سفينتان حربيتان أميركيتان تعبران مضيق تايوان بعد تدريبات هجومية صينية

time reading iconدقائق القراءة - 7
سفن حربية أميركية وأسترالية تبحر في بحر الصين الجنوبي - 18 أبريل 2020 - REUTERS
سفن حربية أميركية وأسترالية تبحر في بحر الصين الجنوبي - 18 أبريل 2020 - REUTERS
واشنطن/ دبي - رويترزالشرق

عبرت سفينة حربية أميركية وزورق لقوات خفر السواحل الأميركية مضيق تايوان، الجمعة، في أحدث تحرك مما تصفه واشنطن بعمليات روتينية عبر ذلك الممر المائي الحساس الذي يفصل تايوان عن الصين التي تطالب بالسيادة على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.

ويأتي مرور السفينتين وسط تصاعد في التوترات العسكرية في العامين الماضيين بين تايوان والصين وبعد تدريبات هجومية أجرتها الصين، الأسبوع الماضي، مع قيام سفن حربية وطائرات مقاتلة بتدريبات قبالة جنوب غرب وجنوب شرق تايوان.

وقالت البحرية الأميركية في بيان، إن المدمرة "كيد" المزودة بصواريخ موجهة يرافقها زورق خفر السواحل مونرو أبحرا "عبر المياه الدولية وفقا للقانون الدولي".

وقال البيان، إن "العبور القانوني للسفن عبر مضيق تايوان يظهر التزام الولايات المتحدة بأن تكون (منطقة) المحيط الهندي-الهادي، حرة ومفتوحة. الجيش الأميركي يطير ويبحر ويعمل في أي مكان يسمح به القانون الدولي".

وتقوم البحرية الأميركية بمثل هذه العمليات كل شهر تقريباً مما يثير غضب الصين التي تعتبر تايوان إقليماً تابعاً لها ولم تنبذ أبداً استخدام القوة للسيطرة على الجزيرة الديمقراطية.

تحذيرات يابانية

وحذرت اليابان من حشود عسكرية صينية حول تايوان أوائل أغسطس الجاري، ودعا وزير الدفاع الياباني، نوبو كيشي، المجتمع الدولي إلى الاهتمام بشكل أكبر بـ"إنقاذ تايوان".

وقال كيشي لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن ضغطاً دولياً واسعاً سيكون حاسماً لمنع أن تقرّر مواجهة عسكرية، مستقبل تايوان.  واعتبرت الصحيفة أن تعليقات الوزير، وهو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق شينزو آبي، تشكّل خطوة أخرى في الخطاب السائد الآن في اليابان، بعدما نأت عن سياسة انتهجتها لسنوات، وربطت بشكل مباشر بين أمن تايوان وأمنها، في استراتيجيتها الدفاعية التي أصدرتها أخيراً، والمعروفة باسم "الكتاب الأبيض"، مع إشارة صريحة إلى الحاجة إلى "شعور أكبر بالأزمة".

وكرّر كيشي تحذيراً ورد في "الكتاب الأبيض"، من أن التوازن العسكري العام بين بكين وتايبه الآن "يميل لمصلحة الصين"، قائلاً: "نشهد تحركات مختلفة من الصين، تعمل لتطويق تايوان".

ودخلت مقاتلات صينية بانتظام منطقة الدفاع الجوي، قبالة الساحل الجنوبي الغربي لتايوان، منذ العام الماضي. كذلك بدأت مقاتلات صينية بالتحليق حول الطرف الجنوبي للجزيرة، في المجال الجوي قبالة ساحلها الجنوبي الشرقي، وحلّقت مقاتلات أيضاً بشكل موازٍ للنصف الشمالي من الساحل الشرقي لتايوان هذا العام. ورُصدت سفن حربية صينية بشكل متزايد، في المياه قبالة الساحل الشرقي لتايوان، وفق "فاينانشال تايمز".

وحذر تارو آسو، نائب رئيس الوزراء الياباني، إلى أن أزمة في تايوان قد تشكّل تهديداً وجودياً لليابان، في تعليق يمثل تحولاً عن الموقف الياباني من استخدام القوات المسلحة اليابانية في نزاع عسكري.

عواقب وخيمة

وأزعج هبوط طائرة عسكرية حكومية أميركية في مطار تايبه في تايوان، في يوليو الماضي، الصين بشكل كبير وحذرت وزارة الدفاع الصينية، حينها من "عواقب وخيمة" لدخول مقاتلات أجنبية المجال الجوي للبلاد، من دون موافقتها.

وفي اليوم التالي لهبوط الطائرة، أجرت الصين تدريبات عسكرية جوية وبحرية بالقرب من تايوان، رداً على "التدخل الخارجي" و "الاستفزازات" من قبل تايوان، بحسب بيان نقلته رويترز.

وأوردت صحيفة "جلوبال تايمز" الرسمية الصينية، أن الجيش والبحرية في الصين نفذا تدريبات إنزال برمائية مشتركة رداً على هبوط طائرة عسكرية أميركية في تايوان.

ونقلت الصحيفة عن خبير عسكري أن التدريبات التي نُفذت قبالة مقاطعة فوجيان شرقي الصين قرب تايوان، يجب أن تُعتبر تحذيراً ورادعاً للولايات المتحدة و"الانفصاليين التايوانيين". ورجّحت الصحيفة تنفيذ تدريبات أكثر تعقيداً في المستقبل.

وحلقت مقاتلات صينية حول الطرف الجنوبي للجزيرة، في المجال الجوي قبالة ساحلها الجنوبي الشرقي، وحلّقت مقاتلات أيضاً بشكل موازٍ للنصف الشمالي من الساحل الشرقي لتايوان هذا العام. ورُصدت سفن حربية صينية بشكل متزايد في المياه قبالة الساحل الشرقي لتايوان، في رسالة أثارت قلقاً من تصعيد عسكري صيني.

مزاعم "لا أساس لها"

وترفض الولايات المتحدة وجيران الصين مزاعمها في بحر الصين الجنوبي، إذ تعتبر واشنطن أن "مطالبات بكين بالغالبية العظمى من بحر الصين الجنوبي، بلا أساس في القانون الدولي"، وأن نفوذها المتصاعد فيه "يتعدّى على سيادة دول المنطقة" بحسب كلمة ألقاها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في معهد أبحاث سنغافورة خلال جولته الآسيوية نهاية يوليو الماضي.

لكن أوستن أكد أن بلاده لا تسعى إلى مواجهة مع بكين.

 وتبلغ مساحة بحر الصين الجنوبي نحو 3.5 مليون كيلومتر مربع، وهو طريق أساسي يربط بين موانئ المحيطين، الهادئ والهندي، وتمرّ عبره سنوياً، سلع وثلث حركة النقل البحري في العالم، بقيمة 5 تريليونات دولار.

وتفيد إدارة معلومات الطاقة الأميركية، بأن نحو 80% من الواردات النفطية للصين، تمرّ عبر البحر الجنوبي، من خلال مضيق ملقا. كذلك الأمر بالنسبة إلى نحو ثلثي إمدادات الطاقة لكوريا الجنوبية، و60% من إمدادات الطاقة لليابان وتايوان.

وتُعدّ المياه أيضاً مناطق صيد مربحة، وتؤمّن المصدر الأساسي للبروتين الحيواني لمنطقة جنوب شرقي آسيا. ويُعتقد بأنها تحتوي على مخزون ضخم غير مستغلّ من النفط والغاز الطبيعي.

 "نزاع إقليمي شرس"

وتثير الجزر الصغيرة في البحر الجنوبي "نزاعاً إقليمياً شرساً" بين 6 دول أساسية، هي بروناي والصين وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام، ما قد يشعل "حريقاً إقليمياً أوسع"، إذ تتنافس على "مسائل مرتبطة بالسيادة ولا حلّ قانونياً سهلاً لها". كذلك "تتعمق الخلافات، نتيجة تفشي القومية"، فيما تتصارع الصين والولايات المتحدة للسيطرة على النظام الدولي.

وثمة سلسلتان من الجزر في البحر الجنوبي، وهي جزر "باراسيل" في ركنه الشمالي الغربي، وجزر "سبراتلي" في ركنه الجنوبي الشرقي. تطالب الصين وتايوان وفيتنام بكامل جزر "سبراتلي"، وماليزيا والفلبين بشكل جزئي. أما "باراسيل" فتطالب بها فيتنام والصين وتايوان.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات