أميركا.. أول إعدام خلال الفترة الانتقالية الرئاسية منذ 130 عاماً

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة غير مؤرخة لبراندون برنارد، من فريق الدفاع عنه - AFP
صورة غير مؤرخة لبراندون برنارد، من فريق الدفاع عنه - AFP
دبي-الشرق

نفذت السلطات الأميركية الخميس، حكم الإعدام الفيدرالي التاسع خلال 2020، والأول خلال الفترة الانتقالية الرئاسية منذ 130 عاماً، إذ تم إعدام براندون برنارد، أحد أعضاء عصابة شوارع في تكساس، بسبب دوره في قتل زوجين متدينين من ولاية أيوا منذ أكثر من عقدين، ومن المقرر تنفيذ 4 عمليات إعدام فيدرالية أخرى في الأسابيع المقبلة، قبيل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.  

اعتذار عن القتل

تأتي حالة براندون برنارد، الذي تم حقنه بكمية قاتلة من مادة "فينوباربيتال" داخل غرفة إعدام في أحد سجون مدينة تيري هوت، بولاية إنديانا، ضمن حالات إعدام نادرة لشخص كان في سن المراهقة عندما ارتكب جريمته.

وناشد العديد من الرموز المعروفين، بينهم نجمة تلفزيون الواقع، كيم كارداشيان ويست، الرئيس دونالد ترمب، بتخفيف الحكم الصادر بحق برنارد إلى السجن مدى الحياة.

ووجه برنارد كلماته الأخيرة إلى عائلة الزوجين اللذين قتلهما، وتحدث بهدوء شديد بالنسبة لشخص يدرك أنه على حافة الموت، رافعاً رأسه، ومتطلعاً إلى الغرفة الزجاجية التي يجلس بها الشهود، قائلاً: "أنا آسف.. هذه هي الكلمات الوحيدة التي يمكنني أن أتفوه بها، والتي تعبر تماماً عما أشعر به الآن، وما شعرت به في ذلك اليوم". 

وأضاف برنارد، في حديثه الذي استمر 3 دقائق، أنه كان يتحين هذه الفرصة ليعبر عن أسفه، ليس فقط إلى عائلة الضحيتين، وإنما أيضاً إلى عائلته التي عانت كثيراً بسبب الحادث.

وكان برنارد في الثامنة عشرة من عمره عندما أقدم برفقة 4 مراهقين آخرين، على اختطاف وسرقة تود، وستاسي باجلي، لدى عودتهما من قداس يوم الأحد في كيلين، بولاية تكساس.

وقبل تنفيذ حكم الإعدام، أشارت كارداشيان ويست، في حسابها على موقع "تويتر"، إلى حديثها مع برنارد في وقت سابق، قائلة: "كانت أقسى مكالمة أجريتها، ركز براندون، الذي عمد إلى إنكار ذاته كالعادة، على عائلته ليطمئن على أنهم على ما يرام، وطلب مني ألا أبكي لأن معركتنا لم تنتهِ بعد".

وبعد تنفيذ الحكم، غردت قائلة: "قتلوا براندون، لقد كان شخصاً صالحاً، متفائلاً جداً، وإيجابي حتى النهاية، والأهم من ذلك أنه آسف جداً على الأذى والألم الذي تسبب فيه للآخرين".

محامي ترمب يدافع

وقبيل تحديد موعد الإعدام، قدم محامو برنارد، مستندات إلى المحكمة العليا لوقف تنفيذ الحكم، واتسع الفريق القانوني للدفاع عن برنارد، ليشمل اثنين من المحامين المرموقين، وهما آلان ديرشويتز، أستاذ القانون في "جامعة هارفارد" المتقاعد، والذي كان عضو فريق الدفاع عن ترمب في قضية عزله، وكين ستار، الذي كان أيضاً عضو فريق الدفاع عن الرئيس في القضية ذاتها، والمستشار المستقل الذي قاد التحقيق في قضية الرئيس الأسبق، بيل كلينتون. 

ولكن، بعد نحو ساعتين ونصف الساعة من تحديد موعد الإعدام، رفضت المحكمة العليا طلب فريق الدفاع، ما مهد الطريق أمام تنفيذ حكم الإعدام.

موقف ترمب وبايدن

وتعد حالات الإعدام في فترة انتقال السلطة الرئاسية من الأمور النادرة، خاصة أثناء الانتقال من ولاية رئيس مؤيد لعقوبة الإعدام، إلى رئيس منتخب يعارضها مثل بايدن، إذ نفذت آخر عمليات إعدام في هذه الفترة خلال رئاسة جروفر كليفلاند في العقد الأخير من القرن التاسع عشر.  

وأكد محامو الدفاع، سواء في المحكمة أو عبر التماس الرأفة الذي قدموه إلى ترمب، أن برنارد كان عضواً خاضعاً ومتدنياً في التشكيل العصابي الذي كان ينتمي إليه، وأن الزوجين باجلي كانا على الأرجح قد ماتا قبل أن يغمر برنارد سيارتهما بسائل الولاعات ويضرم فيها النيران، وهو ادعاء يتناقض على خط مستقيم مع الشهادة التي أدلى بها الخبير الحكومي في القضية.