كشفت النجمة الحائزة على جائزة الأوسكار، ميشيل يوه، عن ترددها في البداية بالمشاركة في فيلم Wicked، مشيرةً إلى أنها لم تكن ترى نفسها الخيار المثالي لدور السيدة موربل، ولكن، حسب ما صرحت به خلال مشاركتها في جلسة حوارية على هامش الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، فإن رسالة مفاجئة من نجمتي العمل سينثيا إيريفو وأريانا جراندي، صورتاها من موقع التصوير، كانت السبب الرئيسي لقبولها الدور، وهو ما دفع يوه لاتخاذ قرارها سريعاً، على الرغم من اعترافها بأنها لا تجيد الغناء، "التناغم بين سينثيا وأريانا كان استثنائياً؛ كل منهما مختلفة تماماً، ولكنهما يكملان بعضهما بشكل مثالي".
وأشارت النجمة العالمية إلى أن أجواء تصوير الفيلم، الذي أخرجه جون إم. تشو، كانت مفعمة بالإيجابية والسعادة، وهو ما وصفته بأنه إحدى نقاط تميّز المخرج. وقالت: "خلال تصوير Wicked، كنت أقوم بجولة الأوسكار للترويج لفيلم Everything Everywhere All at Once، العودة إلى موقع التصوير كانت تجربة غامرة بالحب والاستقرار، بعيداً عن توترات الجوائز".
النجاح والتجديد
تحدثت يوه عن تعاونها الطويل مع المخرج جون إم. تشو، الذي بدأ بفيلم Crazy Rich Asians عام 2018. ووصفت الفيلم بأنه كان "مغامرة محفوفة بالمخاطر" في ذلك الوقت، لكونه فيلماً كوميدياً رومانسياً يعتمد بالكامل على طاقم آسيوي.
وأكدت أهمية قرار تشو برفض عرض من نتفليكس لشراء الفيلم، قائلةً: "لو تم عرضه مباشرة على نتفليكس، لما وصل إلى هذا النجاح. السينما تجربة جماعية، ويجب أن نحافظ على حيويتها".
وأوضحت يوه أن Crazy Rich Asians كان بوابتها إلى جيل جديد من المشاهدين، بعد النجاح العالمي لفيلم Crouching Tiger, Hidden Dragon، وأضافت: "كثير من الصحفيين كانوا يخبرونني أن أبناظهم متحمسون للغاية لأنهم يجرون مقابلة معي، ما يعني أنني بدأت بالتواصل مع جيل جديد".
وفي حديثها عن نجاح فيلم Everything Everywhere All at Once, قالت يوه إن العمل كان بمثابة مخاطرة فنية استثنائية. وأوضحت: "لو لم يكن من إنتاج A24، لتم استبعاد العديد من العناصر الجوهرية. نحن نخاطر مع الأفلام الكبيرة التي تفشل، فلماذا لا نفعل ذلك مع الأفلام الصغيرة؟".
كسر النمطية وتحديات الماضي
أعادت يوه التذكير بفترة ما بعد فيلم Tomorrow Never Dies، حين قررت الابتعاد عن الشاشة لبعض الوقت. وأوضحت: "كانت الصناعة في تلك الفترة تقدم أدوارًا نمطية للنساء الآسيويات. أن تقول لا في وجه هذه النمطية هو فعل قوة".
كما استعرضت تحديات بداياتها في صناعة أفلام الحركة بهونغ كونغ، حيث كانت الأدوار الحركية مقتصرة على الرجال. وقالت: "كنت مصممة على إثبات أن النساء قادرات على التميز في أفلام الأكشن، جنباً إلى جنب مع الرجال".
واختتمت يوه حديثها برسالة قوية إلى المبدعين: “افتحوا الأبواب أمام الجميع. امنحونا الفرصة لنثبت أنفسنا. إذا لم نكن قادرين، فلا بأس، ولكن يجب أن نحظى بفرصة المحاولة”.
كلمات ميشيل يوه تعكس تجربتها الطويلة ورسالتها الملهمة في تعزيز التنوع والتمثيل العادل، في وقت باتت فيه هوليوود تبحث عن طرق أكثر انفتاحاً واحتواءً للمواهب المتعددة الثقافات.
رمز عالمي في السينما والفنون القتالية
ميشيل يوه، الممثلة الماليزية التي أصبحت رمزاً عالمياً للسينما والفنون القتالية، بدأت مسيرتها في ثمانينيات القرن الماضي، وسرعان ما أثبتت نفسها كواحدة من أبرز نجمات أفلام الحركة في هونج كونج، واشتهرت يوه بقدرتها على أداء مشاهد القتال دون الاستعانة ببدائل، وهو ما جعلها من أوائل النساء اللواتي اخترقن هذا المجال الذي كان يُهيمن عليه الرجال.
ولدت يوه في مدينة إيبوه بماليزيا عام 1962، وبرزت في بداياتها كملكة جمال ماليزيا قبل أن تنتقل إلى عالم السينما. لعبت أدواراً مميزة في أفلام مثل Police Story 3 إلى جانب جاكي شان، مما رسّخ مكانتها كنجم دولي.
لكن الانطلاقة العالمية الكبرى جاءت من خلال فيلم Tomorrow Never Dies عام 1997، حيث جسّدت دور العميلة الصينية "واي لين" بجانب بيرس بروسنان في سلسلة جيمس بوند.
هذا النجاح تبعه دورها الأيقوني في فيلم Crouching Tiger, Hidden Dragon، والذي جمع بين القوة الفنية والمشاهد القتالية المذهلة، وحصد إشادة واسعة وجوائز مرموقة.
واصلت يوه التنويع في أدوارها، فانتقلت من أفلام الحركة إلى الأعمال الدرامية والكوميدية، مثل Crazy Rich Asians و Everything Everywhere All at Once. مسيرتها المتميزة جعلتها رمزاً ثقافياً ومصدر إلهام لأجيال جديدة، وأكدت قدرتها على تقديم أدوار متنوعة، تجمع بين القوة، العمق، والجاذبية السينمائية.