنه طلب عدم الكشف عن هويته خشية التعرض لانتقام شخصي ومهني، لكنه قال إنه اتخذ هذه الخطوة، لأن ترمب شرع في محاولة ثالثة للوصول إلى البيت الأبيض.

ورداً على أسئلة بشأن التسجيل الصوتي، قال المتحدث باسم حملة ترمب، ستيفن تشيونج: "تركز حملة عام 2024 على التنافس في كل ولاية والفوز بأسلوب مهيمن. لهذا السبب يتصدر الرئيس ترمب بفارق كبير في استطلاع تلو الآخر".

وكانت ولاية ويسكونسن جزءاً كبيراً من انتصار ترمب عام 2016، عندما حطم ما يسمى "الجدار الأزرق" للديمقراطيين في الجزء العلوي من الغرب الأوسط، وعانت حملته بشدة للإبقاء على الولاية المتأرجحة في صفه بعد 4 سنوات قبل أن يخسر أمام بايدن.

وهزم بايدن ترمب بفارق 21 ألف صوت في ولاية ويسكونسن عام 2020، وهي نتيجة صمدت أمام عمليات التدقيق والمراجعات المستقلة والحزبية، بالإضافة إلى الدعاوى القضائية وإعادة فرز الأصوات في أكبر مقاطعتين في الولاية ذات الميول الديمقراطية.

اعتراف بالهزيمة

ومع ذلك، بعد يومين من الانتخابات، لم يكن هناك نقاش بشأن فوز ترمب بالولاية خلال اجتماع نشطاء الحملة الجمهوريين. وبدلاً من ذلك، تركز أجزاء من الاجتماع على المناقشات بشأن حشد مكاتب الحملة، وكتابة تقارير ختامية عن كيفية تطورها. وفي إحدى أجزاء التسجيل، يسُمع صوت إيفرسون أثناء إشادته بجهود الحزب الجمهوري مع الاعتراف بهامش هزيمة ترمب في الولاية.

وأضاف إيفرسون: "في نهاية اليوم، حصلت هذه العملية (الانتخابية) على أصوات أكثر من أي جمهوري آخر في تاريخ ولاية ويسكونسن.. قولوا ما شئتم، عمليتنا تحولت إلى جمهوريين أو مؤيدي ترمب. حصل الديمقراطيون على 20 ألف (صوت) أكثر مما حصلنا عليه".

وفي الأسابيع التي أعقبت الانتخابات، أقام ترمب وحلفاؤه عشرات الدعاوى القضائية، وعقدوا اجتماعات مع ناخبين وهميين، وضغطوا على مسؤولي الانتخابات في محاولة لتغيير إرادة الناخبين وإبقاء ترمب في منصبه.

ووفقاً للوكالة، ليس من الواضح ما إذا كان الموظفون في حملة ويسكونسن نسقوا رسالتهم بشكل مباشر مع مسؤولي الحملة في واشنطن.

وتم تحديد المصدر المتحدث الآخر في التسجيل على أنه الناشط الجمهوري كلايتون هينسون. والذي كان في ذلك الوقت مديراً إقليمياً للجنة الوطنية للحزب الجمهوري ومسؤولاً عن ولاية ويسكونسن وولايات الغرب الأوسط الأخرى. وأشاد بإقبال الجمهوريين على التصويت وجهود الحملة الانتخابية مع الاعتراف بحملة التصويت القوية للديمقراطيين.

وأشار هينسون على وجه التحديد إلى نسبة المشاركة الديمقراطية في مقاطعة داين، التي تضم ماديسون، عاصمة الولاية، وهي معقل ليبرالي في الولاية. وأدلى 80% من السكان في سن الاقتراع بأصواتهم عام 2020 في المقاطعة، حيث فاز بايدن بنسبة 76% من الأصوات.

وقال هينسون: "أرفع لهم القبعة لما فعلوه في مقاطعة داين. ستكون هناك انتخابات أخرى في غضون عامين. لذا تذكروا الدروس التي تعلمتموها وكونوا مستعدين للرد".

وعندما طلب "أسوشيتدبرس" من هينسون التعليق على الاجتماع عبر الهاتف الخميس، قال: "كلا شكراً".

منافسون محتملون

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس السابق (ترمب) هو المرشح الجمهوري الوحيد المعلن رسمياً، إلا أن العديد من الطامحين في هذه الولاية يرغبون في الترشح أيضاً، وفي مقدمتهم الحاكمة السابقة للولاية نيكي هايلي التي وعدت أنصارها بإعلان وشيك.

كما أعلن كبار مانحي ترمب أنهم لن يدعموا ترشحه في عام 2024، ومالوا لمصلحة حاكم فلوريدا والنجم الصاعد للحزب رون دي سانتيس الذي لم يعلن رسمياً ترشحه بعد.

ويمثل كل هذا ضغوطاً سياسية على الرئيس السابق الذي يواجه بالفعل عدداً كبيراً من التحقيقات. ففي ديسمبر، أوصت اللجنة النيابية التي حقّقت في الهجوم على مقرّ الكونجرس، بمقاضاته. كما تعهدت قاضية في جورجيا باتخاذ قرار "وشيك" يتعلق بالضغط السياسي الذي مارسه في الولاية.

لكن مناصري ترمب يحذرون من الاستخفاف به بهذه السرعة. فهو يواصل إطلاق التصريحات متجاوزاً جميع الفضائح، ومن المتوقع أن يستفيد قطب العقارات السابق بشكل كبير من السماح له قريباً بتفعيل حسابيه على "فيسبوك" و"انستجرام"، ما يسمح له باستخدام منبر يعود عليه بفائدة كبيرة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات