4 نظريات.. فريق منظمة الصحة العالمية يستعد لنشر تقريره عن منشأ كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 7
عضو في فريق منظمة الصحة العالمية لدى وصوله إلى مطار ووهان - 10 فبراير 2021 - REUTERS
عضو في فريق منظمة الصحة العالمية لدى وصوله إلى مطار ووهان - 10 فبراير 2021 - REUTERS
جنيف -أ ب

قالت وكالة "أسوشيتد برس"، إن فريق منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى علماء صينيين، يستعدون لتقديم تقرير عن بحثهم المشترك عن منشأ فيروس كورونا، الذي تسبب في حدوث جائحة عالمية بعد اكتشافه لأول مرة في الصين منذ أكثر من عام.

وأشارت الوكالة الأميركية إلى أن التقرير الذي يبحث في كيفية ظهور المرض المتفشي، ينظر في أربع نظريات، واحدة منها أكثر أرجحية، وفقاً للخبراء.

يُنشر التقرير المطول بعد أشهر من الجدل، لا سيما بين الحكومتين الأميركية والصينية، بينما يحاول العلماء الحفاظ على تركيزهم على البحث "غير المثمر حتى الآن" عن أصل فيروس قتل أكثر من 2.7 مليون ضحية، وخنق الاقتصاد في جميع أنحاء العالم.

غير أنه لم يتضح على الفور متى سيصدر التقرير بعد تأجيل نشره في وقت سابق من هذا الشهر.

ووفقاً للعديد من الروايات، يمكن أن يقدم التقرير القليل من الإجابات الملموسة، وقد يثير المزيد من الأسئلة.

خطوة أولى 

من المقرر أن يعطي التقرير لمحة أولى مكتوبة من 10 من علماء الأوبئة وعلماء البيانات والطب البيطري وخبراء المختبرات وسلامة الأغذية الدوليين الذين زاروا الصين ومدينة ووهان، التي يعتقد أنها البؤرة الأولى لتفشي الفيروس، في وقت سابق من هذا العام للعمل مع نظرائهم الصينيين الذين جمعوا الجزء الأكبر من البيانات المبكرة.

يأتي ذلك وسط تساؤلات بشأن موضوعية الفريق، أثارها منتقدون أصروا على أن حكومة الصين سيكون "لها رأي محوري في تشكيله". 

في المقابل، يقول مدافعون عن منظمة الصحة العالمية، التي شكلت الفريق، إنه لا يمكن ببساطة إجبار بلد ما على ما يجب القيام به، ناهيك عن دولة قوية مثل الصين.

من جهته، قال ماثيو كافانا، مدير سياسة الصحة العالمية ومبادرة الحوكمة في معهد "أونيل" بجامعة "جورج تاون": "أتوقع أن يكون هذا التقرير مجرد خطوة أولى في التحقيق في منشأ الفيروس، وأن أمانة منظمة الصحة العالمية ستقول هذا على الأرجح"، مضيفاً: "أتوقع أن ينتقد البعض هذا باعتباره غير كاف".

مؤشرات أربعة

رحلة ووهان وصفت بأنها المرحلة الأولى في مشروع واسع لمعرفة أصل الفيروس، وفق "أسوشيتد برس".

لكن منظمة الصحة العالمية شعرت بالغضب من تصوير البعثة على أنها "تحقيق"، قائلة إن هناك صفات من تحقيقات الطب الشرعي التي لم تتم المطالبة بها بموجب القرار الذي تم تبنيه بالإجماع من قبل الدول الأعضاء في الوكالة في مايو، الذي مهد الطريق للتعاون. وقامت منظمة الصحة العالمية والصين في وقت لاحق بتذليل القواعد الأساسية.

وكان عضو الفريق فلاديمير ديدكوف، عالم الأوبئة ونائب مدير الأبحاث في معهد باستور بسان بطرسبرغ في روسيا، لخص المؤشرات الأربعة الرئيسية التي وضعت لأول مرة في مؤتمر صحفي طويل، الشهر الماضي، حول الأصول المشتبه بها للعدوى الأولى لدى البشر.

كانت المؤشرات، حسب الأرجحية: من خفاش عبر حيوان وسيط، مباشرة من الخفافيش، عن طريق المنتجات الغذائية المجمدة الملوثة، من تسريب من مختبر مثل معهد ووهان لعلم الفيروسات.

روج المسؤولون في الصين، وكذلك قائد الفريق الصيني ليانغ وانيان، للنظرية الثالثة، وهي سلسلة المنتجات المجمدة، بينما رجحت الإدارة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترمب النظرية الرابعة المتعلقة بالتسريب المختبري. لكن ديدكوف قال إن الفرضيتين تقعان في ذيل قائمة المصادر المحتملة.

وأشار إلى أن المنتجات المجمدة التي تم العثور على الفيروس بها كانت على الأرجح ملوثة من قبل أشخاص مصابين.

من المحتمل أيضاً أن يكون الشخص المصاب قد جلب الفيروس، ونشره في سوق "ووهان" المرتبط بتفشي المرض، حيث عثر على بعض المنتجات الملوثة لاحقاً.

وقال ديدكوف في مقابلة: "بشكل عام، كانت جميع ظروف انتشار العدوى موجودة في هذا السوق. لذلك، على الأرجح، كانت هناك عدوى جماعية لأشخاص مرتبطين بالمكان"، مضيفاً: "في هذه المرحلة، لا توجد حقائق تشير إلى حدوث تسرب" من المختبر.

وتابع: "إذا ظهرت حقائق علمية فجأة من مكان ما، فحينئذ ستتغير أولوية الرواية وفقاً لذلك. لكن في هذه اللحظة بالذات، لا".

تراجع عن نشر التقرير

وفي 5 مارس الجاري، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن فريق منظمة الصحة العالمية المُكلف بالتحقيق في منشأ كورونا، تراجع عن خطة نشر تقريره المؤقت، الذي تضمن خلاصة نتائج مهمته الأخيرة في الصين، وسط تصاعد التوترات بين بكين وواشنطن بشأن التحقيق.

وأضافت الصحيفة، أن رئيس منظمة الصحة العالمية، ﺗﻳدروس أدﻫﺎﻧوم غبريسوس، كان قد أعلن في فبراير الماضي، أن الفريق سيصدر، في الأسبوع التالي، تقريراً مؤقتاً يلخص نتائج مهمته في ووهان، المدينة الصينية التي ظهر فيها الحالات الأولى لفيروس كورونا، مع إصدار تقرير كامل ومفصل بعد أسابيع، لكن الخبير المختص بالأمن الغذائي، الذي قاد الفريق الذي زار ووهان، الشهر الماضي، بيتر بن أمبارك، قال إنه تم التراجع عن هذه الخطة. 

أصل حيواني

وفي 22 فبراير الماضي، كشف عضو في فريق التحقيق الذي أجرته منظمة الصحة العالمية حول منشأ فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية، عن عقد لقاء مع أول شخص أصيب بحالة مؤكدة لفيروس كورونا، التي ظهرت في 8 ديسمبر 2019، وفقاً لمقال نشره في موقع "ذي كونفرسيشن". 

وأعلن الدكتور دومينيك دواير العضو في فريق التحقيق الدولي، عن عقد لقاء مع زوج طبيبة توفيت جراء إصابتها بكوفيد-19 تاركة طفلاً صغيراً خلفها، إضافة إلى عدد من الأطباء الذين عملوا في مستشفيات مدينة ووهان لعلاج حالات كوفيد-19 المبكرة، حيث اطلع الفريق منهم على ما حل بهم وزملائهم، وكانوا شهوداً على الآثار التي طبعها الفيروس على الكثير من الأفراد والمجتمعات التي تأثرت بالفيروس في مراحله الأولى.   

فريق المحققين

وتألفت البعثة من 17 خبيراً صينياً و10 خبراء دوليين، إلى جانب 7 خبراء آخرين وفريق دعم من وكالات مختلفة، حيث كانت أعمالها، وفقاً لدكتور دواير، تتم بالتشارك بين منظمة الصحة العالمية ولجنة الصحة الصينية. واهتمت البعثة بمراجعة علم الأوبئة الإكلينيكي (كيف انتشر كورونا بين البشر)، وعلم الأوبئة الجزيئي (التكوين الجيني للفيروس وانتشاره)، ودور الحيوانات والبيئة.  

ونظرت مجموعة علم الأوبئة الإكلينيكي وحدها في السجلات الصينية الخاصة بـ76 ألف حالة من أكثر من 200 مؤسسة عن أي شيء يمكن أن يشبه كوفيد-19، مثل الأمراض الشبيهة بالأنفلونزا، والالتهاب الرئوي وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. ولم يجدوا دليلاً واضحاً على وجود انتشار جوهري لكوفيد-19 في ووهان في الجزء الأخير من عام 2019 قبل ظهور الحالة الأولى.

اقرأ أيضاً: