فوز مؤيدي استقلال اسكتلندا "يحشر" جونسون في زاوية "الاستفتاء"

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيسة وزراء اسكتلندا وزعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي نيكولا ستورجيون بعد إعلان الفوز - AFP
رئيسة وزراء اسكتلندا وزعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي نيكولا ستورجيون بعد إعلان الفوز - AFP
دبي-أ ف برويترزالشرق

فازت الأحزاب المؤيدة لاستقلال اسكتلندا بغالبية المقاعد في انتخابات البرلمان، ما يمنحها منصة للضغط من أجل إجراء استفتاء ثانٍ على مغادرة المملكة المتحدة.

وأظهرت نتائج السبت، فوز "الحزب القومي الاسكتلندي" و"حزب الخضر الاسكتلندي" بـ 65 من 87 مقعداً أعلنت حتى الآن، من مجموع 129 مقعداً في البرلمان.

وتمنح هذه النتائج القوميين الاسكتلنديين دفعة لإجبار رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون على قبول تنظيم استفتاء جديد حول استقلال اسكتلندا، كونه صاحب الكلمة الأخيرة للبت في هذه المسألة.

ويعارض جونسون تنظيم الاستفتاء، ويتذرع بأنه أمر لا يحدث "سوى مرة في الجيل"، متمسكاً بنتائج استفتاء عام 2014، حين اختار 55 في المئة من الناخبين البقاء في المملكة المتحدة.

لكن مؤيدي الاستفتاء يقولون إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، الذي عارضه 62 في المئة من الاسكتلنديين، غيّر قواعد اللعبة، وكذلك وباء كورونا الذي عزز شعبية رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجون بفضل إدارتها الجيدة للأزمة الصحية.

وترغب ستورجون في أن تحصل اسكتلندا على استقلالها لتطلب بعد ذلك الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأكدت، الجمعة، أنه سيتم تنظيم استفتاء "في الوقت المناسب"، بمجرد التغلب على وباء كورونا. 

نتائج مدوية

وأدلى الناخبون البريطانيون، الخميس، بأصواتهم في انتخابات محلية مصيرية أرجئت لمدة عام بسبب الوباء، ونُظمت لتجديد حوالي 5 آلاف مقعد في 143 برلماناً محلياً في إنجلترا، ولاختيار رئيس بلدية العاصمة لندن وأعضاء برلمانَي مقاطعتي ويلز واسكتلندا.

وكان لأولى نتائج "الخميس الانتخابي الكبير" وقع مدوٍّ فجر الجمعة، إذ اختارت دائرة هارتليبول، للمرة الأولى منذ استحداثها في عام 1974، نائبة من حزب المحافظين، جيل مورتيمر، بدل منافس من حزب العمال، بول وليامز، بفارق ضعف الأصوات تقريباً.

وبذلك، سجل "حزب المحافظين" الذي يتزعمه جونسون، انتصاراً تاريخياً في هذا المعقل العمالي في شمال شرقي إنجلترا، وهو ما وصفه جونسون بـ"المشجع جداً".

 وأتت هذه الانتخابات في وقت حسّنت الحكومة صورتها جراء نجاح حملة التلقيح، بعدما تعرضت لانتقادات شديدة بسبب إدارتها لجائحة كورونا؛ كما أتت في وقت لا يزال "حزب العمال" يعاني من عواقب "بريكست"، فهو لم يعتمد موقفاً واضحاً حيال هذه المسألة الرئيسية بعد رجحان كفة مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي.

"العمال" باقٍ رغم "الخضّة"

ويعيش "حزب العمال" حالة من الفوضى بعد هزيمته القاسية في هارتلبول. لكنه في المقابل، حقق نتائج جيدة جداً في ويلز، حيث حصل على 30 مقعداً من أصل 60 في البرلمان المحلي مقابل 16 مقعداً للمحافظين، ما يسمح له بالبقاء في السلطة.

وانتُخبت العمالية جوان أندرسون (47 عاماً) رئيسة لبلدية ليفربول (شمال إنكلترا) لتصبح أول امرأة سمراء يتم انتخابها لرئاسة مدينة بريطانية كبرى. 

وفي لندن، يبدو "حزب العمال" في وضع أفضل بكثير، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم صادق خان بفارق كبير عن المحافظ شون بيلي، ليفوز بولاية ثانية، بعد خمس سنوات من انتخابه رئيساً للبلدية حين أصبح أول مسلم يشغل منصباً من هذا النوع في عاصمة غربية كبرى.

وسيستمر فرز صناديق الاقتراع طوال عطلة نهاية الأسبوع، علماً أنه استغرق وقتاً أطول من العادة نتيجة القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا.