الأمم المتحدة تقترح آلية لضخ ملايين الدولارات إلى أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 4
أحد شوارع العاصمة الأفغانية كابول - 17 أكتوبر 2021 - REUTERS
أحد شوارع العاصمة الأفغانية كابول - 17 أكتوبر 2021 - REUTERS
جنيف-رويترزأ ف ب

وضعت الأمم المتحدة معالم برنامج "التبادل الإنساني" في أفغانستان، والذي تستهدف من خلاله تقديم مساعدات إنسانية بملايين الدولارات، دون مرور الأموال على حركة طالبان وقادتها المدرجين على القوائم السوداء.

وأظهرت مذكرة داخلية للأمم المتحدة اطلعت عليها "رويترز"، أن المنظمة الدولية تهدف هذا الشهر إلى استحداث نظام لمقايضة مساعدات بملايين الدولارات بالعملة الأفغانية، في خطة ترمي للتخفيف من وطأة الأزمات الإنسانية والاقتصادية.

وجاء في المذكرة أن "الهدف العام هو بدء برنامج التبادل الإنساني ووضعه موضع التنفيذ في فبراير..(لكن) قبل الإطلاق الكامل للبرنامج، نسعى لتسهيل عدة مقايضات تجريبية لنوضح بالضبط كيف ستعمل الآلية".

وتسعى الأمم المتحدة للحصول على مساعدات إنسانية خلال العام الحالي، بقيمة 4.4 مليار دولار لتقديمها لأفغانستان.

وتسعى الآلية لدعم القطاع الخاص المتعثر، من خلال استحداث نظام لمقايضة العملة الأفغانية التي تحتفظ بها الشركات الخاصة في البلاد، مقابل سداد ديونها للدائنين الأجانب، من أجل إعادة قدرتها على جلب الواردات، وذلك صمن مساعي تخفيق وطأة الأزمة الاقتصادية والإنسانية في أفغانستان، بحسب "رويترز".

ومنذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس، توقف تدفق المساعدات المالية الأجنبية بسبب مخاوف البنوك الدولية من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة، على الحركة.

وحذّرت الأمم المتحدة من معاناة أكثر من نصف سكان أفغانستان البالغ عددهم 39 مليون نسمة من الجوع الشديد، وأن الاقتصاد والتعليم والخدمات الاجتماعية على شفا الانهيار.

ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، من أن البرنامج لا يمكن إلا أن يكون إجراءً مؤقتاً حتى يبدأ البنك المركزي الأفغاني العمل بشكل مستقل، ويتم الإفراج عن نحو تسعة مليارات دولار من الاحتياطيات الأجنبية المجمدة في الخارج.

لكن من غير الواضح متى يحدث ذلك، فالاحتياطيات التي تحجبها الولايات المتحدة مكبلة بإجراءات قانونية، والحكومات الغربية مترددة في الإفراج عن الأموال، ما لم ترَ احتراماً أكبر من جانب طالبان لحقوق الإنسان، وخاصة حقوق النساء والفتيات.

"التفاوض مع الحركة"

وطالبت حركة طالبان المجتمع الدولي، الذي لا يعترف بها رسمياً، بالتعاون معها وإجراء محادثات مباشرة، بهدف الحصول على مساعدات إنسانية لأفغانستان، وفقاً لبيان صادر عن وفد مؤلف من نحو 10 أعضاء يزور جنيف.

وناشد وفد طالبان، الموجود في سويسرا لإجراء محادثات مع المنظمات غير الحكومية، المجتمع الدولي المضي قدماً مع الحركة "على أساس الشفافية والمساءلة، والاستجابة للحاجة إلى مساعدات إنسانية"، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس".

وتمت دعوة وفد طالبان برئاسة وزير الصحة كالندار عباد، إلى جنيف من قبل منظمة "أبل دي جنيف" غير الحكومية، والتي تقوم بحملات لحماية المدنيين في مناطق الصراع، وتنشط منذ سنوات عدة في أفغانستان.

وكانت الزيارة أيضاً فرصة لوفد طالبان للقاء رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، الأربعاء، وإجراء محادثات مع الصليب الأحمر الدولي بالإضافة إلى دبلوماسيين أوروبيين، بما في ذلك ممثلو وزارة الخارجية السويسرية.

وقالت سويسرا، الخميس، إن الزيارة "لا تشكل شرعية أو اعترافاً" بطالبان، مشددة على أنها عبّرت بوضوح عن توقعاتها بشأن احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وحماية السكان المدنيين. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات