عمران خان: العقوبات الأميركية على طالبان تهدد استقرار باكستان

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان خلال مقابلة مع وكالة "رويترز" في إسلام آباد - 4 يونيو 2021 - REUTERS
رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان خلال مقابلة مع وكالة "رويترز" في إسلام آباد - 4 يونيو 2021 - REUTERS
دبي - بلومبرغ

حذر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من أن رفض الولايات المتحدة الاعتراف بحكومة حركة "طالبان" في أفغانستان، إضافة إلى العقوبات التي تفرضها وتجميدها أصولاً مالية أفغانية في مصارفها، قد تثير فوضى في البلاد وتهدد الاستقرار في باكستان.

وقال خان، في مقابلة مع برنامج "فريد زكريا جي بي إس" على شبكة "سي إن إن"، إن أصداء الأزمة الإنسانية الحالية في أفغانستان، الناجمة جزئياً عن الإلغاء المفاجئ للمساعدات الخارجية للبلاد، بعد استعادة "طالبان" السلطة في أغسطس الماضي، ترددت في باكستان المجاورة.

وطالب بأن تدرك الولايات المتحدة أن الأمر لا يتوقف عند النفور من حكومة طالبان؛ لأنه يتعلّق بنحو 40 مليون شخص، يعاني نصفهم وضعاً غير مستقر بشدة، وقال: "هناك جوع.. ويواجهون نقصاً في الأغذية خلال الشتاء وسوء تغذية". 

واعتبر رئيس الوزراء الباكستاني أنه "لا خيار" لدى الحكومات الأجنبية سوى محاولة العمل مع "طالبان" لتجنّب أزمة أكبر، و"تحفيزها بشأن الحكومة الشاملة التي يريدها العالم، وحقوق الإنسان، لا سيّما حقوق النساء، ووصف ذلك بأنه "الوسيلة الوحيدة للمضيّ قدماً الآن".

3 مجموعات إرهابية

ولفت خان إلى أن بلاده تواجه مشكلتين: "لدينا 3 ملايين لاجئ أفغاني، وثمة 3 مجموعات إرهابية تنشط من أفغانستان إلى باكستان"، مشيراً إلى حركة "طالبان الباكستانية"، و"متمردين" من عرقية البلوش، إضافة إلى تنظيم "داعش". ورجح تسلّل "إرهابيين" إلى بلاده، مع نحو 250 ألف لاجئ أفغاني دخلوا أراضيها أخيراً.

وأعرب رئيس الوزراء الباكستاني عن خوفه من انزلاق أفغانستان إلى الفوضى بسبب افتقار النظام المصرفي إلى السيولة بسبب العقوبات، مشدداً على أن استقرار أفغانستان سيضمن الاستقرار والسلام في باكستان. 

وتوقع خان أن تعترف الولايات المتحدة بحكومة طالبان "عاجلاً أو آجلاً"، ودعا إلى تنازلات من الجانبين، معتبراً أن القيود الغربية ستؤذي الأفغان، لا الحركة التي "لا يمكن لأحد الآن الحلول مكانها".

ورأى خان أن الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على الإرهاب "غذت الإرهابيين"، داعياً واشنطن إلى "مراجعة سياستها" في شنّ هجمات بطائرات مسيّرة، تستهدف أشخاصاً يشتبه في كونهم إرهابيين، بسبب ما خلفته هذه الهجمات من "خسائر جانبية".

الصين والإيجور

وحين سئل رئيس الوزراء الباكستاني عن اتهامات للصين بقمع مسلمي أقلية الإيجور في إقليم شينجيانج، قال إن السفير الباكستاني زار الإقليم و"لاحظ أن الصورة ليست كما تعرضها وسائل إعلام غربية"، وأضاف: "يجب ألا نتجه إلى حرب باردة أخرى، ولأن هناك دعاية كثيفة، لا نعلم أين تكمن الحقيقة".

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن باكستان شهدت تكثيفاً لهجمات يشنّها متشددون، منذ سيطرة "طالبان" على أفغانستان، ما فاقم مخاوف خان، الذي يحاول التغلّب على أزمة اقتصادية بمساعدة من استثمارات صينية.

أموال المصرف المركزي الأفغاني

وجاءت تصريحات خان بعدما أمر الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة الماضي، المؤسسات المالية في الولايات المتحدة بتحويل 7 مليارات دولار من أموال المصرف المركزي الأفغاني، إلى حساب موحّد في الاحتياطي الفيدرالي بنيويورك. وستخصّص واشنطن 3.5 مليار دولار لمساعدة الشعب الأفغاني، وتحتفظ بـ3.5 مليار دولار أخرى في الولايات المتحدة، في انتظار ما ستؤول إليه دعوى قضائية أقامها ضحايا لهجمات 11 سبتمبر 2001.

ووصف المصرف المركزي الأفغاني هذه الخطوة بأنها "ظلم"، علماً بأن الأمم المتحدة وجّهت أخيراً نداءً للحصول على مساعدات قياسية بقيمة 5 مليارات دولار، محذرة من أن أكثر من نصف سكان أفغانستان، وعددهم 40 مليوناً، يواجهون جوعاً حاداً، كما أن مليون طفل معرّضون لخطر الموت في ظلّ شتاء قارس.

وشكّلت المساعدات الأجنبية 40% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد خلال عقدين من الاحتلال الأميركي، لكنها توقفت بعد سيطرة "طالبان" على البلاد العام الماضي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات