الجيش الإثيوبي يشنّ هجوماً واسعاً على إقليم أمهرة

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود يركبون شاحنة بالقرب من بلدة أديجرات بإقليم تيجراي، إثيوبيا، 18 مارس 2021 - REUTERS
جنود يركبون شاحنة بالقرب من بلدة أديجرات بإقليم تيجراي، إثيوبيا، 18 مارس 2021 - REUTERS
أديس أبابا-أ ف ب

تشنّ القوات الإثيوبية وحلفاؤها ضربات جوية وبرية على مقاتلي "جبهة تحرير تيجراي" في منطقة أمهرة شمال البلاد، حسبما قالت مصادر إنسانية ومن الجبهة لوكالة فرانس برس.

وطال القصف العديد من المناطق في أمهرة الخميس والجمعة، وفق المصادر الإنسانية، وسط تزايد التكهنات بشأن هجوم كبير للقوات الحكومية على مقاتلي الجبهة.

وقال المتحدث باسم "جبهة تحرير شعب تيجراي"، جيتاتشو ريدا، إن هناك "هجوماً كبيراً" ضد الجبهة.

وتخوض الجبهة نزاعاً دامياً مع القوات الموالية للحكومة في شمال إثيوبيا منذ قرابة 11 شهراً.

ويأتي ذلك بعد أيام على أداء رئيس الوزراء آبي أحمد اليمين الدستورية لولاية جديدة الاثنين، متعهداً بالدفاع عن "شرف إثيوبيا" رغم تزايد الانتقادات الدولية للنزاع والمخاوف إزاء الأزمة الإنسانية التي تسبب بها.

تعزيزات عسكرية كبيرة

وأكد جيتاتشو وقوع "قصف غالبيته جوي وبطائرات مسيّرة وبالمدفعية" استهدف مقاتلي الجبهة، إضافة إلى نشر تعزيزات عسكرية كبيرة. وأضاف أنه "تم حشد عشرات الآلاف" في الأجزاء الشمالية من أمهرة بما فيها منطقتا شمال جوندار وشمال وولو.

وقال "نحن على ثقة من أننا سنتصدى للهجوم على جميع الجبهات وأكثر"، مؤكداً "لن نتراجع حتى يُرفع الحصار".

ولم يرد ممثلون عن أمهرة ولا مسؤولون فيدراليون وعسكريون على استفسارات بشأن العمليات العسكرية المفترضة، ولم تتمكن "فرانس برس" من تأكيدها من مصادر مستقلة.

واندلعت الحرب في نوفمبر عندما أرسل آبي أحمد جنوداً إلى تيجراي لإزاحة "جبهة تحرير شعب تيجراي"، حكام المنطقة السابقين، في خطوة قال رئيس الوزراء إنها تأتي رداً على هجمات للجبهة على معسكرات للجيش الفيدرالي.

وعلى الرغم من سيطرة القوات الحكومية بسرعة على مدن وبلدات تيجراي، استعادت الجبهة السيطرة على معظم مناطق الإقليم ومنها العاصمة ميكيلي بحلول أواخر يونيو.

وامتدت المعارك مذاك إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين، وتسببت بما وصفته الأمم المتحدة "أزمة إنسانية هائلة"، فيما يواجه مئات آلاف الأشخاص ظروفاً أشبه بالمجاعة.

وقتل عدد لم يحدد من المدنيين ونزح قرابة مليونين، فيما ورد العديد من التقارير عن فظائع من بينها مجازر وعمليات اغتصاب جماعي.

فصل المطر

وتحدثت تكهنات عن احتمال تفاقم المعارك مع قرب انتهاء فصل المطر والتعبئة الواسعة في أنحاء البلاد وخصوصاً أمهرة.

وكتب المتحدث باسم أمهرة، الخميس، على "تويتر": "بما أن شنّ عملية لتحرير شعبنا الذي يواجه محنة بسبب إرهابيي جبهة تحرير تيجراي يمكن أن يحدث في أي وقت، وعلى كل الجبهات، يجب أن نكون محترسين على مدار الساعة".

وقال أويت ولدميكايل، الخبير الأمني في منطقة القرن الإفريقي بجامعة "كوين" في كندا، في وقت سابق هذا الأسبوع، إن حكومة آبي أحمد الجديدة سيكون عليها التعامل مع ما وصفه "بمثلث أزمات: الحرب نفسها وتداعياتها الإنسانية والاقتصادية".

ورأى في حديث لـ"فرانس برس" أن "موجة المعارك القادمة وتدهور الظروف الإنسانية يسددان ضربة أخرى لمكانة آبي أحمد الدولية، ويشكلان اختباراً لحكومته الجديدة منذ اليوم الأول". 

أثارت حكومة آبي أحمد غضباً دولياً الأسبوع الماضي عندما طردت سبعة مسؤولين كباراً من الأمم المتحدة اتهمتهم بـ"التدخل" في الشؤون الداخلية لإثيوبيا، ما فاقم المخاوف إزاء التداعيات الإنسانية في تيجراي.

وحض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي قال إن أكثر من خمسة ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدة إنسانية، السلطات الإثيوبية، الأربعاء، على السماح للمنظمة الدولية بإيصال المساعدات "من دون عوائق".

وتيجراي في "حالة حصار" بحكم الأمر الواقع يمنع دخول غالبية المساعدات. 

ويلقي المسؤولون الإثيوبيون بالمسؤولية على "جبهة تحرير شعب تيجراي" في عرقلة وصول المساعدات، ولكن وزارة الخارجية الأميركية قالت لـ"فرانس برس" الشهر الماضي إن وصول المواد الأساسية والخدمات تتم عرقلته من جانب الحكومة الإثيوبية.

وحذرت وكالة تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة الأمم المتحدة مؤخراً من أن نقصاً في المواد الطبية يتسبب بتداعيات مميتة في تيجراي، وتحدثت عن مستويات مقلقة من سوء التغذية بين الأطفال والحوامل.