وثق المصور التشيكي فيكتور ماخا، لمصنع "آزوف ستال" للصلب بمدينة ماريوبل الأوكرانية فوتوغرافياً خلال زيارة للمصنع عام 2016.
ونشر ماخا مشاهد من المصنع الذي تحول إلى موقع لمواجهة نهائية بين كتيبة آزوف الأوكرانية والقوات الروسية ونقلها موقع "راديو أوروبا الحرة".
وفقاً لوكالة أنباء "تاس" الروسية الرسمية، فإن الانفصاليين المدعومين من روسيا بدأوا التقدم إلى المصنع في 19 أبريل بمجموعات هجومية تم تشكيلها لاقتحام المصنع".
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر الخميس، بإلغاء خطط اقتحام المصنع وأبلغ وزير دفاعه سيرجي شويجو، أن اقتحام موقع آزوف ستال "غير مناسب" ومن الضروري محاصرة "المنطقة بطريقة لا تسمح بمرور ذبابة واحدة".
حصن للقوات الأوكرانية
يتحصن المقاتلون الأوكرانيون من كتيبة "آزوف" التي يرتدي أعضاؤها شارات تحمل رموزاً للنازيين الجدد، داخل المصنع الضخم استعداداً لما قد يكون معركة دامية ومدمرة بحسب "راديو أوروبا الحرة"، بعدما تجاهل الأوكرانيون الدعوات الروسية للاستسلام.
و بدأ "آزوف ستال" الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية عملياته في عام 1933 بعد أن اختارت السلطات السوفيتية موقعاً لإقامته على ساحل بحر آزوف، لتسهيل شحن رواسب خام الحديد.
وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا، كان يضم المصنع أكثر من 10 آلاف شخص.
وفي عام 1941، اضطر "آزوف ستال"، لوقف عملياته حينما نقلت الكثير من معداته شرقاً بعيداً عن تقدم القوات النازية إلى الاتحاد السوفيتي.
زيارة في 2016
المصور التشيكي فيكتور ماخا الذي وثق مصنع الصلب من الداخل فوتوغرافياً عام 2016، وصف القصف الروسي الحالي لـ"آزوف ستال"، بأنه "جامح وغير خاضع للسيطرة على الإطلاق".
والتقط ماخا الصور التالية أثناء زيارته إلى المصنع في عام 2016، وتعطي الصور فكرة عما ستبدو عليه المعركة النهائية الوشيكة.
تضم ماريوبل الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا، اثنين من مصانع الحديد والصلب الضخمة. واستولت القوات الروسية على مصنع إيليش للحديد والصلب، الشقيق لـ"آزوف ستال"، في منتصف أبريل ويبدو أنه تعرض لأضرار كبيرة.
وقال ماخا إنه يعتقد أن مصنع "آزوف ستال" الأصغر اختير كموقع لاحتماء المقاتلين الأوكرانيين نظراً لوجود ملاجئ شديدة التحصين أسفله.
ملاجئ سوفيتية
على الرغم من أن ماخا لم يحصل على تصريح بالوصول إلى ملاجئ "آزوف ستال" خلال زيارته عام 2016، إلا أنه قال إنه عندما رُمم المصنع في الأربعينيات بعد الحرب العالمية الثانية، قام المخططون السوفييت ببناء الملاجئ أولاً مستفيدين من الدروس القاسية للحرب، ثم أعادوا بناء مصنع الصلب أعلاها.
ولذا فإن الملاجئ محمية بشكل جيد، ولكن ذلك "ربما لا يكون كافياً".
وقال ماخا لـ"راديو أوروبا الحرة"، إنه يتخيل أن الظروف داخل المصنع الذي تعرض للقصف الشديد "تشكل رعباً حقيقياً"، مضيفاً: "لا أستطيع أن أتخيل ما تمر به كتيبة آزوف والمدنيون الآن".
وذكر مجلس مدينة ماريوبل أن هناك أكثر من ألف مدني يحتمون في المخابئ أسفل "آزوف ستال"، فيما نفى الانفصاليون المدعومون من روسيا وجود مدنيين في أراضي المصنع.
وقال موقع "راديو أوروبا"، إن المصور التشيكي يتابع عن كثب الأخبار الواردة من ماريوبل ويخشى أنه "لن يتبقى الكثير من آزوف ستال" بعد القتال.
ولكن بالنظر إلى التاريخ العنيف الذي عانى منه آزوف ستال بالفعل، يعتقد ماخا أنه "بالنسبة للأوكرانيين، فإن "وضعاً كهذا ليس بالأمر الجديد وسيعيدون بناء آزوف ستال، تماماً كما فعلوا بعد الحرب العالمية الثانية".