تغييرات في محطة الفضاء الدولية مع انطلاق رحلات "سبيس إكس"

time reading iconدقائق القراءة - 5
محطة الفضاء الدولية. - أسوشيتد برس
محطة الفضاء الدولية. - أسوشيتد برس
واشنطن -أ ف ب

تعمل محطة الفضاء الدولية بكامل طاقتها بعد أكثر من 20 عاماً، ومن المفترض أن تبقى في الخدمة لسنوات عدة بفعل عودة الرحلات الفضائية من الولايات المتحدة، لكن مسألة مستقبلها مطروحة بقوة.

وقالت رئيسة البرامج المأهولة في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، كاثي لوديرز، خلال مؤتمر صحافي في وقت سابق من الشهر الحالي، إن محطة الفضاء الدولية "أصبحت الميناء الفضائي الذي كنا نريده"، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وبعد سحب المكوكات الفضائية الأميركية من الخدمة عام 2011، بقيت صواريخ "سويوز" الروسية "مركبات الأجرة" الوحيدة التي تقصد المحطة. ولكن منذ العام الماضي، بفضل شركة "سبيس إكس"، استؤنفت الرحلات الجوية من الولايات المتحدة.

وقال مدير برنامج المحطة في وكالة "ناسا"، جويل مونتالبانو، إن "اتفاقنا الأخير مع الشركات الخاصة يسمح لنا بإرسال المزيد من الأشخاص إلى محطة الفضاء الدولية".

ونظراً لأن مركبة "دراغون" من "سبيس إكس" تستوعب 4 رواد فضاء (مقارنة بثلاثة رواد في سويوز)، رُفع عدد أفراد طاقم للمحطة إلى 7 بعد أن كان 6 أفراد.

وينبغي تالياً أن يضاف إلى محطة الفضاء الدولية سرير جديد. والعمل جار على ذلك بالفعل.

ومن المتوقع أن تتوجه مهمة عادية ثانية إلى المحطة بواسطة "دراغون" في 22 أبريل المقبل من فلوريدا، وتحمل اسم "كرو 2"، وسيكون في عدادها الفرنسي توما بيسكيه.

وسيمكث أفراد البعثة الجديدة بضعة أيام مع رواد الفضاء الأربعة، على أن يعود هؤلاء إلى الأرض بعدما يمضون 6 أشهر في الفضاء.

وخلال فترة التسليم والتسلّم هذه، سيكون ما لا يقل عن 11 شخصاً موجودين معاً في محطة الفضاء.

تجارب أكثر

وقال مدير الاستكشاف البشري والروبوتي في وكالة الفضاء الأوروبية، الشريكة في المحطة، ديفيد باركر "نحن ندخل العصر الذهبي لاستخدام محطة الفضاء الدولية".

ويعود تاريخ المشروع الجنوني إلى عام 1984، عندما طلب الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغن من وكالة "ناسا" إنشاء "محطة فضاء تكون مأهولة بشكل دائم".

وأرسلت الأجزاء الأولى إلى الفضاء في العام 1998. وأمضى الطاقم الأول أشهراً عدة هناك في العام 2000، وفي العام 2011 أُنجِز تجميع هذه المحطة التي بلغ طولها 108 أمتار.

ولاحظ الخبير في تاريخ الفضاء روبرت بيرلمان الذي شارك في تأليف كتاب عن الموضوع أن "معظم التركيز في النصف الأول من عمر المحطة كان على إنشائها".

أما اليوم، فلا يزال يتعين على رواد الفضاء إجراء عمليات الصيانة ولكنهم باتوا "يقضون معظم وقتهم في إجراء مئات التجارب العلمية".

وأُجري أكثر من 3 آلاف اختبار في هذا المختبر الموجود في المدار على ارتفاع 400 كيلومتر فوق الأرض، حيث يدور بسرعة 28 ألف كيلومتر في الساعة.

ورأى توما بيسكيه أن "ثمة الكثير من الأشياء هناك". وأضاف "إذا كان بإمكان المرء الاكتفاء بالضغط على زر لإحضارها إليه على الفور والقيام بعمله، فسيكون ذلك رائعاً".

ما المصير؟

أما مستقبل محطة الفضاء الدولية فهو مضمون رسمياً حتى عام 2024 من قبل حكومات الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا واليابان وكندا.

أكدت "ناسا" أن المحطة "ستكون قادرة على تنفيذ مهامها حتى عام 2028". وطمأن إلى أن تحليل الوكالة "لم يُظهر أي مشكلات قد تمنع تمديد مهمتها إلى ما بعد 2028".

ومن المقرر أن تبدأ الدراسة الخاصة بالمرحلة الممتدة من 2028 إلى 2032 "في وقت لاحق هذا العام"، بحسب جويل مونتالبانو.

إن وجهة استخدام المحطة ستتطور، ولقد كانت "ناسا" التي تسعى إلى فك الارتباط بالمحطة مالياً للتركيز على الاستكشاف البعيد (القمر والمريخ) أعلنت عام 2019 أنها ستستضيف السياح في محطة الفضاء الدولية مقابل بدل مالي.

وسيسافر هؤلاء إلى المحطة بواسطة مركبات "سبيس إكس" أو "بوينغ" التي تأخر تطوير مركبتها "ستارلاينر" عن الجدول الزمني.

وأضاف جويل مونتالبانو" نأمل أن تكون أول رحلة لرواد فضاء من القطاع الخاص عام 2022".

خطط مستقبلية

وإذا كانت محطة الفضاء الدولية ستواصل مهمتها لبضع سنوات أخرى، فإن البدائل كثيرة.

وتعتزم شركة "أكسيوم سبيس" إنشاء "أول محطة فضاء تجارية دولية" ستكون ملحقة في المرحلة الأولى بمحطة الفضاء الدولية.

وتخطط الصين هي الأخرى لبدء تجميع محطة فضاء كبيرة سمّيت "تيانغونغ" هذا العام، على أن تنجزها بحلول 2022.

أما روسيا فأعلنت أخيراً عن مشروع لإقامة محطة "على سطح القمر أو في مداره" بالتعاون مع بكين، بعدما امتنعت عن المشاركة في المشروع الأميركي لإقامة محطة "غيتواي" الفضائية المصغرة التي ستكون بمثابة محطة توقف أولى للأميركيين الذين سيتوجهون مستقبلاً إلى القمر.

وبذلك، يمكن أن تنتهي عقود الشراكة الروسية الأميركية في الفضاء عندما تبلغ محطة الفضاء الدولية سن التقاعد وتُرسل إلى الأرض لتتحطم في المحيط.