
انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، المشاورات "اليمنية -اليمنية" برعاية مجلس التعاون الخليجي، فيما أبدى المبعوث الأممي الخاص لليمن هانز جروندبرج، تفاؤله بهذه المحادثات للوصول إلى اتفاق سلام.
وقال هانز جروندبرج، إنه يأمل في أن تؤدي المشاورات اليمنية في الرياض إلى "دفع المتحاربين إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي شامل". وأضاف أن "الخسائر الكبيرة التي مني بها اليمن، لا يمكن حصرها بسبب الفرقة السياسية، والاقتصاد الذي تضرر"، بالإضافة إلى "فقدان الخدمات الإنسانية".
وأشار إلى أن "الشباب اليمني حرم مستقبله بسبب هذه الظروف القاسية"، وشدد على أنه "طالما استمر النزاع سيكون له تأثير كبير على المدنيين".
تفاؤل بنجاح المشاورات
وذكر هانز جروندبرج أن الشعب اليمني يحتاج أن يرى "طريقاً واضحاً"، مشيراً إلى أن محادثات الرياض تساعد على "تطوير سبل للتوصل إلى حل سياسي شامل، يركز على كافة الشؤون الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية".
وتابع: "يحدوني الأمل والتفاؤل تجاه نجاح هذه العملية وأشعر بالحماس، وهذه رسالة يجب أن نبعثها، اليمن يريد نهاية لهذه الحرب ويريد أن يتحقق السلام".
وقال أيضاً إن "هناك حاجة لإجراءات عاجلة للتخفيف من آثار الحرب على المدنيين"، معلناً أنه "سيستأنف في الفترة المقبلة مشاوراته مع كافة الأطراف اليمنية".
وشدد على أن اليمن يحتاج للدعم من جيرانه للوصول إلى الخدمات ومصادر الطاقة، وقال إنه يأمل في أن "تساعد محادثات الرياض في زيادة الزخم من أجل التوصل إلى حل وحوار، والتزام لكي نأتي بحل لهذا الصراع والأزمة".
المبعوث الأميركي يدعو لـ"حل دائم"
ودعا المبعوث الأميركي لليمن تيم ليندركينج، إلى حل دائم للصراع في اليمن، وإلى زيادة المساعدات الإنسانية الطارئة إلى مليار دولار، لـ"تخفيف المعاناة عن اليمنيين".
وقال إن مشاورات الرياض "تعبير عن التزام إقليمي ودولي لإنهاء الصراع اليمني"، كما أنها "تشكل فرصة من أجل الحوار، لكي يتحدث اليمنيون سوياً ويناقشون وجهات نظرهم المختلفة".
وأضاف: "نحن في الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يمكننا أن نجد الفرصة لكم للحديث، ولكن أنتم من يجب أن تحددوا مستقبلكم لذا أتمنى أن تكون هذه محادثات ناجحة".
ورحب ليندركينج بإعلان التحالف العربي تعليق العمليات العسكرية باليمن، معلناً دعم الولايات المتحدة اقتراح الأمم المتحدة بعقد هدنة، معتبراً أن هذه قد تكون "خطوة أولى لوقف إطلاق نار شامل وبدء عملية سلام شامل في اليمن".
وشدد على أن "الولايات المتحدة تؤيد قيادة الأمم المتحدة لتطوير حل سلمي شامل للجميع، وخصوصاً من خلال المشاورات في عمان والتي عقدت بداية مارس الجاري".
"أوضاع إنسانية مؤسفة"
وشدد ليندركينج على أنه "لا يمكن الحديث عن الحياة في اليمن دون الحديث عن المساعدات الطارئة"، مشيراً إلى زيارته الأخيرة لليمن قبل 3 أسابيع والتي قال إنها كانت "مؤسفة" نظراً للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها المدنيون.
وقال: "يجب على المجتمع الدولي أن يقدم مساعدات ليقلل من المعاناة اليمنية"، ودعا إلى زيادة المساعدات إلى اليمن إلى مليار دولار، مضيفاً أن هذا حتى "ليس كافياً".
وأعرب عن شعوره بخيبة الأمل "بسبب التقصير"، وقال "لذا أتوجه إلى المانحين لزيادة المساعدات الطارئة لا نريد أن يشعر اليمنيون بخيبة الأمل".
