
تزامناً مع العودة إلى دور السينما والتعافي التدريجي لصناعة الترفيه، يعود الفنان المصري حسن الرداد إلى لونه المفضل "اللايت كوميدي"، بفيلم "توأم روحي" للمخرج عثمان أبولبن، وهي تجربة غامر خلالها الرداد وفريق العمل بالعرض في وقت كورونا، ولكنها "مغامرة محسوبة" إلى حد كبير.
البحث عن الفرح
يصف حسن شخصية "عمر" التي أداها في فيلم "توأم روحي" بأنها "شخصية مركبة، لرجل تغرق زوجته فيصاب بالحزن والاكتئاب، لكنه يحاول الخروج من دوائر الحزن بالبحث عن لحظات الفرح والبهجة، وبضع ضحكات مكسورة، لشخص مضطر للتعايش مع الحياة رغم معاناة الفقد".
الاستعانة بطبيب
عن استعداده للشخصية، قال الرداد لـ"الشرق" إن "مؤلفة العمل أماني التونسي، أجرت أبحاثاً مطولة عن الشخصيات، وطبيعة كل منها نفسياً واجتماعياً، ونقلت لنا مفاتيح هذه الشخصيات، كما زرت أكثر من طبيب نفسي لأعرف منهم طبيعة اكتئاب ما بعد الصدمة، بشكل علمي".
وأضاف: "مررت شخصياً في الواقع بتجربة فقدان والدي ثم شقيقي، وكان لرحيل كل منهما تأثيره القاسي على مشاعري، والممثل عادة يستدعي الأحاسيس التي عاشها وعاناها حين يقدم شخصية مرت بتجربة مماثلة أو مشابهة".
إيرادات مرضية.. ومنتج "شاطر"
على الرغم من أن دور العرض تعمل "طبقاً للإجراءات الاحترازية" بربع طاقتها فقط، فإن الرداد اعتبر أن الإيرادات المتحققة "أكثر من مرضية".
واعترف بأنه وفريق عمل الفيلم تعاملوا مع التجربة باعتبارها "تحدياً صعباً ومغامرة محسوبة"، واصفاً المنتج أحمد السبكي، بأنه "شاطر، ويجيد مفردات صناعة عمل ناجح، ولا يبخل على أعماله"، فضلاً عن علاقة الصداقة التي تربطه به.
وقال الرداد إن الجميع فضلوا المخاطرة بطرح الفيلم وعدم الركون لفكرة التأجيل، إيماناً بأهمية عودة الروح لصناعة السينما التي تمثل مصدر رزق لآلاف الأسر، وليس مجرد النجوم فقط.
وأضاف: "عودة الروح لدور السينما تضفي بهجة على الشارع، وتعطي صورة إيجابية عن البلد لدى زواره من السياح الذين بدؤوا يتوافدون أخيراً بعد تخفيف القيود على السفر".
انفتاح على كل النوعيات
الرداد قال إن الفيلم، على الرغم من كونه كوميدياً، فإنه يختلف بنسبة كبيرة عن معظم أعماله خصوصاً "عقدة الخواجة"، واصفاً نفسه بأنه "منفتح على مختلف النوعيات الفنية".
وأكد الرداد أن أحد أسباب نجاح العمل، إضافة إلى موضوعه، تجلى في موهبة شركائه في البطولة، الثنائي أمينة خليل وعائشة بن أحمد، مشدداً على أن إدارة المخرج عثمان أبو لبن لفريق التمثيل كانت احترافية، وإنسانية راقية، ما انعكس على ظهور العمل بشكل جيد.
الدراما والسينما
واعترف الرداد بأن نسب المشاهدة التي حققها مسلسله التلفزيوني "شاهد عيان" الذي عرض في رمضان الماضي، لم تكن على مستوى توقعاته أو أمنياته، مرجعاً السبب إلى أن بعض القنوات تحظى بإقبال جماهيري أعلى من غيرها، وكذلك حجم الدعاية للعمل الفني، التي تؤثر في انتشاره وجماهيريته، خصوصاً عند العرض الأول له.
وكشف حسن أنه ينوي تكرار تجربة العمل في الدراما التلفزيونية، على الرغم من تركيزه حالياً على السينما، إذ يجهز لثلاثة مشاريع سينمائية في الوقت الراهن.
أنا وزوجتي والشائعات
وأكد الرداد لـ"الشرق" أن زوجته الفنانة إيمي سمير غانم ليس لديها أي مشكلات في التعامل مع معجباته، باعتبارها فنانة ونشأت في بيت فني، الأمر الذي يجعلها مدركة لطبيعة عمله بشكل تام.
ولم يخف انزعاجه من الشائعات التي تحدثت عن انفصاله عن زوجته، واصفاً إياها بأنها "أمر مستفز تماماً".
وبعكس الكثيرين، اعتبر الرداد أن عيوب "السوشيال ميديا" أكثر من مميزاتها. موضحاً أنه "عندما تفتح السوشيال ميديا تجدها مليئة بالغم والنكد، وكثيراً ما يتسم التواصل عبرها بالعدوانية، بعيداً من عاداتنا وقيمنا وديننا".