وتابع: "الولايات المتحدة هنا للتعبير عن التزامها بتقديم مساعدات للشعب اليمني".
الحجرف: الحل يمني
من جهته، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف في كلمة افتتاحية، إن المشاورات اليمنية "تمثل منصة لأبناء اليمن لتشخيص الواقع وفهم صعوباته واستقراء المستقبل، وبلورة تحدياته واتخاذ خطوات عملية تنقل اليمن من الحرب وأهوالها إلى حالة السلم".
وشدد على أن "لا حل إلّا ما يقرره أبناء اليمن، ولا مستقبل إلّا ما يقرره أبناء اليمن"، وأكد أن "الحل يمني ولأجل اليمن".
وأضاف أن "جهود المجتمع الدولي عبر مبعوثيه تُشكّل دعماً دولياً لإنهاء الصراع في اليمن عبر قرارات مجلس الأمن، ودعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار".
واعتبر أنها "فرصة تاريخية للبناء عليها، والحفاظ على اهتمام المجتمع الدولي بملف اليمن إلى أن تضع الحرب أوزارها وتنطلق معركة البناء والإعمار".
وأرسل مجلس التعاون الخليجي دعوات لنحو 500 شخص من مختلف المكونات في المجتمع اليمني "من دون استثناء". وقال الأمين العام للمجلس إن المشاورات ستشمل 6 محاور هي: "العسكري والسياسي، الإنساني والاقتصادي، والإصلاح الإداري والتعافي الاجتماعي".
ترحيب أممي بوقف النار
وحض المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان، الأربعاء، جميع الأطراف على "البناء على هذه التطورات الإيجابية، والتي تتزامن مع بدء شهر رمضان المبارك".
وأعرب عن أمله في أن يخلق هذا التطور زخماً لإنهاء العنف كلياً، ودفع عملية السلام في اليمن قدماً، والتخفيف من معاناة اليمنيين.
كما دعا الأطراف إلى الاستفادة من هذه الفرصة "للانخراط بشكل إيجابي ودون شروط مسبقة" مع المبعوث الأممي الخاص هانز جروندبرج، وجهوده للوساطة من أجل التوصل إلى تسوية تفاوضية شاملة للنزاع في اليمن.
وأعلن التحالف العربي في اليمن، الثلاثاء، وقف العمليات العسكرية في الداخل اليمني لإنجاح المشاورات "اليمنية- اليمنية".
والسبت، أعلنت جماعة الحوثي، هدنة لمدة 3 أيام، تشمل تعليق الهجمات ضد السعودية والعمليات الهجومية داخل اليمن.
التزام أميركي
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، خلال لقاء ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد في المغرب، أن الولايات المتحدة عازمة على "بذل كل ما في وسعها" لمساعدة السعودية والإمارات ضد الهجمات الحوثية".
وقال بلينكن لمحمد بن زايد: "لدينا تحديّات حقيقية يجب مواجهتها معاً في المنطقة وخارجها.. وفي اليمن، العدوان الذي يرتكبه الحوثيون، بما في ذلك الهجمات الإرهابية ضد السعودية والإمارات".
وأشاد وزير الخارجية الأميركي بدعم الإمارات لـ"هدنة وقف إطلاق النار في اليمن"، مؤكداً أن السبيلين الوحيدين للسلام الدائم هما "الحوار والدبلوماسية".
"بارقة أمل"
من جهته، قال رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، إن تركيز المشاورات "اليمنية- اليمنية" المنعقدة تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، على دعم الاقتصاد الوطني وبحث آفاق السلام وغيرها من المحاور، تعطي بارقة أمل للشعب اليمني ودفعة كبيرة لجهود الحكومة في تحقيق الاستقرار والإيفاء بالتزاماتها.
وأعرب رئيس الوزراء لدى استقباله في وقت سابق الأربعاء، المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، والقائمة بأعمال السفارة الأميركية لدى اليمن كاثي ويستلي، عن ثقته في نجاح هذه المشاورات والخروج برؤى وأفكار تخدم الشعب اليمني، وتقديم حزمة دعم اقتصادي عاجل من دول مجلس التعاون.
اقرأ ايضاً: